على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي النصر العسكري على تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن هذا التنظيم لا يزال يقوم بأعمال إرهابية في بغداد وضواحيها لزعزعة استقرار أمن العاصمة والتشكيك بالنصر الذي تحقق. في هذه الورقة سنسلط الضوء على أهم تلك العمليات الإرهابية، والتهديدات الإرهابية المحتملة، وطرق التسلل المؤشرة، والوقوق على أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة تلك العمليات وثم تقديم مجموعة من التوصيات.
أولأً- العمليات الإرهابية:
قام تنظيم داعش الإرهابي في مرحلة ما بعد اعلان النصر العسكري، بمجموعة من العمليات الإرهابية ليثبت فرضية مفادها بأنه لا يزال قادر على تهديد أمن العراق وخصوصًا عاصمته بغداد، ومن هذه العملايات:
1-في 27 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي وقع اعتداء إرهابي من قبل عناصر الانغماسية في تنظيم داعش الإرهابي على سوق منطقة النهروان حيث أدى الاعتداء إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.
2-في 13 كانون الثاني/يناير من العام الحالي قام انتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف ضمن منطقة الكاظمية-ساحة عدن ضمن المحلة/ 405 مما أدى إلى إصابة”17″ مواطن وحصول أضرار مادية.
3-في 15 كانون الثاني/يناير من العام الحالي حصل حادث انفجار حزام ناسف “مزدوج” ضمن منطقة الباب الشرقي –ساحة الطيران ضمن محلة /121 بالقرب من مطعم الصادق وقد أدى الحادث إلى إصابة “95” مواطن واستشهاد “26”.
وفي هذا السياق نتساءل كيف تعاملت الأجهزة الأمنية العراقية مع هذه الأحداث الإرهابية، بالنسبة لحادث منطقة النهروان وبعد الحادث وبناء على معلومات استخبارية عن وجود عناصر إرهابية تم وبالتنسيق مع القطعات الماسكة ومديرية استخبارات ومكافحة إرهاب ديالى تنفيذ واجب أسفر عن تدمير مضافة تابعة إلى التنظيم في منطقة “المجمع” وإلقاء القبض على “5” من عناصر الشبكة الإرهابية التي قامت بتنفيذ الاعتداء وقتل أحدهم خلال عملية نوعية في منطقة” مفرك الداينية” وهو الإرهابي “أبو جنات” أما بقية العناصر فتم إلقاء القبض عليهم في محافظة بغداد وديالى من خلال واجبات تم تنفيذها من قبل مديرية استخبارات ومكافحة ارهاب بغداد. أما فيما يتعلق بالعمل الإرهابي في الكاظمية، فبعد وقوع العمل الإرهابي تم تشكيل فريق عمل وتطويق محل الاعتداء والمباشرة بإجراءات الفحص والتفتيش ضمن مسرح الحادث من قبل المحققين وخبراء المتفجرات والأدلة الجنائية حيث تم ضبط “سيم كارت” في مسرح الجريمة “هاتف الانتحاري” ومن خلال الجهد الفني والعمليات الفنية التخصصية تم استخراج معلومات دقيقة من هاتف الانتحاري وبعد تحليل وجمع المعلومات تم الحصول على أحد الأرقام وهو رقم الناقل المدعو” باسم رحيم ثامر الزيادي” والذي يسكن محافظة المثنى – السعاوة –التلال والجلاج حيث تم القبض عليه واعترف بنقل الانتحاري وايصاله إلى محل الحادث ومن خلال التحقيق معه اعترف بحضوره ومعه شخص يدعى “سعد” إلى منطقة البتاوين يستقلون عجلة باص “كيا” واستقروا في عمارة “فندق غير مجاز” ثم قام باستلام الانتحاري الإرهابي “سجاد” وإيصاله بالقرب من محل الحادث في ساحة عدن. وبخصوص الحادث الارهابي في ساحة الطيران، تم وعلى الفور تشكيل فريق عمل وتطويق محل الحادث والمباشرة بإجراءات الفحص والتفتيش ضمن مسرح الاعتداء من قبل المحققين وخبراء المتفجرات والأدلة الجنائية بعد الانفجار ومن خلال جمع المعلومات والتعمق بالتحقيق مع مجموعة من المتهمين الملقى القبض عليهم أفادوا بأن الإرهابيين الذين قاما بنقل الانتحاريين إلى ساحة الطيران هم” قيصر اسماعيل محمد الجنابي” الملقب “أبو طيبة” والإرهابي “جاسم فرحان محمد الزوبعي” الملقب “أبو بصير” والذين يعملون ضمن شبكة الناقل الرئيسي المدعو ” جبار علاوي فياض عبد الغريباوي” الملقب “أبو حسن الغريباوي” في ولاية الجنوب حيث تم إلقاء القبض عليهم من خلال تنفيذ واجب من قبل مديرية استخبارات ومكافحة إرهاب بغداد ضمن منطقة أبو غريب. والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق هل ما زال خطر تنظيم داعش الإرهابي على العراق حاضرًا ؟
إن هروب أغلب قيادات تنظيم داعش الإرهابي من ولايتي”بغداد والجنوب” نتيجة العمليات العسكرية في مدينة القائم الحدودية وتأمين الحدود باتجاه الصحراء في محافظة الأنبار المحصورة ما بين “الرطبة والنخيب” واستقرارهم بمضافات تضم ما يقارب “100” مقاتل تابعين لولاية الجنوب وكذلك ما بين “20-30” مقاتل تابعين إلى ولاية بغداد أعدت مسبقًا حيث تم تجهيز هذه المضافات بمواد مختلفة تحسبا منهم لعمليات التحرير وما يرافقها وبعد استقرارهم في تلك المضافات لبضع أسابيع جاء التوجيه من قيادتهم بنقل عدد من القيادات والمقاتلين ومن ضمنها انتحاريين إلى مناطق حزام بغداد الجنوبي سعيا منهم لإعادة تفعيل نشاطهم الإرهابي فيها واستهداف محافظة بغداد حيث اعتمد التنظيم في نقل عناصره من الصحراء آنفة الذكر عن طريق منطقة الروضة وبالتحديد المحاذية لجسر الروضة ومنها إلى شارع “الرحالية-المجر” حيث يقوموا باجتياز الشق المحاذي إلى هذا الشارع سيرًا على الأقدام وتكون بانتظارهم عجلات دفع رباعي تنقلهم إلى منطقة الرزازة في مضافة خاصة يعسكرون بها وبعد مكوثهم عدة أيام في هذه المضافة يتم نقلهم إلى شارع المكسر”الخط الاستراتيجي” الواقع خلف محافظات النجف وكربلاء وصولًا إلى البصرة بعد اجتيازهم الساتر الترابي الذي قامت القوات الأمنية بإنشائه على امتداد هذا الشارع سيرًا على الاقدام ليلًا وكانت هناك عجلات بانتظارهم في الجانب الآخر ومنها يتم توزيعهم إما باتجاه منطقة جرف الصخر عبر “ابيار البو عيسى” والذي يسعى التنظيم جاهدا في هذا الوقت لنقل أكبر عدد ممكن من عناصره لمنطقة جرف الصخر لما لهذه المنطقة أهمية قصوى بغية اعادة نشاطهم فيها كونها منطقة ستراتيجية تشكل خطر على محافظات بابل وكربلاء والنجف وحتى بغداد أما بقية المنطقة المحصورة بين عامرية الفلوجة والفلوجة التي تسمى “قبر عطوان” ومنها اجتياز نهر الفرات حيث يتم نقلهم إلى مناطق “زوبع والزيدان والكراغول ودويليبة والرضوانية”.
أغلب القيادات تلك يرتدون أحزمة ناسفة ومن بين القيادات المتواجدين حاليا في هذه المضافات الإرهابي “أبو ياسر” وإلى الجنوب و”أبو أيمن” إداري الولاية و “أبو جعفر” آمر قاطع الفاروق و”أبو شهد” إداري قاطع الحمزة. يسعى التنظيم الإرهابي بالوقت الحاضر بتفعيل نشاطه في المناطق الممتدة من “الزيدان وزوبع مرورًا بالكراغول ومنطقة السيد مرورًا بالكيلو 5 وصولًا إلى اللطيفية”. كونها الأخرى تشكل خطر في الوقت على أمن محافظة بغداد. ولا تزال منطقة دويليبة غير ممسكوكة من قبل القطعات العسكرية حيث تعتبر تلك المناطق منفذ لعبور المسلحين من منطقة عامرية الفلوجة إلى مناطق أبي غريب الأخرى. ولا تزال المنطقة المحصورة من جسر التحدي إلى سيطرة الصقور – المقالع بالقرب من المصنع الكيمياوي غير ممسوكة أمنيا حيث أصبحت مقر للعناصر الإرهابية. ولا يزال أيضًا حجم القوة الماسكة لا يتناسب مع حجم وكبر القاطع مما يسهل حركة المسلحين وقيامهم بإعمال إرهابية.
يشهد قاطع الزيدان حوادث إرهابية وأخرى بسبب قيام المسلحين بالتجول ليًلًا في بعض المناطق “زوبع- الحنضلة – الفلوجيين الغريباويين” بحرية تامة والمحاذية لتلك المنطقة كونها غير ممسوكة من قبل القطعات العسكرية والتي تعتبر منفذ لعبور المسلحين من منطقة عامرية الفلوجة.
تعمل عصابات تنظيم داعش الإرهابي على تغير تكتيكاتها وخططها باستمرار بما يتلائم مع ظروف المرحلة التي يمر بها خصوصًا إذا ما ذكرنا الانكسارات والهزائم التي مٌني بها خلال العام الحالي وإعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بيان”النصر” النهائي على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير معظم مناطق العراق من دنس الإرهاب حيث يعد التوجيه اعلاه بمثابة الشروع بالعودة إلى الأساليب الفديمة والمتمثلة بزرع العبوات الناسفة واللاصقة وشن الهجمات الإرهابية التي تستهدف التجمعات المدنية بواسطة العبوات الناسفة والعجلات المفخخة والانتحاريين في استهداف المواطنين والأماكن العامة والتجارية وتنفيذ عمليات الاغتيال بواسطة الأسلحة الكاتمة في تصفية منتسبي الأجهزة الأمنية.
تعتبر مناطق شمال بغداد المتمثلة بمناطق” الطارمية- ناحية المشاهدة –الحلابسة –قرية 5و6 النباعي وكذلك مناطق السبعة العارضة –الرفيعات- الفرحانية التابعة لناحية الاسحاقي من الحواضن الآمنة لتنظيم داعش الإرهابي والتي تستخدم كملاذات آمنة ومنطلق لاستهداف العاصمة بغداد والتي تشكل تحدي أمني كبير للقوات الأمنية والعسكرية والحشد الشعبي والعشائري نظرًا لسعة وطبيعة تلك المناطق وجغرافيتها المعقدة.
أن العمل على دفع الولاة العسكريين والأمنيين وآمرين القواطع والمفارز إلى مناطق حزام بغداد لفتح مضافات أشخاص ومضافات أسلحة تشير المعلومات المتحصلة من التحقيق على دخول والي ونائب والي وأمني الجنوب إلى بغداد ووالي شمال بغداد إلى الطارمية. أن وجود العديد من المناطق غير ممسوكة أمنيا من قبل القطعات العسكرية ضمن قاطع “عرب جبور” مثل أعماق منطقة “البيجية والعليمية” والتي تمتاز بطبيعتها الزراعية ومساحتها الشاسعة مما يسهل حركة عناصر التنظيم داخلها وذلك لقلة موجود القطعات العسكرية ولعدم انتشارها بشكل مدروس. فعدم وجود أي قوة في منطقة دويليبة من “منطقة قصر الجلبي إلى جسر العناز” وهذه مناطق محاذية إلى نهر الفرات مما يسهل عملية تنقل المسلحين من منطقة عامرية الفلوجة والهريمات والبو صالح عبور نهر الفرات باتجاه منطقة الزيدان حيث تعتبر منطقة دويليبة خط رئيسي لنقل المسلحين والانتحاريين إلى حزام بغداد الغربي. ودفع عناصر من باقي الولايات من غير المشخصة من قبل القوات الأمنية إلى مركز وحزام العاصمة. والتركيز على القيام بكسب المزورين لغرض قيامهم بتزوير الهويات واستخدامها لإدخال المطلوبين مع عوائلهم إلى العاصمة. ودفع معظم مقاتلي ولاية الجنوب وولاية الفرات وولاية ديالى قاطع سعد بن أبي وقاص بجميع مفارزها للعمل داخل العاصمة بغداد وتفعيل لولاية بغداد.
لهذا التنظيم الإرهابي صدرت توجيهات لعناصره بالتوجه والتسلل بشكل سري وسريع من مناطق أعالي الفرات والتي تعد من آخر المناطق التي تم تحريرها والاستقرار ضمن مناطق حزام بغداد حتى صدور توجيهات جديدة من قبل التنظيم للشروع بإعادة نشاط مفارزها لتنفيذ عمليات إرهابية مستغلًا استقرار الوضع الأمني النسبي حاليا في بعض المناطق حيث تشير المعلومات بقيام مفارز تابعة إلى ولاية الجنوب المتواجدين في حزام بغداد وخصوصًا منطقة الليطيفية للقيام بالضغط على المواطنين في المنطقة للحصول على دعم مالي وكسب بعض العناصر الجديدة للعمل معهم وتنفيذ مخططاتهم في تلك المناطق مستغلًا ضعف الثقافة الدينية لبعض الأشخاص أو من العوائل التي تضررت من العمليات العسكرية وقتل أحد أفراد أسرهم من المنتمين إلى التنظيم الإرهابي واستغلال الجانب المادي الذي يعاني منه أغلب الشباب في تلك المناطق بسبب البطالة.
المعلومات تشير بقيام عسكري” ولاية الجنوب” الإرهابي المُكنى “أبو أسامة” الدخول إلى محافظة بغداد خلال الأيام القليلة القادمة ويكون استقراره في “حزام بغداد الجنوبي” ضمن المناطق الممتدة من “زوبع والزيران مرورًا بمنطقة كراغول ومنطقة الليطيفية حتى منطقة السيد عبدالله”. وهذه المناطق يعتمد عليها التنظيم الإرهابي في الوقت الحاضر كمناطق رئيسية للتواجد من أجل تفعيل عملياته الإرهابية كونها مناطق زراعية ومفتوحة على المناطق الممتدة ما بين” جرف الصخر والعويسات مرورًا بالفلوجة وعامرية الفلوجة” والتي تساعد طبيعتها في نقل المقاتلين الإرهابيين والانتحاريين. والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق، كيف يتسلل تنظيم داعش الإرهابي إلى بغداد؟
تسعى عصابات داعش الإرهابية إلى ايجاد مناطق ربط بين حدود المحافظات مع العاصمة بغداد بعد هيكلة أغلب الولايات التابعة للعصابات نتيجة النقص الحاصل بموارده البشرية في محاولة منه إلى إعادة نشاط ما يسمى بولايات بغداد “بغداد-شمال بغداد-الجنوب” وخصوصًا ضمن مناطق “الدورة- أبو غريب-المدائن- الراشدية” من خلال استمالة المواطنين في مناطق الحزام من خلال عمليات الترغيب والترهيب التي تستخدمها معهم للوقوف ضد القوات الماسكة للأرض وتنفيذ مخطط العودة والتواجد بعد فقدانها ما يُسمى “بأرض التمكين” والتقرب من حدود العاصمة بغية ايجاد ثغرات أمنية تستخدم كمنطلق للتسلل والتقرب إلى المناطق الحيوية التي تقع ضمن اهتمامها وفق عدة محاور وهي:
المحور الأول محافظة ديالى: الطريق السياحي “بهرز-نهروان” وصولًا إلى الحدود الإدارية لمحافظة بغداد من خلال سلك طرق غير ممسوكة من قبل الجيش العراقي والشرطة الاتحادية لتفادي السيطرات والمرابطات المنتشرة على الطريق والتي يعد أدائها ضعيف في تنفيذ مهامها الأمنية والعسكرية المناطة بها.
المحور الثاني محافظة ديالى” جبال حمرين- الزركة- الغالبية –الراشدية –الحسينية –الشعب”
المحور الثالث “الفلوجة –أبو غريب –سيطرة شؤون السيطرات باتجاه سيطرة 42 جيش العراقي وبعدها تدخل إلى مناطق بغداد المراد استهدافها”.
المحور الرابع صحراء محافظة الأنبار-عامرية الفلوجة- الهريمات –دويليبة الخالية عن طريق العبور من نهر الفرات مستخدمين قوارب مطاطية “جوب” ومن ثم إلى منطقة “الرفوش” ومن ثم إلى باقي مناطق حزام الغربي.
المحور الخامس جزيرة سامراء –سيد غريب –ال 50 دار –منطقة المكارم – الهورة منطقة 14 رمضان.
المحور السادس جزيرة سامراء – سيد غريب –بني زيد – منطقة السور – البو عساف – الشيخ عامر – البو عبيد – منطقة كف علي – بساتين البو حياة.
المحور السابع خط الانتحاريين يبدأ من قضاء بيجي –جزيرة سامراء – الثرثار – النباعي – الطارمية. والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق ما الآلية التي تعتمدها الأجهزة الأمنية لسد هذه الثغرات ومواجهة التسلل؟
بناء على ما تقدم قامت مديرية استخبارات ومكافحة ارهاب بغداد بعدة إجراءات قبل وبعد حدوث الاعتداءات الإرهابية نلخصها بما يلي:
1-تنفيذ واجب مشترك مع القطعات الماسكة للأرض من قبل شعبة استخبارات النهروان لتفتيش مناطق” البطة” و”البو زيد” و”المجمع” المجاورة لمنطقة “بزاير بهرز” بناء على معلومات استخبارية دقيقة قبل الحادث الإرهابي الذي استهدف منطقة النهروان.
2- بناء على المعلومات المتوفرة عن حجم الخطر المحدق أشعرت الجهات العليا المتمثلة بمكتب الوزير والهيئة الوطنية للتنسيق الاستخباري وقيادة العمليات المشتركة بالمعلومات والنوايا والتهديدات المحتملة للتنظيم.
3-تنفيذ واجبات في محافظتي بغداد وديالى اسفرت عن القاء القبض على الشبكة الإرهابية المسؤولة عن الحادث الإرهابي الذي استهدف منطقة النهروان بتاريخ 27 تشرين الثاني من العام الماضي إضافة إلى قتل أحد الإرهابيين الملقب “أبو جنات” في فلكة الداينية.
4- تنفيذ واجب في محافظة الأنبار “الضبعة” استهدف أحد الناقلين الرئيسيين لولاية الجنوب الإرهابي “أبو هاشم العيساوي” إضافة إلى استهداف خط الإمداد يستفاد منه التنظيم في الوقت الحاضر في الصحراء.
5-إلقاء القبض على المتهمين “أحمد سكر وركان كاظم العبيدي” آمر كتيبة المصطفى في ما يسمى بولاية الجنوب والمتهم “أركان زامل حروش سمير الخزرجي” آمر كتيبة حذيفة بن اليمان في نفس الولاية والقاء القبض على الإرهابي “ماهر علي صالح سلمان” شقيق والي الجنوب “معتز علي صالح”
6-خلال الفترة من 1 ولغاية 15 كانون الثاني/يناير تم رفع العديد من البرقيات السرية والفورية من قبل مقر الوكالة وتوابعها والتي تضمنت معلومات استباقية حول خطط ونوايا التنظيم الإرهابي لاستهداف العاصمة بغداد.
7- تزويد بأماكن تواجد ومضافات تنظيم داعش الإرهابي في مناطق حزام بغداد بموجب كتاب الوكالة السري المرقم 118655 في 15 كانون الثاني/ يناير الماضي. ولم يتم اجراء اللازم بصددها وهي ما زالت تشكل خطر على العاصمة.
مما تقدم يتضح أن خطر تنظيم داعش الإرهابي لا يزال قائمًا لذلك يجب اتخاذ إجراءات احترازية على القوات الأمنية المختصة بتنفيذها من أجل دفع الخطر على أمن العاصمة بغداد وإجراءات أخرى داعمة للعمل الاستخباري من أجل الحد من العمليات الإرهابية وكما يلي:
1-تمشيط صحراء الأنبار والمناطق المحاذية لها” شارع الرحالية – المجر – والرزازة وأبيار البو عيسى ” بصورة دورية ومستمرة وكذلك مناطق شمال وغرب ديالى “حوض حمرين وسلسلة جبالها وسلسلة سنسل والندا وقرة تبة وبزايز بهرز وكنعان والمينة ومطيبجية والعقليم” ومسكها من قبل قطعات مشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائري.
2-الاستعانة بكامرات حرارية ذات جودة عالية تستمكن مسافات طويلة ووضعها في مناطق مهمة أبرزها البرج الموجود قرب جسر الروضة باتجاه الرحالية وكذلك برج الاتصالات الموجود على شارع المكسر باتجاه الرزازة إضافة إلى تغطية ضفة نهر الفرات من جرف الصخر إلى عامرية الفلوجة والضفة المقابلة إليه والتي تتبع الحدود الإدارية لمحافظة بغداد من مناطق الزوبع والزيدان والرضوانية ودويليبة وكراغول إضافة إلى كامرات أخرى ذات نفس الجودة يتم نشرها في مناطق الزيدان وكراغول والبوسلية وبزايز والسيد عبدالله كونها ستعيق عملية نقل المقاتلين والانتحاريين من قبل التنظيم بصورة كبيرة ومؤثرة وبالتالي الحد من خطرهم على أن يتم ربطها بمقر مسيطر تحت إشراف الأجهزة الاستخبارية وبالتنسيق مع القطعات الماسكة.
3-التنسيق عالي المستوى مع القضاء من خلال مفاتحة مجلس القضاء الأعلى بالايعاز إلى المحاكم والسادة القضاة بإعطاء قرارات أكثر مرونة تمكن من ملاحقة العناصر الإرهابية والتحري عنهم والقاء القبض عليهم وبالأخص ممن تثبت علاقاتهم بالتنظيم من خلال الجهد الفني.
4-زيادة التخصيصات المالية للمصادر والواجهات وخصوصًا ضمن مناطق حزام بغداد كونها من الأسلحة المهمة التي يواجه بها التنظيم خلال الفترة القادمة كون المصدر المخترق لتنظيم يشكل روة معلوماتية قيمة إضافة إلى الاستفادة منهم في التصدي إلى العملية الإرهابية قبل وقوعها.
5-تطوير عمل السيطرات الرئيسية لمحافظة بغداد والمحافظات الأخرى من خلال رفدها بعناصر كفؤة ومهنية إضافة إلى تجهيزها بقاعدة بيانات شاملة تضم المطلوبين والهاربين والعناصر المؤشرة ولائها إلى التنظيم الإرهابي إبان سيطرتهم على المحافظات وكذلك تضم بيانات المرور العامة والجنسية العامة وتحديثها دوريا وفق برنامج “مطور ثابت” يتم إعداده من قبل مبرمجين مختصين مع الإسراع بإجراءات اكمال البطاقة الموحدة كونها ستنهي عمليات التزوير الذي يستفاد منه التنظيم في ادخال عناصره بواسطة “هويات أحوال مدنية مزورة” وهذا ما ثبت من خلال القاء القبض على العديد من الإرهابيين والذين كانوا يحملون مستمسكات مزورة.
6-تأشر الوكالة عن وجود العديد من بحيرات الأسماك ومكاتب الصيرفة والحوالات أصحابها من المتعاونين والداعمين لتنظيم داعش الإرهابي وتستخدم هذه البحيرات كواجهات ومصدر من مصادر التمويل للتنظيم الإرهابي مما يتطلب فرض رقابة صارمة على المشاريع الخاصة لمنع التنظيم من استغلال تلك المشاريع كمصدر من المصادر المائية.
7-القيام بعمليات استباقية ومفاجئة وبشكل مستمر ضمن المناطق المشخصة.
بناء على ما تقدم يبدو أن خطر تنظيم داعش الإرهابي على أمن وأستقرار العراق لا يزال قائمًا، الامر الذي يتطلب تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة العراقية بغداد وكافة محافظات العراق، لقطع الطريق على ذلك التنظيم الإرهابي في القيام بأي عمليات إرهابية تهدف إلى ترويع أمن المواطنين في العراق، لذلك هذه الصحوة الأمنية مطلوبة من كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والشرطة الاتحادية في كل الأوقات. ولا تقتصر هذه الصحوة في وقت الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في شهر آيار/ مايو القادم، وإنما هذه الصحوة يجب أن تكون يقظة قبل وبعد الانتخابات النيابية لسلامة العراق وشعبه من خطر إرهاب داعش.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية