شهدت بداية شهر ايار/ مايو الحالي استقرار أسعار السلع وبخاصة السلع الاستهلاكية والمعادن النفيسة التي حققت أرباحا واوجدت توازنا ازاء التراجع الذي شهده قطاع الطاقة والمعادن الصناعية.
وبحسب خبراء في مجال الطاقة فإن العامل الرئيسي لتراجع أسعار الطاقة يعود إلى ارتفاع العرض مقابل تراجع الطلب في السوق العالمية، الذي أخذ بالارتفاع منذ عامين تقريباً، ووصل إلى أعلى مستوياته تشرين الاول / ديسمبر 2014 حيث بلغ 94.9 مليون برميل يومياً، بحسب الوكالة الدولية للطاقة (IEA).
واشارت شركة آسيا للاستثمار في تقرير لها الى أن الزيادة الكبيرة التي شهدها إنتاج الخام الأمريكي بفضل طفرة النفط الصخري، إلى جانب ركود الطلب العالمي، يفسر جزءاً كبيراً من أسباب تخمة المعروض.
اسعار النفط
لقد شهد العالم منذ شهر تشرين الاول /ديسمبر الماضي انتكاسة حقيقة في اسواق النفط ادت الى ارباك واضح في الاسواق العالمية واستمرت هذه الحال الى نهاية الربع الاول من عام 2015 حيث بدأت اسعار النفط تشهد تحسنا طفيفا في الاونة الاخيرة .
في نهاية شهر نيسان / ابريل شهد سعر برميل النفط الخام انتعاشا دام أسبوعاً حتى وصل الى نهايته بعد ان بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوياته في 5 أشهر بعد الهبوط الأسبوعي الأول في مخزونات النفط الأميركية منذ كانون الثاني / يناير من العام الحالي ، والبدء في الاقتراب من مستويات يرى فيها منتجو النفط الصخري الأميركي فرصاً لزيادة الإنتاج وهي عند 65 دولارا للبرميل.
وجاء تقرير العمل الأمريكي لشهر أبريل ليطرح توقعات أضعف من المتوقع مما ساعد الدولار على الحفاظ على نبرة دفاعية مما فرض دعماً شاملاً للسلع بصورة عامة.
أسعار الغذاء العالمية
خلال شهر نيسان الماضي واصلت أسعار المواد الغذاء العالمية مثل الحبوب والبذور الزيتية تراجعها ، حيث انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ شهر يونيو 2010، ، ونتيجة لذلك، شهد مؤشر 55 سلعة غذائية عالمية انخفاضاً مستمراً منذ مارس 2013.
منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة ، في تقرير حديث لها اكدت ان أسعار الغذاء العالمية تراجعت في أبريل الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو 2010 مع انخفاض أسعار معظم السلع الرئيسية ، وحصل الضعف في أسعار الغذاء جراء الانتاج العالمي الكبير وقوة الدولار.
وتوقعت فاو تراجع إنتاج الحبوب العالمي في 2015 إلى 2.509 مليار طن بانخفاض قدره 1.5%.
تحسن مؤقت في اسعار النفط
في الحقيقة لقد كشف ارتفاع سعر برميل النفط الاخير بأنها عبارة عن طفرة طارئة مع جذب الانتعاش فوق 60 دولارا للبرميل
في موازة ذلك ينتظر بعض منتجي النفط الصخري الأمريكي الرئيسيين الفرصة لزيادة الإنتاج في حال وصل السعر إلى 65 دولارا ، وأدى هذا الهبوط الثابت في عدد منصات النفط الأمريكية إلى احتمالية الزيادة أو التوقف.
و يمكن ان نستخلص من تذبذب اسعار النفط خصوصا الارتفاع القياسي في الاسبوع الاخير دلالة على أن الحرب بين النفط التقليدي والصخري على الحصص ما زالت مستمرة، و ان ارتفاع سعر النفط أكثر مما هو عليه يمكن يجهض محاولات منظمة الأوبك لتخطي إنتاج الدول خارج منظمة الأوبك.
وبحسب مراقبين فان الخطر قصير الأجل على السعر المتجه إلى الهبوط يهدد منظمة اوبك التي تنتج الآن ما يقارب 1.5 مليون برميل يومياً فوق المعدل المطلوب مشيرا الى ضعف الخطر مع التصريحات الإيرانية بإمكانية زيادة الإنتاج بمعدل مليون برميل عند رفع العقوبات.
اسعار التضخم العالمي
وعلى الصعيد العالمي تشير تقارير الى أن أسعار التضخم تراجعت من 5ر3 في المئة على اساس سنوي في منتصف 2014 إلى 2 في المئة في الربع الأول من العام الحالي “ومع ذلك لم تتراجع الأسعار في جميع أنواع السلع فالتضخم الجوهري الذي يستثني منتجات النفط والغذاء بقي مستقرا نسبيا”.
وبحسب التقرير سيصل التضخم إلى ادنى مستوياته هذا العام. ومع تلاشي قاعدة أسعار النفط المرتفعة في تموز/ يوليو الماضي،ومن المحتمل ان تتراجع التأثيرات السلبية لأسعار الطاقة على التضخم السنوي المؤقت بالزوال. إضافة إلى أنه من المتوقع أن يرتفع سعر برميل النفط إلى حد معتدل في غضون الأشهر القليلة المقبلة نتيجة انخفاض مستويات العرض.
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية