في الوقت الذي عبّر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن ارتياحه لإعلان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون وقف التجارب الصاروخية طويلة المدى وإغلاق موقع التجارب النووية الوحيد بالبلاد؛ نقل عدد من الصحف الأميركية والبريطانية تحفظ بعض الخبراء والمسؤولين على اعتبار هذا الإعلان مهما.
وأشارت العديد من الصحف إلى أن السبب وراء قرار كيم هو بالفعل اكتمال البرنامج النووي لبلاده التي لم تعد بحاجة للمزيد من التجارب، كما قال كيم نفسه.
وقالت وول ستريت جورنال، التي وصفت خطاب كيم بأنه مختلط، إن كيم ألمح إلى عدم نيته التخلي عن ترسانته النووية، على الأقل على المدى المنظور، عكس ما يقول الرئيسان الكوري الجنوبي والأميركي.
نزع الأسلحة عالميا
وأضافت أن كيم قال بلهجة تصالحية إن وقف التجارب النووية هو خطوة مهمة في طريق نزع الأسلحة على نطاق العالم، وتعهد بعدم استخدام سلاحه النووي، أو نقل خبرة بلاده النووية إلى دول أخرى، “مهما كانت الظروف”، مستثنيا حالة تهديد بلاده أو استفزازها نوويا.
ونقلت عن خبراء قولهم إن الخطوات التي أعلنها كيم من الممكن التراجع عنها في أسرع وقت، ونسبت إلى جوزيف بيرموديز كبير المحللين لموقع “38 شمال” الإلكتروني، وهو موقع مختص بدراسة شؤون كوريا الشمالية، إن كيم يلعب لعبة الإعلام العالمي بشكل جيد، إذ إنه يريد أن يضع بلاده موضع الطرف الإيجابي وحتى يقع اللوم، في حالة عدم نجاح القمة مع ترمب النجاح المتوقع، على أميركا.
وقالت واشنطن بوست إن الرئيسين الأميركي والكوري الجنوبي يقولان مؤخرا إن كوريا الشمالية راغبة في نزع سلاحها النووي، لكن تصريح كيم أمس لم يأت على ذكر لتخلي بلاده عن برنامجها النووي، بل أشار فقط إلى تجميده، وبسبب أن كيم راض عن التطور السريع الذي حققته بلاده العام الماضي في إنتاج ما قالت إنه “الرأس الحربية الضخمة” والصاروخ الذي يستطيع حملها إلى قلب الولايات المتحدة.
رضا وقلق
ونسبت نيويورك تايمز إلى مسؤولين بالبيت الأبيض قولهم إنهم يراقبون كيم بخليط من الرضا والقلق، إذ إن خطواته يمكن أن تكون تكتيكية لتضع واشنطن في موقف الدفاع قبل المحادثات حول ترسانته النووية، فبمده غصن زيتون فإنه يضغط على أميركا للقبول بصفقة قبل أن يوافق هو على التخلي عن أسلحته النووية.
كذلك من الممكن أن يكون كيم يحاول دق إسفين بين أميركا وكوريا الجنوبية، ما دام رئيس الأخيرة يشدد حاليا كثيرا على إنهاء أكثر من ستة عقود من الصراع بشبه الجزيرة الكورية.
دوافع كيم
وأضافت نيويورك تايمز أن المحللين منقسمون بشدة حول دوافع ما أعلنه كيم؛ إذ يقول بعضهم إنه لا يريد من المفاوضات أكثر من توفير الوقت وتخفيف العقوبات الدولية، ولا ينوي أبدا التخلي عن أسلحته النووية، لكن آخرين يقولون إن كيم سيتخلى في نهاية المطاف عن ترسانته إذا حصل على حوافز مناسبة مثل الضمانات الأمنية المتمثلة في معاهدة سلام وتطبيع العلاقات مع واشنطن، ومساعدات اقتصادية لإعادة بناء اقتصاده.
وحذرت واشنطن بوست ومجلة إيكونوميست البريطانية من رفع سقف التوقعات من قمة ترمب-كيم المقبلة، وقالت إيكونوميست إن مجرد جرّ كوريا الشمالية إلى التفاوض مع المجتمع الدولي إنجاز كبير.
وقالت غارديان البريطانية إن الضغوط الاقتصادية الصينية على بيونغ يانغ، وإدراك كيم بأن ترمب لن يتحفظ في توجيه ضربة قاضية لبلاده، ولن يأبه بأمن شبه الجزيرة الكورية؛ من العوامل التي دفعت كيم لإبداء مرونة في موقفه.
المصدر : الصحافة البريطانية,الصحافة الأميركية