ارتفعت حصيلة غارات التحالف السعودي الإماراتي على أهداف مدنية في مدينة الحديدة غربي اليمن إلى 150 بين قتيل وجريح، وتزامنت الغارات التي أنكر التحالف مسؤوليته عنها مع دعوة أممية لأطراف الصراع للتفاوض مطلع الشهر المقبل في جنيف.
ونقلت وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين عن مصدر طبي أن عدد قتلى الغارات التي استهدفت الخميس ميناء صيد وسوقا للأسماك قرب بوابة مستشفى الثورة ارتفع إلى 55 قتيلا بينهم طفلان وثلاث نساء بالإضافة إلى 124 جريحا.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر طبية أن 26 شخصا قتلوا وأصيب 35 آخرون في الغارات، فيما أكدت مصادر للجزيرة مقتل 15 شخصا في حصيلة أولية قبل أن يرتفع عدد الضحايا لوجود إصابات خطيرة كثيرة.
وعقب القصف أطلق مستشفى الثورة ومستشفيات بمدينة الحديدة نداء للتبرع بالدم لإسعاف الجرحى، بينما أعلن الصليب الأحمر إرسال مواد طبية لعلاج عشرات المصابين بجروح بالغة.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن أحد الشهود أن الأشلاء تناثرت في السوق، كما كانت هناك برك من الدماء قرب بوابة مستشفى الثورة.
وفي اتصال مع الجزيرة قال عبد الله زحيري نائب مدير مستشفى الثورة إن قسم الطوارئ لم يتمكن من استيعاب جميع الضحايا، في حين أكد محمد الحسني رئيس نقابة الصيادين في الحديدة في اتصال مماثل أنه لم تكن في السوق وميناء الصيد ومحيط المستشفى أي مظاهر عسكرية.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام سعودية عن المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي نفيه قيام التحالف بتنفيذ أي عمليات عسكرية في مدينة الحديدة الخميس.
واتهم المالكي الحوثيين باستهداف المدنيين في المدينة لاستعطاف الرأي العام الدولي، على حد قوله. وتأتي الغارات بعد يوم من قصف مروحيات أباتشي تابعة للتحالف قارب صيد قرب جزيرة “زقر” بالسواحل اليمنية الغربية مما أسفر عن مقتل تسعة صيادين يمنيين.
كما تأتي بعد تهديدات التحالف السعودي الإماراتي باستئناف الحملة العسكرية على مدينة الحديدة ومينائها، وبعد يوم فقط من إعلان الحوثيين سريان هدنة من جانب واحد في البحر الأحمر.
مفاوضات بجنيف
واستهدف طيران التحالف الحديدة بينما كان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث يعلن في نيويورك نيته دعوة أطراف النزاع في اليمن إلى عقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف في السادس من سبتمبر/أيلول القادم.
وقال غريفيث خلال إحاطة خاصة لمجلس الأمن الدولي إن المشاورات التي ستجري بين أطراف النزاع تمثل فرصة لبحث إطار المفاوضات وإجراءات بناء الثقة.
ووصف المبعوث الأممي وتيرة الحرب في مدينة وميناء الحديدة غربي اليمن بأنها في تصاعد وأن البحر الأحمر أصبح مسرحا لها، وقال إن متطلبات تحقيق اتفاق حول الحديدة لا تتوافر حاليا، لكنه أكد أن فجوة الخلاف بين الأطراف المتنازعة تم تضييقها.
وتعليقا على الدعوة الأممية للتفاوض، قال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين للجزيرة إن أي حوار يكون دون شروط مسبقة أو مطالب تعجيزية من قبل أي طرف مثل تسليم السلاح والانسحاب من المناطق.
وأضاف أن الحوثيين لا يراهنون على الخيار العسكري بل على الخيار السلمي، وبالتالي هم مع أي حوار أو مفاوضات قائمة على شروط صحيحة للتوصل إلى حل
من جهته أفاد مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم بأن الغارات الجديدة على الحديدة ربما أثرت على مجريات المشاورات التي جرت الخميس، مشيرا في هذا الإطار إلى إلغاء جلسة مشاورات مغلقة كانت ستعقد عقب الجلسة العلنية التي تحدث فيها غريفيث.
المصدر : الجزيرة + وكالات