الرباط- اعلنت السلطات المغربية انها فككت الخميس “خلية ارهابية مكونة من سبعة متطرفين موالين لداعش” بعد الاشتباه في ممارسة عناصرها “حملات تروج وتشيد” باعتداءات التنظيم الجهادي.
واوضح بيان لوزارة الداخلية المغربية ان اعمار الموقوفين تتراوح بين 22 و32 عاما وكانوا ينشطون بين مدن زاوية الشيخ (وسط) واولاد تايمة ومراكش (جنوب) “في الدعاية لفائدة داعش من خلال حملات تروج وتشيد بالأعمال الهمجية لهذا التنظيم الإرهابي”.
كما كان المشتبه بهم منخرطون “في استقطاب وتجنيد شباب بهدف التخطيط لتنفيذ اعتداءات إرهابية تستهدف المس بأمن واستقرار المملكة، بإيعاز من أحد القادة الميدانيين بصفوف داعش”، وفق المصدر ذاته.
والعملية التي نفذها المكتب المركزي للأبحاث القضائية (وحدة مكافحة الارهاب) مكنت من “حجز أجهزة إلكترونية مختلفة وأسلحة بيضاء، وأسلاك كهربائية، إضافة إلى بيانات صادرة عن داعش وبعض فروعه”.
وسيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وتشير ارقام رسمية الى ان اجهزة مكافحة الارهاب تمكنت في 2017 من تفكيك تسعة خلايا ارهابية وتوقيف 186 من عناصرها.
وكان مدير مكتب مكافحة الإرهاب في المغرب عبدالحق الخيام، قد ذكر في شهر مايو، على أن عودة المغاربة الذين قاتلوا تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية الى البلاد “يشكل خطرا حقيقيا”، ما دفع السلطات الى وضع خطة وإقرار قوانين وتدابير خاصة لمواجهة هؤلاء.
وفاق عدد الجهاديين المغاربة في العراق وسوريا 1600 شخص سنة 2015. وقال الخيام أن “أكثر من 200 بين هؤلاء الجهاديين عادوا إلى المغرب وتمّ توقيفهم وتقديمهم للعدالة”.
كما أشار الى “سقوط آخرين في عمليات انتحارية أو في عمليات نفذتها قوات التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة في المنطقة، بينما فرّ البعض منهم إلى بلدان مجاورة”.
وبقي المغرب في منأى عن هجمات تنظيم الدولة الاسلامية، علما بانه شهد سابقا اعتداءات في الدار البيضاء (33 قتيلا في 2003) ومراكش (17 قتيلا في 2011). وصدرت خلال السنوات الماضية عشرات الأحكام بالسجن في قضايا إرهاب. وتم تشديد قوانين مكافحته.
وتبنى المغرب في 2015 قانونا جديدا لمواجهة ظاهرة الجهاديين العائدين من بؤر التوتر ينص على عقوبات بالسجن تتراوح بين 10 إلى 15 سنة. ونبه الخيام، حينها، إلى أن هذا القانون “يتيح لمصالح الشرطة توقيف العائدين وإخضاعهم للاستجوابات قبل إحالتهم على العدالة”.
وتعلن السلطات المغربية مرارا عن تفكيك “خلايا إرهابية”. وسجل تراجع في عدد الخلايا المفككة من 21 خلية سنة 2015 إلى 19 في السنة التالية ثم تسع سنة 2017.
التأطير الديني
وسجل تورط مهاجرين مغاربة في تفجيرات عدة هزت بلدانا أوروبية في الفترة الأخيرة، في باريس (130 قتيلا في 2015) وكاركاسون بفرنسا (4 قتلى في 2016) وبروكسل (32 قتيلا في 2016) وبرشلونة وكامبريس باسبانيا (16 قتيلا في 2017) كما في مدريد (162 في 2004).
ويرى مكتب مكافحة الإرهاب في المغرب أن هذه الظاهرة “تعكس مشكلا في التأطير الديني” داخل البلدان التي يعيش فيها هؤلاء، منبها إلى أن “الإرهاب لا جنسية له”.
وذكر أن المقاربة الأمنية في المغرب توازيها سياسة لإصلاح الحقل الديني، “وأن المقاربة القائمة على التأطير الديني هامة”.
وأشار الى دور يقوم به المغرب في مجال التعاون الأمني الدولي لمحاربة الإرهاب، وقال “بفضل مصالحنا تم تفادي عمليات إرهابية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وانكلترا والدنمارك وإيطاليا واسبانيا”، من دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.
قنبلة موقوتة
وحذر الخيام في السابق، من تحوّل منطقة الساحل الإفريقي إلى “أرض خصبة” للجماعات الجهادية بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، ما يشكل “تهديدا” و”قنبلة موقوته”.
وعبر عن “قلقه من التقاطعات بين الشبكات الإجرامية والتيارات الإرهابية”، بناء على “معلومات تؤكد استغلال أنشطة إجرامية في المنطقة لتمويل الجماعات الإرهابية”.
وتمتد هذه المنطقة شبه الصحراوية على مساحة شاسعة في غرب إفريقيا تعادل مساحة القارة الأوروبية، وباتت مسرحا لتحركات عشرات الجماعات الجهادية ذات التحالفات المتقلبة، مستفيدة من الفراغ الأمني في تنفيذ هجماتها.
وتقود كل من النيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتانيا المجتمعة في “مجموعة الدول الخمس″، إلى جانب فرنسا، عملية عسكرية ضد المجموعات المتطرفة في المنطقة.
العرب