أطلقت منظمة الأمة للتعاون العربي التركي حملة لحث الشعوب العربية والإسلامية على دعم الاقتصاد التركي في مواجهة ما سمته “الحرب الاقتصادية على تركيا”.
وترتكز الحملة على تحويل عملات أجنبية خاصة الدولار إلى عشرة مليارات ليرة، عبر إقناع عشرة ملايين مسلم من مختلف دول العالم بشراء مبلغ 1000 ليرة تركية لكل منهم، واقتنائها في حسابات ادخار إلى أن يعود سعر صرف الليرة إلى وضعه الطبيعي.
وحثت منظمة الأمة رجال الأعمال وأصحاب رؤوس المال في العالم العربي والإسلامي على تحويل أموالهم من حسابات الادخار والودائع الأميركية إلى المصارف التركية.
وتشتمل الحملة أيضا على توجيه الأسواق في العالم العربي والإسلامي لاقتناء البضائع التركية ومقاطعة البضاعة الأميركية تحديدا.
ودعت الحملة العرب والمسافرين من دول الخليج العربي تحديدا إلى تحويل وجهاتهم السياحية إلى تركيا وقضاء إجازاتهم فيها بدلا من الوجهات السياحية الغربية والأميركية.
تجاوب شعبي
كما طالبت الحملة التي تحمل شعار “ادعم تركيا تنصر أمتك” رجال الأعمال إلى تحويل الاستثمارات العقارية والصناعية والتجارية من أميركا إلى تركيا.
وأوضحت منظمة الأمة للتعاون العربي التركي أن الحملة جاءت ردا على ما سمته “الحرب الخطرة”، التي تتعرض لها تركيا والعالم الإسلامي “لتركيع شعوبه” والسيطرة عليها سياسيا.
وأشارت مصادر من المنظمة للجزيرة نت إلى أن الانخراط في الحملة يمثل شكلا من أشكال الوقوف إلى جانب تركيا في معركة الدفاع عن شعوب العالم الإسلامي، ومنع استنزاف ثرواتها ومقدراتها واستعمارها اقتصاديا من قبل النظام الرأسمالي الذي يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ولفتت المصادر إلى أن الحملة تسير بنسق متصاعد مع استمرار الحملة الأميركية على تركيا، وأنها حققت نجاحات في الكثير من الأهداف التي رصدتها.
ولفت مسؤولون في الحملة النظر إلى أن الكثير من المتعاطفين مع تركيا ساهموا في وقف تراجع سعر صرف الليرة، عبر تحويلهم مبالغ مالية من مدخراتهم الشخصية في بلدانهم إلى الليرة التركية.
قراءات النمو
منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي بدأ سعر صرف الليرة التركية بالتراجع أمام الدولار الأميركي متأثرة بتوقعات وكالات التصنيف الائتماني الدولية التي قدمت قراءات متشائمة تجاه الأداء الاقتصادي لتركيا
”
ومنذ أواخر أبريل/نيسان الماضي، بدأ سعر صرف الليرة التركية بالتراجع أمام الدولار الأميركي متأثرة بتوقعات وكالات التصنيف الائتماني الدولية، التي قدمت قراءات متشائمة تجاه الأداء الاقتصادي لتركيا، رغم تحقيقها أعلى نسبة نمو في الاقتصاد على مستوى العالم عام 2017.
وتواصل انخفاض سعر صرف الليرة مع توالي الأزمات السياسية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية على خلفية تعطيل واشنطن تسليم أنقرة لدفعة من طائرات “إف 35″، وعلى خلفية إصرار أنقرة على تنفيذ صفقة شراء منظومة صواريخ “إس 400” من روسيا رغم معارضة واشنطن وحلفائها الغربيين.
وتراجع سعر صرف الليرة مجددا مع إعلان ترامب فرض عقوبات على تركيا مطلع أغسطس/آب الماضي، على خلفية احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون بتهمتي التجسس والإرهاب.
وشهدت تركيا في الأشهر القليلة الماضية حراكا شعبيا مدعوما من منظمات المجتمع المدني التركية والعربية، للمساهمة في وقف تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار.
وسجلت تركيا ارتفاعا كبيرا في أعداد السياح الذين توافدوا إليها خلال الأشهر الماضية مستفيدين من تحسن القدرة الشرائية بسبب تراجع سعر صرف الليرة.
وقال وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي إن عدد السياح الذين دخلوا تركيا في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري زاد بنسبة 30% عن عدد الزوار في هذه الفترة من العام الماضي.
المصدر : الجزيرة