الكويت – من المتوقع أن يصل، مساء الجمعة، إلى الكويت وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة تكتسي أهمية خاصة في ضوء التطورات الإقليمية المتسارعة، خصوصا التصعيد الأميركي مع إيران وحزمة العقوبات الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ في مطلع نوفمبر المقبل.
ورحب مجلس الوزراء الكويتي بزیارة ولي العھد السعودي، التي تعدّ الأولى له منذ ثلاث سنوات.
وأكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، زيارة ولي العهد السعودي، واصفا العلاقات بين الكويت والسعودية بـ”المتميزة والمتنامية”.
وعبر الجارالله عن مشاعر الفخر والاعتزاز بتطور العلاقات بين الرياض والكويت، قائلا “ننظر بإعجاب لما تحقق من إنجازات في السعودية”.
وكشفت مصادر سياسية خليجية أن من بين المواضيع التي ستكون موضع بحث بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ووليّ العهد السعودي الموقف المشترك الواجب اتخاذه في حال ردّ إيران على العقوبات الأميركية بأعمال عدوانية تطال إحدى دول الخليج العربي.
وأشارت إلى احتمال أن تطوي الزيارة ملفّ الخلاف الكويتي-السعودي في شأن حقول النفط في الخفجي وهي منطقة حدودية بين البلدين.
ولخصت هذه المصادر أهداف الزيارة التي يقوم بها الأمير محمّد بن سلمان بمجموعة نقاط أولها تأكيد عمق العلاقة مع الكويت في وقت تسعى أطراف للاصطياد بالماء العكر وتفسير هذا الموقف أو ذاك بأنه يعاكس المسار التاريخي للعلاقة.
ويضاف إلى ذلك إرساء مسار ثنائي تعاوني مثل الذي حصل مع الإمارات وذلك بعد أشهر من التوقيع على مجلس التنسيق السعودي-الكويتي الذي هو منصة اقتصادية تتسق مع رؤية الأمير محمد بن سلمان في إعطاء الاقتصاد أولوية ضمن قاعدة العلاقات الثنائية والتعاون.
2.5 مليار دولار التبادل التجاري بين الكويت والسعودية خلال العام الماضي
يذكر أن التبادل التجاري بين الكويت والسعودية قفز إلى نحو 2.5 مليار دولار العام الماضي.
وستكون للتعاون التجاري والاقتصادي والمشاريع المشتركة حصة الأسد في الزيارة.
ويتولى الأمير محمد بن سلمان شخصيا متابعة ملفات التعاون مع الكويت اقتصاديا وسياسيا وحتى رياضيا، وعلاقاته بالمسؤولين الكويتيين، وعلى رأسهم الشيخ صباح الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، قوية جدا إلى درجة التنسيق الدائم في مختلف القضايا.
وتوقعت المصادر السياسية في تصريح لـ”العرب” أن تطوي الزيارة ملف المنطقة النفطية المقسومة التي توقفت عن الإنتاج قبل سنوات خصوصا بعد تأكيد وزيري النفط في البلدين أن اتفاقات تمت لإعادة الحياة إلى حقول الخفجي.
وقالت المصادر “ستكون الملفات الإقليمية حاضرة بالطبع وأهمها البيت الخليجي والعقوبات الدولية الجديدة المرتقبة ضد إيران واليمن وسوريا خصوصا أن لدى القيادة الكويتية ما تقوله بعد اللقاءات المهمة التي أجراها أمير الكويت مع الرئيس دونالد ترامب وكبار المسؤولين الأميركيين قبل أسابيع قليلة”.
وتأتي الزيارة في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة الضغط على إيران، بينما تسعى السعودية لتشكيل موقف خليجي موحد داعم للعقوبات الأميركية.
وتقول مصادر إن الرياض تحاول تحويل العلاقات الوثيقة مع الإمارات كنموذج وقاعدة يمكنان إعادة ترميم مجلس التعاون الخليجي عليهما.
وإذا ما كان صعبا توحيد الدول الست، بالنظر إلى موقف قطر المساند لإيران وسلطنة عمان التي ما زالت تعول على الحياد الاستراتيجي، فإن استهداف الكويت يشكل هدفا إيرانيا راسخا. وانعكس ذلك خلال قضية “خلية العبدلي” عام 2015، التي كشفت زرع إيران لخلايا من حزب الله اللبناني وتزويدها بأسلحة ومعدات وملابس عسكرية بهدف نشر الفوضى في الكويت.
ويأمل الأمير محمد بن سلمان في تأسيس محور ثلاثي يضم الرياض وأبوظبي والكويت، بحيث يتم توسيعه لاحقا لضم دول عربية أخرى، كمصر والأردن، ضمن جهود خلق توافق عربي حول إنشاء تحالف استراتيجي يشكل توازنا مقابلا للنفوذ الإيراني في المنطقة.
وقال الرئيس الأميركي، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن هناك محادثات تدور على المستويات الدبلوماسية لتشكيل تحالف عربي.
ورغم ذلك ما زالت الكويت تتبنى سياسة هادئة تجاه إيران.
ويقول مراقبون إن النفوذ السياسي الذي يحظى به بعض الشيعة المناصرين لإيران في الكويت يضع الحكومة تحت ضغط، ويعرقل تبنيها لمواقف صاخبة إزاء طهران. كما يلعب قرب الكويت الجغرافي من المحافظات الجنوبية العراقية الواقعة تحت سيطرة ميليشيات مدعومة من إيران، دورا محوريا في تعمد المسؤولين الكويتيين التخفيف من لهجتهم.
العرب