يقوم الجيش الامريكي بتنسيق الحرب الجوية على العراق وسوريا من مركز قيادة في قاعدة العيديد الجوية المملوكة لقطر، والتي يوجد فيها 8000 من العاملين في الجيش الأميركي، وعشرات الطائرات من سلاح الجو، وشاشات الفيديو العملاقة داخل نوافذ،، ذات طابقين تسمح بتعقب الطائرة ومراقبة كل لقطات حية من كل طائرة بدون طيار تشارك في العمليات ضد “الدولة الإسلامية. ” والتي تبعد نحو عشرين ميلا إلى الشمال الشرقي، من قلب العاصمة، الدوحة تلك المدينة الفاخرة والسريعة النمو.
وفي مسجدها العملاق، الذي يعد منبراً للمعارضة التي تقاتل النظام السوري وعلى صلة بتنظيم القاعدة، من هذا المنبر وتحت الثريات الحلقية، حض العديد من رجال الدين، المؤمنين على فتح محافظهم لدعم جماعات المقاومة السورية، وقد تفاخر بعض رجال الدين في توجيه الأموال نحو “جبهة النصرة”، التي تصنفها حكومة الولايات المتحدة منظمة إرهابية على صلة بتنظيم القاعدة.
على الرغم من أن السلطات القطرية تحركت خلال العام الماضي لمنع جمع تبرعات خاصة للمتمردين السوريين المتحالفة مع تنظيم القاعدة و”الدولة الإسلامية”، والحكومة هنا تظهر اشارة على تقليص دعمها للجماعات الإسلامية في العالم العربي ، والتي توصف من قبل الآخرين في المنطقة بالخارجين عن القانون والإرهابيين.
وتقوم استراتيجية قطر على دعم الإسلاميين – من حركة حماس في قطاع غزة، و جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمتشددين من مقاتلي المعارضة السورية ، في حين تقدم أيضا نفسها على أنها حليف رئيس للولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط المضطربة وتمارس سياسة براغماتية: هي شبه جزيرة على شكل الإصبع على الحدود مع المملكة العربية السعودية ناتئة في الخليج “العربي”، والغنية بالغاز، ولذلك فانها صديقة للجميع.
قال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية في مقابلة نادرة. “نحن لا نصنع الأعداء،” “نحن نتحدث إلى الجميع. لا يمكننا تغيير الجغرافيا – هذا أمر مؤكد – حتى لمن هو في محيط الجغرافيا لدينا يجب أن يكون صديق مقرب لنا “. واكد العطية ان مشاركتهم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” الذين استولوا على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، تأتي بوصفهم حلفاء”في مكافحة الإرهاب”، لكنه اوضح ان حكومته تمتلك معايير مختلفة لمساعدة الحركات السياسية والمقاومة عن بعض ما يمتلكه جيرانها وأصدقائها الغربيين: “لا نستطيع أن نقول كل من هو إسلامي هو إرهابي”
نفس روح “التصالحية” هذه تمتد إلى الثوار في ليبيا، الذين يسعون للاطاحة بحكومة هذا البلد المنتخبة ديمقراطياً، ومع إيران التي لديها مع قطر حقول غاز طبيعي مشتركة، وبدلا من الانضمام إلى جيرانها العرب في خطابهم الحاد ضد برنامج طهران النووي، سعى القطريون لمتابعة علاقة أكثر انسجاما، مع النظام الايراني الداعمة لحكومة بشار الأسد، التي تخوض اشتباكات مع متشددين تمولهم الدوحة.
هذا النهج يعتبر شائكاً بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، مما حدابهم الى سحب سفرائهم من الدوحة في وقت سابق من هذا العام، والذي دفع بعضهم في واشنطن للشك في موثوقية قطر كحليف.
قال مسؤول عربي كبير في احدى الدول المجاورة الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب تفاقم الخلاف الدبلوماسي “انهم يلعبون لعبة مزدوجة”. “القطريون انتهازيون.” ولعل ما يهم الحكومة القطرية، البقاء على قيد الحياة. فالخوف من جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد الحركة الرئيسة في الإسلام السياسي، بإيجاد موطئ قدم لهم في هذه الإمارة الصغيرة، دفع القادة هنا لعقد صفقة من نوع ما، قبل عقدين من الزمن: عرضوا ملاذا آمنا لأعضاء الإخوان من بلدان أخرى، وتقديم المساعدة المالية لهم، مقابل التزام ضمني منهم بعدم التدخل في شؤون قطر.
كما سمحت هذه السياسة للقطريين، الذين يريدون استخدام ثرواتهم ليصبحوا لاعبين أكثر أهمية في الشرق الأوسط، إلى الخروج من ظل المملكة العربية السعودية، بدلا من الاعتماد على الجار الكبير لحمايتها، ونحسب ان القطريين كانوا راغبين في إقامة تحالفات خاصة بهم.
“لقد كان نموذجهم أن يكونوا مستقلين عن الجميع ولكنهم مع الجميع”، هذا ما قاله إبراهيم شرقية، زميل السياسة الخارجية في مركز ابحاث معهد بروكينجز في الدوحة، وعلى الرغم من أن قطر لديها مجموعة متواضعة من الأصوليين المسلمين، الا أنهم يفرضون سيطرتهم على وزارة الشؤون الإسلامية، ودعا رجال الدين المتشددين لإلقاء كلمة في المسجد الكبير، ترتيبات الحكومة القطرية مع الإخوان المسلمين يبدو انها تفقد الجذور الايديولوجية. واضاف “انه تحالف سياسي”، وقال محلل قطري لم يشأ الكشف عن هويته، لتجنب تعريض علاقاته مع الأسرة الحاكمة الى الخلل، واضاف “انهم لا يريدون أن يتم القبض على الجانب الخطأ.”
وقد أسس النهج القطري على الاعتقاد بأن العرب في الدول الأخرى، سيسعون في نهاية المطاف إلى تهجير العائلات المالكة والمستبدين الذين حكموا في المنطقة لعدة عقود، وأحسب ان القطريين، ادركوا ان سكان تلك الدول سيختارون أن يحكموا من قبل الزعماء الجدد، الذين يضعوا الإسلام في طليعة السياسة. وأضاف “في نهاية اليوم، فإن إرادة الشعب تسود” وقال العطية. “ليس لدينا أي شك في ذلك.”
ومع ذلك فالقطريون، لا يشتركون بنفس التنبؤ للتحول السياسي في الداخل، فهذا البلد هو أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتحولت ارباح هذا البلد في العالم، الى اثراء الفرد، فسيارات البورش، وبي ام دابليو وفيراري تجوب الطرق السريعة التي بنيت حديثا. واصطف على الكورنيش ناطحات السحاب البراقة، بينما يقوم بالعمل اليدوي، من التنظيف الى البناء، قبل جحافل من العمال الأجانب من الهند وبنغلاديش ونيبال والفلبين.
وعلى الرغم من أن الحكومة هنا هي أبعد ما تكون عن الديمقراطية، فقد تم التخطيط للاجراء أول انتخابات عامة لـ”مجلس استشاري” لتقديم المشورة للأمير في العام الماضي، لكنها تأجلت إلى أجل غير مسمى بعد ذلك، ويبدو أن هناك القليل الذين يريدون قلب النظام. “الجميع غني جدا لرعاية الامير لهم” قال المحلل. “التغيير يمكن مشاهدته في أماكن أخرى، وليس في المنزل.”
دعم الفائزين
وكما بزغ الربيع العربي في عام 2011، وسقط الأقوياء في الثورات الشعبية في تونس ومصر، بدا الأمر وكأن القطريين ادركوا الرهان الصحيح في عام 1995، عندما حدد الأمير في ذلك الوقت الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، نهج بلاده، التي تستند الى الصداقة مع الجميع. قد سمح هذا الامر أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحماس انشاء مكتب في الدوحة، وايضا الترحيب بالأميركيين، ففي عام 2002، عندما قرر الجيش الأمريكي بدء سحب القوات من المملكة العربية السعودية، وعرضت قطر، ان تكون البلاد مقرا للقيادة المركزية الأميركية. ولسنوات، فان جيران قطر اعتبروا أنشطتها غير مؤذية عموما، فمصر، على سبيل المثال، كانت تحت قبضة حسني مبارك، على الرغم من المساعدات القطرية للمنفيين من الإخوان.
ثم جاء الربيع العربي ليسقط مبارك، كما فعل قادة تونس وليبيا، وعندما فاز الإخوان الانتخابات في تونس ومصر بمساعدة المزيد من السخاء القطري، اظهرت الدوحة رضا مشوبا بالاعتداد. فـ”قطر تدعم الفائزين،” هذه عبارة أصبحت تلفظ هنا بشكل متكرر. وبحسب جيرد نومان، عميد الحرم الجامعي الدوحة من جامعة جورج تاون كلية الخدمة الخارجية قال “انهم رأوا أنفسهم على الجانب الصحيح من التاريخ”.
كما اعلن المسلمون السنة الثورة في سوريا ضد الأسد، إذ شهدت قطر فرصة أخرى لإثارة التغيير، خاصة عندما أصبح واضحا أن الولايات المتحدة لن تتدخل. حيث بدأت حكومة الدوحة بإرسال عشرات الملايين من الدولارات إلى المتمردين السوريين من خلال وسطاء في تركيا، الذين استخدموا بعض الأموال لشراء الأسلحة والإمدادات الأخرى، ووفقا لمسؤولين غربيين على دراية بانشطة قطر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته. .كان لهذا الدعم تأثير كبير، فمقاتلو المعارضة، الذين تلقوا أموالا وأسلحة من المملكة العربية السعودية، اجبروا الأسد على التنازل عن السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.
وادرك المسؤولون القطريون ان المقاومة السورية مختلفة فيما بينها، فهناك من المنفيين من يميل إلى العلمانية المتطرفة المتحالفة مع تنظيم القاعدة، لذا اختاروا تمويل الجماعات التي يعتقد انها تميل قليلا إلى الجانب الديني المتشدد، ومنطقياً فأنه لن يكون هناك أفضل منها فرصة لحشد الدعم الشعبي.
لكن بعض رجال الدين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، وحثوا المواطنين القطريين على رمي أموالهم وراء “جبهة النصرة”. وكان من بين بينهم كويتي اسمه حامد حمد حامد العلي، الذي أشار إلى نفسه بأنه “كوماندوز تنظيم القاعدة”، وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية، وقد تفاخر لجمع الأموال لتنظيم القاعدة و”جبهة النصرة”، حيث سافر العلي إلى قطر في يونيو /حزيران في عام 2013 لتأييد حملة لجمع التبرعات لميليشيات جهادية في سوريا.
وقال في خطاب ألقاه وتم تسجيله وتحميله على يوتيوب ان “هذه الحملة الشهيرة والمعروفة أنشطتها “. وقدم للمشاهدين رقم حساب في مصرف قطر الإسلامي، وجرى حثهم على المساهمة. ونشر قطري آخر يدعى سعد بن سعد الكعبي في وقت لاحق تغريدة لتشجيع أصدقائه للمساهمة في التبرع، قائلاً “إخوانكم بحاجة ماسة للأسلحة والذخيرة أكثر من الطعام”، كما كتب. وبعد شهرين، نشرت حملة الكعبي شريط فيديو لمقاتلين بجوار قطعة من المدفعية المضادة للطائرات، وشكروا أسيادهم القطريين “الذين دعموا بامتنان لنا في شراء هذه المدفعية.”
خلط بين المناطق الرمادية
في وقت سريع وجدت قطر ان انتصاراتها تفشل كافح الرئيس المصري، محمد مرسي، ليصبح قائدا فعالا، وفي نهاية المطاف تم خلعه من قبل الجيش. وينحدر الاقتتال الداخلي ليبيا بين الميليشيات المتنافسة. وبدأ الثوار السوريين لتشغيل بعضها .
بدأت بعض وحدات المقاومة التي تلقت المساعدات القطرية الرسمية إلى التحالف مع “جبهة النصرة”، وكان المستفيد الرئيس من الاضطرابات “داعش” المتطرفة، التي تضخمت مع تجنيد صفوف من المجندين الجدد، ليتفوق على الآخرين في سوريا ومن ثم يمتد الى العراق. وقال العطية، وزير الخارجية القطري، ان الحكومة لم تدعم “الدولة الإسلامية”، وقال مسؤولون أمريكيون كبار انهم لا يملكون معلومات تشير إلى خلاف ذلك.
ولكن المسؤولين الامريكيين والمحللين المستقلين الذين يتابعون الصراع في سوريا، يقولون إن مقاربة قطر لتمويل المقاومة قذرة وغير متطورة، وقد اعتمدوا على الوسطاء السوريين والاتراك، ويكاد يكون من المؤكد الحصول على المال والسلاح في أيدي المقاتلين من “جبهة النصرة” أو المتحالفين معهم. وقال مسؤول أمريكي ضالع في سياسة سوريا، ان القطريين “لديهم خبرة وقدرة محدودة جدا على إدارة فعالة في هذا النطاق”، وقد دفعت الجماعات التي اختار القطريين دعمها مزيد من القلق في واشنطن والعواصم الحليفة. وكان من بينهم عصابة من مقاتلي “احرار الشام”، التي تحالفت مع “جبهة النصرة. “
“انها دائما خطوة واحدة من الرجال”، قال مايكل ستيفنز، نائب مدير مكتب الدوحة لمعهد الخدمات المتحدة الملكي، وهي منظمة بحثية بريطانية. مؤكداً “هذه هي المشكلة مع القطريين في سوريا: إنهم خلطوا بين المناطق الرمادية”.
ووفقا لمسؤولين غربيين يتبعون تمويل الإرهاب، استجاب القطريون ببطء لاتخاذ اجراءات صارمة على التبرعات الخاصة لـ”جبهة النصرة “ومجموعات المقاومة المتطرفة الأخرى. ولهذا بدأت الحكومة الحد من التمويل في العام الماضي بعد المطالبات المتكررة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. واعترف العطية ان حكومته لا تتفق دائما مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، حول ما ينبغي أن يعتبر جماعات المعارضة السورية المعتدلة، لكنه اتهم أيضا تطرف المقاومة حين غفلة الغرب عن الأزمة.
واضاف “اننا ربما نهدر سنوات لمعرفة الناس” وقال العطية في بداية الصراع، انه تم تصنيف المجموعات كالأخضر والأصفر والأحمر، على أساس علاقتهم بالمنظمات المتطرفة. ومع ذلك، “عندما عدنا إلى تلك المنطقة الخضراء، نجدها حمراء بالفعل، ولم يكن لديهم وسيلة للدفاع عن أنفسهم، ولم يكن لديهم رواتب، ولم يكن لديهم وسيلة للدفاع عن أنفسهم .”
حرب بالوكالة
لم تثر نشاطات قطر في سوريا قلق الجيران، كالذي اثارته في واشنطن أو العواصم الأوروبية، ففي المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وتركز الغضب على دور قطر في مصر وليبيا، بدلا من الاعتراف بالهزيمة بعد الاطاحة بالرئيس مرسي في مصر، ويؤكد مسؤولون عرب ان قطر واصلت مساعدة الإخوان المسلمين في مصر، الذين اعتبرتهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منظمة إرهابية، وقال العطية ان بلاده سعت لمساعدة “شعب مصر”، مصيرا على أن قطر لا تتدخل في السياسة المصرية.
وفي ليبيا، تدعم قطر الميليشيات الاسلامية التي استولت على أجزاء كبيرة من العاصمة طرابلس، وتقاتل الفصيل المناهض للاسلاميين الذين تدعمهم مصر والإمارات العربية المتحدة. ففي الأسابيع الأخيرة، تصاعد القتال إلى حرب بالوكالة، ففي أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة طائرات مقاتلة لمساعدة المصريين في قصف الميليشيات المدعومة قطرياً. وبعد بضعة أسابيع، اتهم مسؤولون ليبيون قطر، بارسالهم طائرات محملة بامدادات إلى ميليشيات. وقال العطية ان بلاده لا تتدخل في السياسة الداخلية الليبية، وعندما سئل عن رحلات التموين، أجاب: “هل نحن مع قصف طائراتنا؟”
بالنسبة لدولة قطر، فان النزاع مع جيرانها على مصر وليبيا ينطوي على فرق جوهري حول دور الإسلام السياسي في العالم العربي، فالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تعارضان أي جهود قطرية لتعزيز جماعة الإخوان المسلمين أو مجموعات أخرى من الإسلاميين السياسيين، بوصفهم مهددين للاستقرار الإقليمي. وبالنسبة للقطريين فان الإسلاميين لا يمكن حشرهم مرة أخرى في زجاجة المارد من قبل الأنظمة الاستبدادية. ويعتقد القطريين، انه من الافضل العمل معهم.
وفي جزء منه لاسترضاء جيرانها، طلبت الحكومة القطرية مؤخرامن سبعة من زعماء الإخوان مغادرة البلاد، وقال العطية هذه الخطوة لا تشير إلى وجود تغيير في السياسة. مؤكداً إن هؤلاء يريدون الانخراط في العمل السياسي في دولة أخرى، وأنهم بحاجة للقيام بذلك من أي مكان آخر، ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، “فنحن نقدم ملاذا آمنا.”
وثمة علاقة وثيقة
وقد شهدت قاعدة العيديد الجوية في هذه الأيام موجة من النشاط، وليس على خط الطيران فقط، حيث صفوف من طائرات KC-135 تستعد للاقلاع لمدة 12 ساعة على مدى “الخليج العربي” للتزود بالوقود لمقاتلة “داعش” في العراق وسوريا، هذه القاعدة التي تجتاحها الرمال تشهد حركة لبناء واسعة، حيث تم تجميع المباني المعدنية على عجل، استعداداً لنقل القاعدة الامريكية في أفغانستان.
لقد ارسلت إلى القطريين الرسالة الخاطئة، لذلك طلبوا من الأميركيين بناء صفوف من المباني الخرسانة الجدران الجديدة، بما في ذلك مساكن مريحة ومرافق للترفيه. واضاف “انها تعبير عن التزام” وقال الكولونيل ستيفن دسوردي، مدير الموظفين في الجناح379 للحملة الجوية، وحدة القوات الجوية الامريكية الرئيسة في قاعدة العديد.
البناء هو الاشارة الأكثر وضوحا لعلاقات عسكرية، ففي كانون الاول/ ديسمبر الماضي، وافقت الولايات المتحدة وقطر على توقيع اتفاقية جديدة للتعاون الدفاعي. على الرغم من أن شروطها السرية، فان الصفقة تمنح الولايات المتحدة الأمريكية، استخدام هذه التسهيلات لمجموعة واسعة من العمليات دون الحصول على موافقة مسبقة من القطريين. وقال مسؤول عربي مطلع على الشروط “انها مثل ما يجري في الولايات المتحدة”.
وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، وافق القطريون على شراء ما قيمته 11 مليارا من الدولارات الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك أربعة وعشرون AH-64مروحية من طراز أباتشي و 34 قاذفات صواريخ باتريوت. بالنسبة لدولة قطر، فانها تشتري معظم أسلحتها من الدول الأخرى، وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الامريكية “ان الرغبة الجديدة للتعاون مع الجيش الامريكي وراء استخدام قاعدتين قطريتين، ليكون التدريب المشترك والتمارين العسكرية أكثر تكاملا، وهذا يفتح الباب أمام علاقة استراتيجية أوثق معهم”،
ويقول القطريون انهم يريدون المساواة في تحديد شروط الصداقة، عندما طلبت منهم إدارة أوباما الانضمام مع الإمارات والسعودية والأردن في التحالف لمواجهة “الدولة الإسلامية”، ووافقت الدوحة شن مقاتلات ميراج فرنسية الصنع طلعات جوية، إلا أن القطريين لم ينضموا إلى ثلاث دول عربية أخرى في إسقاط القنابل، بدلا من ذلك، قام القطريون بدوريات الدفاع الجوي دعما للجولات الأولى من الضربات الجوية. واضاف “انهم يريدون المشاركة، لكنها يريدون أن يفعلوا ذلك وفقا لشروطهم” قال ضابط عسكري أمريكي كبير.
وعندما يحتاج الجيش الامريكي وسيط لاتخاذ حضانة مؤقتة من خمسة من قادة طالبان المفرج عنهم من معتقل خليج غوانتانامو في كوبا في مقابل الرقيب في الجيش الأميركي بيرغدال هذا العام، وكانت قطر موحدة حيال طالبان والأميركيين.
“واشنطن قد لا ترغب في كل ما نقوم به، ولكن كنا هناك للمساعدة مرارا وتكرارا” قال المحلل القطري الذي له ارتباطات جيدة مع الحكومة. “كنا بحاجة الى صديق، الذي هو صديق لاناس، لا تريد ان تكون صديقا لهم “.
راجيف شاندراسيكاران / صحيفة الواشنطن بوست في 4/10/2014
ترجمة مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
http://www.washingtonpost.com/world/national-security/qatars-friends-with-everyone-approach-rankles-some-of-its-persian-gulf-neighbors/2014/10/04/b89977f8-4a7b-11e4-b72e-d60a9229cc10_story.html