قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هجوم النظام السوري على محافظة إدلب شمالي سوريا سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية خطيرة على تركيا وأوروبا، محذرا من أن تكلفة المواقف السلبية ستكون باهظة، كما وجهت الأمم المتحدة تحذيرا مماثلا.
وفي مقال نشره في جريدة وول ستريت جورنال الأميركية، أكد أردوغان أن ما يقوم به نظام بشار الأسد في سوريا منذ 7 سنوات واضح للعيان، مشددا على أنه لا يمكن ترك الشعب السوري لرحمة الأسد، وأوضح أن “هدف النظام من شن الهجوم ليس محاربة الإرهاب، وإنما القضاء على المعارضة دون تمييز”.
ولفت كذلك إلى أن إدلب هي المخرج الأخير، وإذ فشلت أوروبا والولايات المتحدة في التحرك فإن العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء في سوريا فحسب.
ورأى أردوغان أن روسيا وإيران مسؤولتان عن الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في إدلب.
الرئيس التركي ذكر كذلك أن بلاده فعلت كل ما بوسعها من أجل وقف هذه المجزرة، و”حتى نتأكد من النجاح، على بقية العالم أن ينحي مصالحه الشخصية جانبا ويوجهها لحل سياسي”.
كما دعا الرئيس التركي في مقاله إلى عملية دولية لمكافحة الإرهاب من أجل القضاء على العناصر الإرهابية والمتطرفة في إدلب.
أسوأ كارثة
من جانبه حذر منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة مارك لوكوك من أن شن عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة إدلب يمكن أن يؤدي إلى أسوأ كارثة إنسانية في القرن الـ21.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في جنيف أن أكثر من ثلاثين ألف شخص نزحوا من إدلب هربا من القصف في الأيام الأخيرة.
من جهتها دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه، المجتمع الدولي إلى ضرورة حماية المدنيين في إدلب.
وبدوره قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا أوضح أن المدنيين في إدلب يحتاجون إلى ممرات آمنة للسماح لمن يريد منهم مغادرة منطقة المعارك.
وأضاف حق -في لقاء مع الجزيرة في نشرة سابقة- أن مواجهة الإرهابيين ينبغي ألا توقع الأذى بالمدنيين.
ودخلت أميركا على خط الأزمة في إدلب، حيث قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون إن بلاده وبريطانيا وفرنسا اتفقت على أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية مرة أخرى سيؤدي إلى “رد أقوى بكثير” من الضربات الجوية السابقة.
كما شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على ضرورة تكثيف الجهود في الوقت الراهن لمنع وقوع كارثة إنسانية في إدلب، وحذر خلال تصريحات له في برلين من مغبة أي عمل عسكري هناك، قائلا إن من شأن ذلك زيادة الكارثة الإنسانية.
وقد طلبت البعثة الروسية في الأمم المتحدة جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء لبحث نتائج القمة الروسية التركية الإيرانية التي عقدت في طهران الجمعة الماضي بشأن التطورات في سوريا.
وكانت قمة طهران اختتمت دون التوصل إلى حل نهائي لملف إدلب، لكن الأطراف الثلاثة عبّرت عن ضرورة حله من خلال مسار أستانا. وفي حين تمسكت روسيا وإيران بضرورة التحرك ضد الارهاب، حذّرت تركيا من التحرك العسكري ودعت إلى هدنة.
والأسبوع الماضي استأنفت طائرات حربية روسية وسورية قصف إدلب بعد أسابيع من الهدوء فيما بدا أنه تمهيد لهجوم عسكري شامل.
المصدر : الجزيرة + وكالات