استراتيجية العمل التعبوي لتنظيم “الدولة الاسلامية” ((1))

استراتيجية العمل التعبوي لتنظيم “الدولة الاسلامية” ((1))

ISIS-
تقوم الاستراتيجية الفكرية التي يحملها تنظيم “الدولة الاسلامية” على عدة مضامين؛ لتحقيق اهدافه.
وتعتمد المضامين على استخدام العقيدة الاسلامية ركيزة مهمة في تعزيز اهداف التنظيم، والسعي لتوسيع دائرة نفوذه وهيمنته، والعمل على اظهار منظومة الردع والتخويف والتمكين، في مواجهة الاعداء والخصوم وبالتالي تعزيز مفهوم التقدم والصدمة القتالية في التمدد والانتشار.
ولكي تتحقق هذه الاهداف القتالية والمضامين العقائدية لابد من ارضية شعبية ومرتكزات اجتماعية، تعزز هذه الاستراتيجية وتدعمها؛ ولذلك عمد التنظيم الى استخدام مفهوم التجنيد في صفوف الشباب بالمناطق التي وجِد فيها، كون هذه الشريحة الاجتماعية تمثل الداعم الرئيس لاستمرار التنظيم وديمومته واعتمد التنظيم في تحركه على عدة ركائز اهمها الاتي :
• التجنيد العقائدي :وهو نوع من التجنيد الفكري القائم على اساس زرع مفاهيم التنظيم في نفوس الشباب وشرح ابعاد الاهداف وحقيقتها، التي يسعى التنظيم لتحقيقها وبث روح الاندفاع والايثار والتضحية في نفوس الشباب، ما يعزز لديهم القناعة الفكرية بحقيقة التنظيم القائم على الايمان بالله، وان ما تقوم به قياداته انما هو واجب الهي، وان القتال لتحقيق اهداف التنظيم انما يكون بقتال الكفار والصليبين والمرتدين ونشر افكار التنظيم في عموم بلدان العالم.
• التجنيد النفسي: وهو ما اعتمده التنظيم في مرحلة متقدمة من انتشاره، نتيجة لما كانت تعانيه المناطق التي استولى عليها منذ التاسع من حزيران/يونيو 2014 ولحد الان، من اضطهاد وتعسف واعتقال وتنكيل، في سياسة اتبعتها القوات الامنية والعسكرية العراقية في مواجهة اهالي هذه المناطق، وما تقدم يعد عاملا مهما أسهم في تجنيد العديد من الشباب للقتال في صفوف التنظيم.
• التجنيد المادي: نوع اخر استخدمته قيادات التنظيم في توسيع دائرة نفوذها، تمثل في تقديم الدعم المادي والاغراءات، التي من شأنها ان تثير الشباب العاطل من العمل نتيجة السياسات الخاطئة الطائفية التي كانت تنتهجها الحكومة العراقية في عدم ايجاد فرص عمل للشباب او الخريجين من طلبة الكليات والمعاهد العلمية، فاسهمت هذه الظروف في تعزيز مفهوم التجنيد المالي، للحصول على فرص للعيش وادامة الحياة وتحقيق الرفاهية الاجتماعية لشريحة مهمة من المجتمع العراقي، ممثلة بالشباب الموجود في المناطق التي شكلت اهمية كبرى في امتداد تنظيم “الدولة الاسلامية”.
• التجنيد الاجتماعي : انفرد التنظيم بصورة فعالة في التحرك على ابناء العشائر السنية، التي كانت مهمشة ومعطلة ومضطهدة وليس لها اي دور او تأثير في المجتمع العراقي او قيادته ولم تمنح الفرصة الكافية للمشاركة الفعلية في ادارة البلد، نتيجة للضغوط والتهديدات التي كانت تمارسها الاجهزة الامنية والعسكرية الموجودة في مناطقهم، واستخدم هذا العامل لاثارة المنافسة الاجتماعية والعشائرية بين الاهالي، ما انعكس بشكل ايجابي في تعزيز قوة التنظيم، ونجاحه في كسب العديد من ابناء العشائر وتجنيدهم للقتال معهم.
هذه هي اهم المرتكزات والمنطلقات التعبوية ذات البعد الاستراتيجي، التي يراد منها تعزيز سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” وأحكام هيمنته، على جميع المناطق التي سيطر عليها، باستخدام الاساليب العلمية والفنية والنفسية والمالية، في استمالة الشباب وكسبهم باستغلال حالة الاندفاع لديهم، ما يحقق نتائج عسكرية مثلى من وجهة نظر التنظيم.

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية