ارتفع اليورو مقابل الدولار خلال تداولات اليوم الثلاثاء بعد تسديد اليونان لدفعة من القروض المستحقة لصندوق النقد الدولي، فيما استمرت المخاوف حول مستقبل البلاد في منطقة اليورو. حيث شهدت بورصات المنطقة الاوروبية انتكاسة على خلفية وضع ديون اليونان.
وسددت اليونان اليوم الثلاثاء 770 مليون يورو لصندوق النقد الدولي ، مما قلل من مخاوف الوقوع في العجز الذي كانت على وشك التورط فيه ، ويعد هذا السداد نهاية لبرنامج المساعدة الثاني الذي تستفيد منه اثينا منذ أواخر عام 2012.
واجرى وزراء مالية مجموعة اليورو امس الاثنين محادثات مع وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاجسي في بروكسل لمنح اليونان حزمة إنقاذ، ولكن لم يتم احراز أي تقدم.
وتسعى أثينا وترويكا الدائنين الدوليين (المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) للتوصل إلى اتفاق للحصول على دفعة جديدة من اموال الانقاذ وتجنب أزمة السيولة.
وقد أشارت الحكومة اليونانية انها مازالت تأمل في تحقيق تقدم في المباحثات ، ويرى مسؤولون في منطقة اليورو أن الكثير من القضايا لا تزال عالقة.
لكن رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم قال إنه من الممكن أن تبدأ اليونان في تلقي بعض التمويل الطارئ إذا بدأت في تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها مع دائنيها، لكنه حذر من أن إجراء استفتاء على الإصلاحات قد يؤجل صرف التمويل.
ازمة سيولة حادة
من المحتمل ان تواجه اثينا ازمة سيولة كبيرة وهو ما اكده وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس بقوله :” ان مسألة السيولة أضحت مُلحّة بشكل كبير، والجميع يعرف ذلك، ولا جدوى من تجاهل الأمر”، ويأتي هذا الوضع في وقت تتعثر المباحثات منذ نهاية شباط /فبراير الماضي بشأن تمكين اليونان من الحصول من دائنيها على 7,2 مليارات يورو.
وفي وقت تحاول اثينا الحصول على بقية حزمة الإنقاذ البـالغة 7.2 مليار يورو ما يعادل (8 مليار دولار )، تشترط الجهات المانحة ان توافق اليونان على إجراء إصلاحات جديدة تتعلق بالعمال والمعاشات ورفع الضرائب وخصخصة الشركات المملوكة للدولة .
وقالت المانيا في وقت سابق إنه ربما يكون من المنطقي أن تجري اليونان استفتاء على الإصلاحات الاقتصادية القاسية محل التفاوض مع دائنيها.
في سياق متصل قال مسئول أوروبي الجمعة الماضية إنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق بحلول حزيران / يونيو المقبل، فان الموقف سيصبح”صعب للغاية “.
ومن المقرر أن ينتهى الجزء الأوروبي من حزمة إنقاذ اليونان في نهاية حزيران / يونيو المقبل،وإذا لم يتم التوصل لاتفاق في وقت المناسب ، فان أثينا لن تتمكن من الحصول على بقية الأموال المتبقية .
احتجاجات شعبية
في الحقيقة تواجه اليونان ازمة مالية خانقة انعكست على مستوى دخل الفرد والاسعار ما ادى الى نوع من السخط الشعبي جراء هذه الاوضاع .
من جهة اخرى نظم عدد من المتظاهرين اليونانيين احتجاجات ضد الاتحاد الأوروبي في العاصمة أثينا مساء امس الاثنين، حيث تجمع مئات الاشخاص في شارع “ستاديو” بمركز العاصمة، وساروا تجاه المكاتب المركزية للاتحاد الأوروبي الواقعة في شارع “فاسيليس سوفياس” وحاول المتظاهرون مهاجمة مكاتب الاتحاد الأوروبي في أثينا، مطالبينه بشطب الديون المستحقة على اليونان، ورددوا هتافات معادية للاتحاد الاوروبي.
وتعاني اليونان منذ اواخر عام 2009 ، ازمة ديون عصفت باقتصاد واوصلته الى هاوية الافلاس وهو ما حدا بها الى اللجوء الى الاقتراض من عدد من المؤسسات الاروبية والدولة وهو مازاد من مشاكلها التي تواجه تحديات في مجابهتها .
اليونان اليوم رهينة الدول الدائنة وسط مخاوف من افلاس البلاد او السقوط في المزيد من الازمات التي قد تؤدي الى المزيد من المواجهات بين الشعب والحكومة .
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدرسات الاستراتيجية