تركز تهديدات عناصر داعش التي اجتاحت شمالي العراق على استخدام المياه سلاحا ضد المدن والقرى التي يريد اخضاعها أو عقوبات جماعية على المناطق المناوئة لهم والتي يسعى للسيطرة عليها .
وتعد الولايات المتحدة تهديدات داعش ذات اهمية بالغة فعلى الرغم من قصف مواقع المسلحين بشكل يومي في الموصل ومنطقة سد حديثة ، الا ان ضغط التنظيم مازال مستمرا على هذه المواقع، وتسعى عناصر التنظيم للاستيلاء على السدود لتدعيم اسس دولتهم المزعومة ، لان السدود هي الشريان الرئيسي لري حقول القمح الشاسعة وانتاج الكهرباء .
الادهى من ذلك ان داعش بسطت سيطرتها على نحو اربعة سدود على نهري دجلة والفرات ، بهدف السيطرة على المياه التي تحتاجها التجمعات السكانية في تلك المناطق .
وأكد خبير ونائب مدير قسم الشرق الأوسط في معهد الخدمات المتحدة الملكي، مايكل ستيفنز، ان داعش تدرك جيدا كيف تستخدم الميا أداة ضغط قوي . ويضيف ستيفنز ان التنظيم يبذل قصارى جهده للسيطرة على الموارد في العراق ، مشيرا الى اعتقاده ان هذا الاسلوب لم يستعمل في الصراعات الاخرى .
يذكر ان المياه استخدمت في الصراعات منذ فترة طويلة دورا ، فقد استخدمت في أثناء الحرب العالمية الثانية اذ قصفت قوات التحالف السدود الألمانية و في المرة الثانية عندما جفف صدام حسين أهوار العراق الجنوبية في 1990 لمعاقبة المتمردين .
فكرة السيطرة على البنية التحتية والمياه أثارت قلق البيت الأبيض في شهر اب من العام الحالي اذ سارعت الولايات المتحدة الى شن عملة عسكرية كبيرة مدعومة من قبل القوات العراقية والكردية لإعادته .
وقال الرئيس أوباما يوم 18 اب. اذا تم اختراق سد الموصل، فقد يسبب كارثة، نتيجة الفيضانات التي تهدد حياة الآلاف من المدنيين.
في العراق التي تعد أولى الحضارات في العالم على طول الهلال الخصيب لا يزال نهرا دجلة والفرات عصب الحياة الزراعية. ويسهمان في توليد الكهرباء وتوفير المياه التي يتم ضخها للمواطنين.
ومؤخرا انخفض منسوب المياه في العراق ، بسبب انخفاض هطول الأمطار اذ تشير الأمم المتحدة الى انه من المتوقع أن تنخفض نسبة المياه عن 50 في المئة بحلول عام 2025. ومن الممكن ان يعاني العراق نقص 33 مليار متر مكعب من المياه سنويا من تدفق نهر الفرات.
ويشير الخبير في الشؤون العسكرية في الشرق الاوسط كينيث بولاك الى ان المشكلة التي يعانيها العراق هي شح المياه مبينا انه في حال سيطرة التنظيم على السدود ستكون هناك مشاكل اقتصادية و سياسية كبيرة .
في نيسان الماضي سيطرت عناصر داعش على سد الفلوجة بمحافظة الانبار ، في خطوة يقول بعض المسؤولين العراقيين انه كان من المفترض أن يتباطأ تدفق المياه إلى المحافظات التي يهيمن عليها الشيعة في الجنوب.
انهيار سد الفلوجة ادى الى فيضانات مريعة وتدمير مزارع و مدارس و منازل حيث اكد عمال الاغاثة ان ما يقارب 4000شخص اصيبوا باضرار.
رئيس بلدية ديالى اكد ان الفيضان الذي احدثه سد الصدور سبب مازقا حيث اغلقت الطرق المؤدية الى السد و استخدمت العبوات الناسفة مما اضطر الحكومة العراقية الى نقل المياه الصالحة للشرب بالصهاريج الى المواطنين
وقال مسؤول محلي في محافظة ديالى ان التنظيم غمر تسع قرى في منطقة شيروان بتحويل المياه من الأنهار القريبة لمنع تقدم قوات الأمن العراقية.
وقال وزير الزراعة والموارد المائية لحكومة إقليم كردستان عبد الستار مجيد،”ان من اسباب الصراع مع التنظيم انهم يريدون السيطرة على المياه في المنطقة خاصة انها تتمتع بحكم شبه ذاتي.
واستعادت قوات البيشمركة الكردية العديد من المناطق المحتلة في هذا الهجوم في شهر اب من العام الحالي بمساعدة غارات الولايات المتحدة الجوية. وعندما انسحب التنظيم استخدموا سيطرتهم على شبكات المياه والكهرباء في الموصل لاغلاق المياه والكهرباء لتلك المناطق، التي ترتبط بذات الشبكات.
ترجمة مركز الروابط للبحوث والدلااسات الاستراتيجية
http://www.washingtonpost.com/world/middle_east/islamic-state-jihadists-are-using-water-as-a-weapon-in-iraq/2014/10/06/aead6792-79ec-4c7c-8f2f-fd7b95765d09_story.html