طرابلس – بات الليبيون مقتنعين بأن أزمة بلادهم المعقدة يصعب حلّها ليس فقط بسبب خلافاتهم، ولكن وبالأساس بسبب تدخلات خارجية وصراعات بين دول مختلفة حول مواقع النفوذ في ليبيا والتحكم في مواقع النفط.
وتشير مصادر ليبية مقيمة في القاهرة إلى أن تحكم دول أجنبية بأوراق الملف الليبي قد ينتهي إلى مواجهة عسكرية بينها عبر وكلاء ليبيين من الميليشيات المختلفة خاصة بالعاصمة طرابلس.
وكشف مصدر لـ”العرب” على علاقة بالملف الليبي، أن وقوع هذه المعركة سوف يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر، وينسف الجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية لتهيئة الأجواء لمصالحات داخلية بين القوى المتصارعة، ويمثل انتكاسة لجهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
وخرج إلى السطح في الفترة الأخيرة صراع فرنسي إيطالي واضح بشأن العملية السياسية في ليبيا. وفيما تدعم فرنسا إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام الحالي، وفق ما تم الاتفاق عليه في لقاء باريس الذي جمع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وقائد الجيش المشير خليفة حفتر في يوليو من العام الماضي، فإن إيطاليا تجاهر بمعارضة الانتخابات معتبرة أن الوضع الليبي لا يسمح بذلك.
ومنذ أيام أثارت تصريحات السفير الإيطالي في طرابلس جوزيبي بيروني بشأن تأجيل الانتخابات في ليبيا إلى ما بعد الاستفتاء على مشروع الدستور غضبا في الشارع الليبي، وتظاهر المئات من الليبيين بميدان الجزائر في قلب العاصمة طرابلس، معلنين رفضهم لما يصفونه بالتدخل الإيطالي في ليبيا، ولتصريحات السفير.
ويقول متابعون للشأن الليبي إن القوى الأجنبية تصب الزيت على النار حين تتعامل مع الميليشيات وتدعم بعضها للحفاظ على مصالحها مثل ما يروج من اتهامات لإيطاليا بأنها تدعم إبراهيم الجضران وميليشياته للسيطرة على الهلال النفطي في ضوء خلافها مع حفتر.
واتهم حفتر، الجمعة، التدخل العسكري الأجنبي بتدمير البنية العسكرية للدولة الليبية، وهو ما “ساعد (على ظهور) الجماعات الإسلامية كالإخوان والجماعات الليبية المقاتلة والقاعدة وداعش، وحتى التنظيمات المسلحة الأجنبية ذات الأصول الأفريقية التي تنشط في جنوب ليبيا”.
ولم يخف محمود جبريل رئيس الوزراء الليبي الأسبق أن الدول الأوروبية المتدخلة في الأزمة الليبية “تدرك جيدا قوة الميليشيات بل إن بعضها استعان بها علنا لتسهيل وحماية مصالحه بليبيا”.
العرب