قالت صحيفة ذي إندبندنت في تقريرها إن تنظيم الدولة الإسلامية يعود إلى أرض المعركة بسوريا رغم تأكيدات أميركية وروسية بالقضاء على التنظيم.
وذكر التقرير أن سلسلة الهجمات التي يشنها التنظيم في معقله السابق بمدينة الرقة السورية، وسقوط عدد كبير من القتلى، بينهم جنود روس ومسلحون من التنظيمات التابعة لمليشيات أخرى، والاستيلاء على مناطق جديدة وإقامة قواعد عليها، مؤشرات على أن التنظيم يعاود الظهور من الظلال إلى أرض المعركة.
ونقلا عن مليشيات كردية وسورية ومسؤولين غربيين وأتراك، يشير التقرير إلى أن عودة تنظيم الدولة تحدث وسط تغيير في الديناميكيات في الصراع والمنطقة، ويؤكد أن تغير التحالفات والولاءات ساعد في عودة ظهور التنظيم.
وتضيف ذي إندبندنت أنه يُعتقد بأنه ما بين 8000 و10000 من مقاتلي تنظيم الدولة ما زالوا في سوريا والعراق، وهو ما يمثل عشرة أمثال المسلحين الذين تركهم التنظيم في العراق عندما كان اسمه “الدولة الإسلامية في العراق”، حين غادرت القوات الأميركية عام 2011.
وخلال ثلاث سنوات من ذلك التاريخ، استطاع التنظيم السيطرة على مناطق واسعة في سوريا وكادوا يصلون إلى مشارف العاصمة العراقية بغداد.
كما أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ما زال طليقا خلافا لما تردد عن مقتله من قبل الأميركيين والروس، ورجح تقرير الصحيفة أن البغدادي يقيم في القائم بالعراق، وأن قادته ينتشرون في المناطق التي فروا منها أثناء حملة التحالف الدولي الجوية ضده.
”
في الوقت الذي يبحث فيه تنظيم الدولة عن تحالفات جديدة مثل تحالفه مع جماعة “جيش خالد بن الوليد”، تشهد الولاءات بين خصوم التنظيم حالة من التفكك
”
وفي إشارة إلى التغييرات التي طرأت على المشهد، يقول التقرير الذي كتبه كيم سينغوبتا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بخفض تمويل القوات الأميركية في سوريا والحد من تمويل المشاريع المدنية.
كما أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة منشغلة الآن في قتال القوات التركية.
ويضيف التقرير أن ثمة حالة من عدم الرضا المتزايد من قبل السكان المحليين بشأن جباية الضرائب والتجنيد الإجباري في المناطق التي تسيطر عليها الجهات الحليفة للغرب بعد انسحاب التنظيم منها.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه في الوقت الذي يبحث فيه التنظيم عن تحالفات جديدة مثل تحالفه مع جماعة “جيش خالد بن الوليد”، فإن الولاءات بين خصوم التنظيم تشهد حالة من التفكك.
وفي الوقت نفسه يتهم النظام السوري والإيرانيون الجماعات المدعومة أميركيا بالسماح للتنظيم بالمرور في المناطق التي يسيطران عليها لاستهداف خصوم التنظيم.
لكن تقرير ذي إندبندنت يتحدث عن مزاعم بأن دمشق تغض الطرف أو حتى تسهل هجمات تنظيم الدولة.
ووفق ناشطين سوريين، أجرى النظام وقادة في تنظيم الدولة لقاء في منطقة الحصن شمال شرق السويداء في 17 يونيو/حزيران الماضي، وبعد ساعات قيل إن ما يقرب من 100 عنصر من التنظيم انتقلوا إلى منطقة حوض اليرموك بمحافظة درعا عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام، بينما واصلت قوات النظام سيطرتها على المنطقة.
المصدر : إندبندنت