عاصفة الحزم بين الأسباب والنتائج

عاصفة الحزم بين الأسباب والنتائج

CCCzLS5WgAAH27L.jpg large

اكثر من 45 يوما مضت على عاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية ضد مليشيات الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ، المدعومين من ايران ، لغايات واهداف اصبح المعلن عنه فيها اكثر من المخفي ، وهو زعزعة الامن العربي واتباع سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها عمائم طهران لرفع فاتورة الدم العربي والكلفة الإنسانية جراء سياستها القذرة في اوطان العرب . بعد مرور شهر ونصف الشهر من القصف الجوي المزلزل على اذناب نمر طهران الكارتوني ، لم نلحظ أي تغيير يمكن ان يسهم في ردع انصار الحوثي وصالح ، سوى مزيد من التعنت ، رغم ان التحالف العربي تعامل بروح الإنسانية معهم، وحوَّل عاصفة الحزم الى بريق امل يمكن ان يساعد الحوثيين في العودة الى جادة الصواب حقننا للدماء ، ولكنهم تعودوا على نكران الجميل ومقابلة الاحسان بالإساءة فتمادوا في غيهم واطلقوا صواريخهم على المدن السعودية المحاذية للحدود اليمنية ، ما يجعلنا امام تساؤلات كثيرة تدور على السنة الناس ، باتت تشكل اكثر من علامة استفهام ؟!

* لماذا لم تحقق عاصفة الحزم النتائج المرجوة منها بعد ان هيأت الأسباب الموجبة التي ساهمت بشكل كبير لخوض غمارها ؟

* لماذا لم تنجح طائرات التحالف العربي لحد الان في إعادة المدن اليمنية الخاضعة لنفوذ الحوثيين لسلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي ، لتمنحه القوة والثبات ؟

* لماذا لم تكسر شوكة انصار المرتزق عبد الملك الحوثي ومليشيات صالح العسكرية رغم السيادة الجوية لطائرات التحالف العربي على أجواء اليمن ؟

* لماذا لم يذعن الحوثيون لقرارات المجتمع الدولي وينسحبوا من مراكز المدن الخاضعة لسيطرتهم ويعلنوا استسلامهم ؟

* لماذا لم نشهد أي انشقاقات داخل جنرالات القوات المسلحة الموالية للرئيس المخلوع صالح بالحجم الذي يغير المعادلة على الأرض ؟

* لماذا يتزايد الطلب الدولي على وقف اطلاق النار وفتح قنوات المساعدات الإنسانية لليمنيين دون ان يكون هناك أي رادع دولي للمتسببين الرئيسيين لهذه المعاناة الإنسانية ؟

* لماذا لم تسهم الولايات المتحدة الامريكية في مساعدة الجيش اليمني الذي تعده حليفاً لها في محاربة تنظيم القاعدة الذي تصفه بالخطر الكبير والمهدد للأمن القومي الأمريكي ؟

* لماذا سمحت أمريكا لهذا التنظيم بان يصول ويجول بحرية في الساحة اليمنية دون كبح جماحه او تحجيمه ؟

* لماذا أصبحت ردة الفعل على حياة السعوديين اكثر من فعل التحالف على الحوثيين ؟

* لماذا يحاول بعضهم ان يجعل اليمن ملاذ امنا لجميع التنظيمات الإرهابية ؟

* لماذا يجري العمل على تحطيم البنى التحتية اليمنية الضعيفة أصلاً، ثم تجري اعادة إعمارها بعد سنوات من خزائن العرب انفسهم ؟

* لماذا يتهافت زعماء الغرب على العواصم الخليجية واغرائها بعقد صفقات التسلح بحجة مواجهة الإرهاب وسط تراجع أسعار النفط ؟

* لماذا يراد إغراق المنطقة العربية والإسلامية في اتون حروب مذهبية وصراعات عقائدية لا يجنى منها سوى مزيد من سفك الدماء وهدر للثروات ؟

* لماذا نرى تنصلاً لبعض زعماء العرب ومواقف متذبذبة لا ترتقي الى مستوى المسؤولية والحدث وبما لا ينسجم ووحدة الصف العربي وخطورة الازمة الراهنة ؟

هذا بعض ما يدور في اذهان الشارع العربي ، خصوصا بعد سيناريو احتلال العراق الذي بسببه انهار النظام السياسي العربي وتفتت العرب وانهارت اقوى ثلاثة جيوش عربية في المنطقة كانت بارقة الامل التي يمكن ان تحقق غايات الامة العربية وأهدافها المرجوة منها ولكن السؤال الذي اطرحها انا ككاتب لهذه السطور: لماذا نبقى نتلقى الفعل بردة فعل لا تتناسب وحجمنا وقوتنا ومكانتنا ، دون ان نكون نحن أصحاب هذا الفعل الذي يجعلنا نتباهى بكل ما نملك من قوة بشرية واقتصادية ودينية تميزنا عن بقية الأمم ؟؟؟

اسماعيل الجنابي

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية