موسكو تحذّر واشنطن من “عدوان غير مشروع” على سوريا

موسكو تحذّر واشنطن من “عدوان غير مشروع” على سوريا

موسكو – قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إنه أبلغ مسؤولين أميركيين هذا الأسبوع بأن موسكو يساورها القلق إزاء مؤشرات على أن الولايات المتحدة تعد لضربات جديدة على سوريا وحذر من “هجوم غير مشروع ولا أساس له على سوريا”.

وقالت السفارة الروسية على صفحتها على فيسبوك إن أنتونوف اجتمع هذا الأسبوع مع مسؤولين أميركيين بينهم ممثل الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية اعربت عن قلقها الاربعاء من هجوم كيمياوي في منطقة إدلب في إطار التحرك العسكري للنظام نحو آخر معقل للمعارضة في سوريا. واشارت الوزارة الى الاجتماع مع أنتونوف.

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان الخميس إن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف بحث خيارات التسوية السلمية في سوريا مع نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية.

وذكر البيان أن الوزارة أكدت ضرورة الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة “البناءة”.

وتستعد القوات السورية، حسب ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة، لهجوم على مراحل في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في شمال غرب البلاد، وهي آخر منطقة كبيرة خاضعة للمعارضة المسلحة.

وقالت روسيا، الداعم الرئيسي من خارج المنطقة للرئيس السوري بشار الأسد، إنه يجب تصفية المسلحين هناك ووصفهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنهم “خراج متقيح”.

وتركيا متاخمة لإدلب ولها وجود عسكري صغير في المنطقة، وحذرت من شن مثل هذا الهجوم.

وقال المصدر وهو مسؤول في التحالف الإقليمي الداعم للأسد إن الهجوم سوف يستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وليس مدينة إدلب نفسها.

وأضاف “اللمسات الأخيرة لأول مرحلة ستكتمل بالساعات القادمة” دون أن يذكر متى سيبدأ الهجوم.

وذكر المسؤول أن المفاوضات ما زالت جارية حول الهجوم بين روسيا وتركيا وكذلك إيران التي تدعم الحكومة السورية في الحرب.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن هناك مؤشرات على أن القوات السورية تعد لهجوم على إدلب.

وأضافت أن ممثل واشنطن الجديد بشأن سوريا جيم جيفري طرح المخاوف المتعلقة بالهجوم المحتمل خلال اجتماع في الآونة الأخيرة مع سفير روسيا لدى الولايات المتحدة.

وقالت “يساورنا القلق ليس بشأن هجوم محتمل بأسلحة كيماوية فحسب وإنما نشعر بالقلق أيضا إزاء أي نوع من تصعيد العنف في إدلب يعرض المدنيين والبنية التحتية المدنية في إدلب للخطر”.

وأضافت ناورت للصحفيين “عبرنا للحكومة الروسية عن مخاوفنا بخصوص شن أي هجوم محتمل على مستويات عديدة”.

وحول الأسد أنظاره صوب إدلب، حيث تهيمن فصائل متشددة، وذلك بعدما حقق انتصارات بدعم روسي في السنوات القليلة الماضية طردت المعارضة المسلحة من مناطق أخرى في سوريا.

ولم تعد المعارضة المسلحة تسيطر سوى على إدلب والمناطق المحيطة بها وكذلك على منطقة مجاورة تحصل فيها سلطات المعارضة على دعم عسكري ومالي تركي، فضلا عن رقعة صحراوية حول معسكر للجيش الأمريكي في الجنوب.

وتقول الأمم المتحدة إن وقوع هجوم كبير في منطقة إدلب، التي يشكل النازحون بالفعل نصف سكانها، يهدد بإجبار 700 ألف سوري آخرين على النزوح عن ديارهم.

ويهدد الهجوم أيضا بإثارة التوتر مع تركيا التي أقام جيشها سلسلة من مواقع المراقبة في مناطق المعارضة المسلحة العام الماضي بموجب اتفاق “خفض التصعيد” مع روسيا وإيران.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذا الشهر إنه يأمل أن تتمكن أنقرة وموسكو من التوصل إلى حل لإدلب محذرا من أن شن حملة قصف هناك سيتسبب في مذبحة. وتخشى أنقرة أيضا أن يؤذن هجوم كبير بتدفق جديد للاجئين عبر الحدود التركية.

ويعيش ثلاثة ملايين شخص في إدلب والمناطق المحيطة بها التي تقع خارج سيطرة الحكومة بينهم 1.8 مليون نازح. وفر نازحون كثيرون من هجمات سابقة للنجاة بأنفسهم من القتال أو حتى لا يعودوا إلى حكم الأسد وبينهم أشخاص نقلوا في حافلات إلى إدلب بموجب اتفاقات “إجلاء” وافق مقاتلو المعارضة بموجبها على تسليم الجيوب التي كانت خاضعة لهم.

وقالت الأمم المتحدة إن عمليات الإجلاء من الغوطة الشرقية ودرعا وغيرهما من مناطق المعارضة التي انتزعت الحكومة السيطرة عليها ساهمت في نزوح ما يربو على نصف مليون شخص إلى إدلب أو إلى محيطها خلال الشهور الستة الماضية.

العرب