بينما تقترب تركيا من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة يوم 24 يونيو/حزيران الجاري، يدور الجدل بشأن مسائل عديدة في جوهر الانتخابات وعلى هامشها، ومن بينها مسألة المجنسين السوريين وأصواتهم.
ويقول معارضون إن تجنيس اللاجئين السوريين -الذي أطلق إشارته الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ولاية كيليس التركية على الحدود مع سوريا في صيف عام 2016- كان الهدف منه أصلا كسب أصواتهم في الانتخابات، بينما يرد مؤيدو أردوغان بأن هذه الاتهامات لا تستند إلى المنطق.
ويتساءل الأستاذ الجامعي ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط أحمد أويصال في حديث للجزيرة نت كيف لعشرة أو عشرين ألف ناخب -في إشارة إلى عدد المجنسين- أن يغيروا نتائج الانتخابات في بلد لديه نحو 58 مليون ناخب.
ويقول إن مصدر هذه المزاعم هو المعارضة التي يرى أنها تنوي طرد اللاجئين من البلد في حال فوزها بالانتخابات، مشددا على أن القانون يضمن للمجنسين الحرية التامة في اختيار المرشح الذي يرونه مناسبا.
ويجد أويصال أن السبب الأقوى الذي يجعل المجنسين السوريين يصوتون لحزب العدالة والتنمية الحاكم هو أن أغلبهم محافظون، وهو ما يتماشى مع توجه الحزب.
ماذا يقول المجنسون؟
محمد الجميل (اسم مستعار) -وهو سوري مجنس وطالب في كلية الطب- يقول إنه سيدلي بصوته لصالح ما يراه دعما لاستقرار هذا البلد. وأضاف في حديثه للجزيرة نت “نشكر لتركيا مواقفها الداعمة لقضايانا، ونرى أنها باتت صوت المظلومين وحاضنة لهم”.
وعبّر الجميل عن أسفه لسماع تصريحات بعض مرشحي المعارضة الذين يتبنون لغة معادية للسوريين ووجودهم داخل تركيا، ويرى أنهم بهذه اللغة ينتصرون للظالم ويتجاهلون هول الأزمة الإنسانية والقتل الذي أجبر الملايين على الفرار من سوريا.
ويضيف “حزب العدالة والتنمية تبنى سياسة الباب المفتوح تجاه السوريين، وهذه السياسة ستثمر خلال السنوات المقبلة وستعود بالنفع الكبير على البلدين بعد عودة الاستقرار إلى سوريا”. وتابع أن “معظم من أعرف من المجنسين سينتخبون حزب العدالة ويدعمون برامجه خلال الفترة المقبلة”.
بدوره يؤكد همام سعدة -وهو مذيع حصل على الجنسية التركية عام 2017- أنه سيصوت للعدالة والتنمية، ويقول إن الأسباب كثيرة، في مقدمتها أن تركيا فتحت الأبواب للسوريين بفضل سياسة الحزب الذي يقود البلاد. ويرى أن أغلب المجنسين سيصوتون لصالح العدالة والتنمية من باب رد الجميل.
“مؤامرة على تركيا”
وفضلا عن ذلك السبب، يرى سعدة أن هناك “مؤامرة على تركيا وعلى من بناها في السنوات الأخيرة”، مشيرا إلى أن تركيا في حال فشل حزب العدالة والتنمية سترجع إلى ما كانت عليه قبل عام 2003 عندما تولى أردوغان رئاسة الوزراء.
وصال طنطانا
الجزيرة