حملت الدعوة التي وجهها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لقادة كل من الأردن والكويت والإمارات، لحضور القمة الرباعية في مكة المكرمة التي خصصت لدعم الأردن، مخالفة بروتوكولية تمثلت في دعوة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ممثلا للإمارات في القمة بدلا من نائب رئيس الدولة محمد بن راشد آل مكتوم.
وأثارت هذه الدعوة تساؤلات عن سر تجاوز حاكم دبي وتوجيه الدعوة لابن زايد، واعتبرت استكمالا لخطوات سابقة من أجل تمهيد الطريق لابن زايد لحكم البلاد في ظل الغياب شبه المستمر لأخيه المريض خليفة بن زايد آل نهيان.
وينظر إلى ولي عهد أبو ظبي على أنه الحاكم الفعلي للبلاد، خصوصا مع حضوره الدائم والتأثير في كل القرارات، ولا سيما المتعلقة بسياسات البلاد الخارجية التي غالبا ما تأتي مقرونة باسمه.
ويعتقد كثيرون أن ابن زايد ومن خلال تحالفه المتين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى لتنصيب نفسه رئيسا للإمارات، رغم أن الدستور الإماراتي في أصله ينص على تداول منصب رئاسة الدولة بين رؤساء الإمارات السبع.
مقدمات
منذ تولى الشيخ خليفة بن زايد رئاسة البلاد عام 2004، برز الدور المهم لشقيقه محمد، الذي عين منذ ذلك الحين وليا لعهد إمارة أبو ظبي، وزاد هذا الدور أهمية في ظل الغياب المستمر لرئيس الدولة منذ العام 2014.
وفي سبتمبر/أيلول 2017 أصدر رئيس الإمارات مرسوما أميريا عين بموجبه محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للمجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، بجانب ولاية عهد الإمارة، وولاه منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفي مطلع هذا العام وجه نائب رئيس الدولة حاكم دبي رسالة شكر فيها ابن زايد على خدماته التي قدمها للبلد، وعلى إثرها دشن ناشطون إماراتيون حملة لشكر ابن زايد، استجابةً لتوجيه محمد بن راشد.
وفي إطار الحملة نفسها، صممت هيئة الطرق والمواصلات لوحات و100 علم، تضمنت صورة محمد بن زايد آل نهيان إلى جانب وسم لشكره، ووضعت لوحات كبيرة تحمل صور ابن زايد ولوحات رقمية.
أدوار مشبوهة
خلال الأعوام الأخيرة، استثمر محمد بن زايد مليارات الدولارات في محاربة الربيع العربي، كما استثمر أموالا طائلة في العديد من مناطق العالم، وهي استثمارات تبدو مسيّسة في معظمها، ولا يخفى الدعم الإماراتي للثورات المضادة في مصر وليبيا، إضافة للدور الذي تقوم بها المليشيات المدعومة من أبو ظبي في اليمن.
ويقول محللون إن إمارة أبو ظبي دعمت حاكم دبي إبان الأزمة العقارية العالمية عام 2008، مما جعل ابن زايد صاحب نفوذ كبير في شؤون دبي.
كما لعب ابن زايد دورا كبيرا في الأزمة الخليجية، ودعم محاولات خلق الاضطرابات في قطر، وسبق أن تحدثت وثائق ويكيليكس عن رغبة ابن زايد في قصف القوات الأميركية قناة “الجزيرة” الإخبارية، فضلا عن الدور الكبير في محاولات تشويه صورة الدوحة.
أما ما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، فقد أبدت الإمارات تأييدا كبيرا للتطبيع مع تل أبيب في ظل دعم مستمر لهذا التوجه من ابن زايد، وظهرت تحالفات علنية أدارها السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة مع اللوبي الصهيوني هناك، كان أبرز ملامحها الحرب على حركات الإسلام السياسي ومنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
المصدر : الجزيرة