لندن- طالبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطر بوقف تمويل المليشيات التابعة لإيران، وذلك بعد كشف تعاملات تجمع الدوحة بميليشيات في العراق ولبنان.
وعبر مسؤولون أمنيون أميركيون عن قلقهم إزاء ارتباط قطر بعدد من المليشيات التي ترعاها إيران، والتي تصنف واشنطن العديد منها كمجموعات وتنظيمات إرهابية.
وكشفت صحيفة تلغراف البريطانية، أن مطالبة واشنطن لقطر بالتوقف عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، جاء بعد الكشف عن عدد من رسائل البريد الإلكتروني، مُرسلة من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة القطرية إلى أعضاء قياديين في حزب الله المدعوم من إيران، وإلى كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني.
وتُظهر رسائل البريد الإلكتروني، التي اطلعت عليها صحيفة (صنداي تليغراف)، أن أعضاء كبار المسؤولين في الحكومة القطرية يتمتعون بعلاقات ودية مع شخصيات بارزة في الحرس الثوري مثل قاسم سليماني القائد المؤثر لفيلق القدس الإيراني، والامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله
وكشفت تفاصيل المحادثات بين المسؤولين القطريين وقادة العديد من الميليشيات التي تدعمها إيران، أن الدوحة دفعت مئات الملايين من الدولارات، كجزء من مدفوعات فدية لتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين من قبل مليشيات عراقية، بينما وصلت المبالغ في إحدى التقارير إلى مليار دولار، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع سياسة واشنطن القائمة منذ وقت طويل بعدم دفع فدية للمنظمات الإرهابية.
وبحسب الصحيفة البريطانية، دعت الإدارة الأميركية قطر، إلى مراجعة علاقاتها مع إيران، وعلاقاتها مع الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل إيران، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
جانيت ديلي: السؤال الأهم في السياسة الخارجية اليوم هي كيف تتعامل مع إيران كدولة مارقة تتحدى القانون الدولي وتنشر الدمار.
جانيت ديلي: السؤال الأهم في السياسة الخارجية اليوم هي كيف تتعامل مع إيران كدولة مارقة تتحدى القانون الدولي وتنشر الدمار.
وقال مسؤول أمني أميركي رفيع المستوى “رسائل البريد الإلكتروني تظهر أن عدد من كبار المسؤولين في الحكومة القطرية قد أقاموا علاقات ودية مع شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، وعدد من المنظمات الإرهابية التي ترعاها إيران”.
وأضاف “في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إقناع إيران لوقف دعمها للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، لا نعتقد أنه من المفيد أن تستمر قطر بامتلاك علاقات مع جماعات كهذه”.
وفي إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي يعتقد أنه تم اعتراضها من قبل حكومات أجنبية، يؤكد مسؤول قطري رفيع المستوى، دفع 50 مليون جنيه أسترليني لقاسم سليماني في أبريل من عام 2017، و25 مليون جنيه إسترليني إلى مجموعة عراقية إرهابية متهمة بقتل عشرات الجنود الأميركيين في جنوب العراق.
وتساءلت جانيت ديلي، عن الخلافات بين الدول الغربية بشأن إيران، وترى أن روسيا هي “الرابح الوحيد” في النظام العالمي الجديد.
وقالت جانيت في تقرير الصحيفة البريطانية إن السؤال الأهم في السياسة الخارجية اليوم هي كيف تتعامل مع دولة مارقة تتحدى القانون الدولي وتنشر الدمار. وترى أن الدول الغربية عاجزة عن صياغة إجابة موحدة عن هذا السؤال الجوهري.
واضافت أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى لم يفعل شيئا لمعالجة مسألة “دعم إيران للإرهاب” في المنطقة وفي العالم. كما لم يفعل شيئا في الحد من تطوير الصواريخ الباليستية، التي يمكنها حمل رؤوس نووية، ويمكن لإيران صنعها بنص الاتفاق.
وترى أن الجميع كان يعرف أن الاتفاق هدفه الأساسي مجرد ربح الوقت. فالفكرة الأميركية هي الاعتماد على الشباب الإيراني المتعلم والمحب للغرب في استغلال هذه الفترة للدفع بالبلاد إلى التفكير العصري، وبروز قيادة معتدلة أقل عدائية تجاه الغرب، قد تدفع بالبلاد نحو التغيير. هذا فضلا عن العائدات المالية التي يوفرها رفع العقوبات.
ولكن شيئا من هذا لم يحدث. فالأموال التي حصلت عليها الحكومة لم تصرف على تحسين حياة المواطنين، وتوفبر الرفاهية لهم، بل على الأسلحة والصواريخ التي تنشر في سوريا وفي اليمن.
وردا على سؤال ما العمل مع الدول المارقة تقول جانيت إن الخيارات المطروحة هي أن تفرض عليها عقوبات حتى تفلس وتخرج شعوبها في احتجاجات ضد الحكم، أو تخيفها عسكريا عن طريق حلفاء في المنطقة. أما الخيار الثالث هو أن تدفع لها رشوة في شكل اتفاقيات تجارية تفضيلية، قد توفر لشعوبها الرفاهية.
العرب