12 خريطة تشرح كيف أصبحت أمريكا أقوى دولة على وجه الأرض

12 خريطة تشرح كيف أصبحت أمريكا أقوى دولة على وجه الأرض

إننا نتعاطى مع معلومة أن الولايات المتحدة هي أقوى دولة على وجه الأرض اليوم، وربما في تاريخ البشرية، كأمر مسلم به. ولكن قصة كيف وصلت أمريكا إلى هذه المرتبة طويلة، ورائعة، ومعقدة، وغالبًا ما يساء فهمها. وفيما يلي، الخرائط التي تساعد على إظهار بعض من اللحظات والعوامل الرئيسة التي ساهمت في صعود الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى العالمية الوحيدة:

1- بسبب الحرب التي تركت أمريكا الشمالية عرضة للغزو البريطاني، وبالتالي جاهزة لتوسع الولايات المتحدة:

12

مصدر الكثير من القوة الأمريكية هو حجم هذه الدولة؛ إذ إنها واحدة من أكبر الدول على وجه الأرض من حيث عدد السكان، والمساحة، والموارد الطبيعية، ورأس المال البشري. بل وتعد هذه الدولة في نواحٍ كثيرة أيضًا دولة على شكل جزيرة؛ ولأنها لا تواجه تهديدات كبيرة على حدودها، فقد كانت أكثر حرية في إظهار القوة على الصعيد العالمي.

وجاءت اللحظة الحاسمة في جعل الحدود بأمريكا الشمالية على ما هي عليه اليوم مع الحرب الفرنسية والهندية، التي كانت تعتبر في ذلك الوقت مجرد عرض جانبي من عروض حرب السبع سنوات الأكبر في أوروبا. انتهت الحرب مع تخلي فرنسا عن أراضيها الشاسعة في القارة لبريطانيا وإسبانيا. وأعاد نابليون الاستيلاء على لويزيانا وباعها للولايات المتحدة في عام 1803، ولكن فرنسا الجديدة كانت قد اختفت إلى الأبد.

ومع تراجع الإمبراطورية الإسبانية، تركت القارة مفتوحة أمام غزو الإمبراطورية البريطانية، وخليفتها، الولايات المتحدة.

2- عن طريق سرقة أراضي السكان الأصليين على مدى قرن كامل:

13

لم تكن أمريكا الشمالية فارغة عندما وصل المستكشفون والمستوطنون الأوروبيون، بل كانت مليئة بمجتمعات راسخة ومتنوعة من السكان الأصليين. وقد كان من الممكن أن تصبح هذه المجتمعات دولًا قومية ذات سيادة لو لم تسع الولايات المتحدة لتطهيرهم من أراضيهم، حرمانهم من الحكم الذاتي، وبمجرد تحولهم إلى أقلية صغيرة، استيعابهم واستيعاب أراضيهم قسرًا. لقد كانت هذه الأعمال هي الأساس الذي قامت عليه الهيمنة الأمريكية في أمريكا الشمالية، والذي بنيت عليه قوة أمريكا العالمية لاحقًا.

وتبدأ هذه الخريطة من خلال إظهار الأراضي المملوكة للهنود في عام 1794 باللون الأخضر. وفي عام 1795، وقعت الولايات المتحدة وإسبانيا معاهدة سان لورنزو، التي وزعت جزءًا كبيرًا من القارة بينهما. وما تبع ذلك كان قرنًا من الكوارث بالنسبة للأمريكيين الأصليين، الذين أُخذت أرضهم منهم قطعة تلو قطعة. وفي عام 1887، مررت الولايات المتحدة قانون “دوز”، الذي فرض إلغاء الحكم الذاتي للقبائل واستيعابها.

3- من خلال الاستيلاء على أراضٍ مكسيكية في حرب أخرى:

55

إثر استقلال المكسيك في عام 1821، ضمت هذه الدولة أراضي واسعة تمتد بما يشكل حاليًا ولاية تكساس إلى ولاية كاليفورنيا الشمالية. ورغم أن إسبانيا كانت تدعي ملكية هذه الأراضي؛ إلا أن تجمعات المستوطنين الأمريكيين كانت تنمو فيها، وفي عام 1829، كان تعداد هذه التجمعات يفوق عدد الناطقين باللغة الإسبانية في إقليم ولاية تكساس بالمكسيك. وفي نهاية المطاف، أدت انتفاضة صغيرة من قبل هؤلاء المستوطنين الأمريكيين في عام 1835 إلى اندلاع حرب استقلال كاملة. وقد فاز المستوطنون في تلك الحرب، وأقاموا جمهورية تكساس، التي اندمجت طوعًا مع الولايات المتحدة في عام 1845.

ولكن هذا لم يعنِ انتهاء النزاع على حدود تكساس بين المكسيك والولايات المتحدة، وقد أراد الرئيس “جيمس بولك” الحصول على مزيد من الأراضي إلى الغرب لتوسيع العبودية. وكان بولك يخطط أيضًا للحصول على أراضي كاليفورنيا في المكسيك، التي كانت بالفعل موطنًا لعدد من المستوطنين الأمريكيين.

وبدأت الحرب على أراضي تكساس المتنازع عليها في عام 1846؛ إلا أنها سرعان ما توسعت إلى الكثير من أراضي المكسيك. وبلغت الحرب ذروتها مع غزو مكسيكو سيتي، والاستيلاء على ثلث أراضي المكسيك، ومنها ما هو الآن كاليفورنيا، يوتا، نيفادا، أريزونا، نيو مكسيكو، تكساس.

وبالتالي، لو كان بولك قد ذهب إلى الحرب بشكل مختلف، أو قرر عدم التوسع في هذه الأراضي المكسيكية؛ لكانت الولايات المتحدة اليوم دولة أصغر بكثير مما هي عليه، ولربما كانت دون إطلالة على ساحل المحيط الهادئ؛ وهو ما كان سيجعلها أقل قوة في العالم، وخاصةً في منطقة المحيط الهادئ ذات الأهمية المتزايدة.

4- عن طريق اختيار أن تصبح قوة إمبريالية على النمط الأوروبي:

40

لقد كانت الحرب مع إسبانيا هي اللحظة التي أصبحت فيها الولايات المتحدة قوة عالمية. الإمبراطورية الإسبانية كانت تتداعى لقرن من الزمن، وكانت هناك مناقشة حامية داخل الولايات المتحدة حول ما إذا كان على أمريكا أن تصبح قوة إمبريالية لتحل محلها أم لا. وتركزت هذه المناقشة حول كوبا؛ حيث أراد الموالون للإمبريالية شراءها أو ضمها من إسبانيا وتحويلها إلى دولة عبودية جديدة؛ في حين أراد مناهضو الإمبريالية دعم استقلال كوبا.

وفي عام 1898، أطلق نشطاء من كوبا حرب الاستقلال عن إسبانيا، وتدخلت الولايات المتحدة إلى جانبهم. وعندما انتهت الحرب بهزيمة إسبانيا، منع مناهضو الإمبريالية ضم الولايات المتحدة إلى كوبا، ولكن الموالين للإمبريالية بدورهم نجحوا في وضعها تحت مجال النفوذ شبه الإمبريالي الأمريكي؛ وكانت قاعدة الولايات المتحدة في خليج جوانتانامو من مخلفات هذا الترتيب.

ومع نهاية تلك الحرب، كانت الولايات المتحدة قد حصلت على ثلاث مناطق إسبانية أخرى أيضًا، هي بورتوريكو وغوام والفلبين. وهكذا، أصبحت الولايات المتحدة قوة استعمارية على النمط الأوروبي. ورغم أن هذه التجربة في الاستعمار كانت قصيرة الأمد ومثيرة للجدل في الداخل؛ إلا أنها شكلت بداية دور أمريكا كقوة عالمية كبرى.

5- من خلال الاستعمار في منطقة المحيط الهادئ، وسرقة هاواي:

11

جاءت تجربة أمريكا القصيرة مع الإمبريالية العلنية في وقت متأخر من المباراة، وركزت في معظمها على المحيط الهادئ.

وبدأت هذه التجربة في هاواي، التي كانت حينها دولة مستقلة. وما حدث هناك هو أن رجال الأعمال الأمريكيين استولوا على السلطة في انقلاب عام 1893، وطلبوا من الولايات المتحدة ضم هاواي إليها.

ورفض الرئيس كليفلاند احتلال أمة أخرى، ولكن الرئيس اللاحق، وليام ماكينلي، وافق على ضم هاواي؛ وكانت هذه أولى عمليات الاستحواذ الأمريكية في المحيط الهادئ.

وسرعان ما دخلت اليابان في السباق على منطقة المحيط الهادئ، وقامت بمصادرة العديد من الجزر التي كانت في حوزة الأوروبيين. وبلغ ذلك السباق ذروته في هذه الخريطة التي توضح ما كان عليه الأمر في عام 1939، أي قبل عامين من انضمام أمريكا إلى الحرب العالمية الثانية.

6- لأن الحرب العالمية الأولى دمرت أوروبا، وليس الولايات المتحدة:

333

لعدة قرون، كان العالم منقسمًا بين العديد من القوى العالمية المتنافسة، ولم يكن لدى أي دولة الأمل في أن تصبح القوة العظمى العالمية الوحيدة في هذا النظام. ولكن الحرب العالمية الأولى كانت بداية نهاية تلك الحقبة. ولا تمثل هذه النقاط الست في الرسم البياني المشاركين الرئيسين في الحرب العالمية الأولى فقط؛ بل الدول التي كانت في ذلك الوقت هي القوى العظمى في العالم، وكانت القوة العظمى السابعة، وهي الإمبراطورية العثمانية، قد تفككت كليًا نتيجة الحرب، وكانت الصين، وهي قوة أخرى كبيرة ربما، قد تراجعت لبعض الوقت.

وكما يوضح الرسم البياني، أدت الحرب وديونها الضخمة إلى تدمير اقتصادات الدول الكبرى تمامًا، باستثناء الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية.

7- لأن الحرب العالمية الثانية دمرت أوروبا وآسيا:

66

تظهر هذه الخريطة حجم الوفيات العسكرية في صفوف الجيوش التي شاركت في الحرب العالمية الثانية. وفي حين كانت الحرب مكلفة بشكل رهيب لجميع المشاركين؛ إلا أن التكلفة البشرية كانت كبيرة جدًا بالنسبة لاثنتين من دول المحور الأساسية، وهما ألمانيا واليابان، وأيضًا من قبل السوفييت والصينيين، فضلًا عن دول أخرى في أوروبا الشرقية وشرق آسيا.

ولا تشكل هذه الوفيات العسكرية سوى جزء بسيط من عدد القتلى الذي نتج عن الحرب، والمجاعة، والإبادة الجماعية، فضلًا عن الدمار الاقتصادي والبيئي. وفي حين خسر الأمريكيون 400 ألف عسكري في تلك الحرب؛ إلا أنهم خرجوا منها أكثر قوةً بكثير من الدول الأخرى.

8- لأن الاستعمار الأوروبي انهار، ولكن الإمبراطوريات الأمريكية أو الروسية لم تنهر:

00

في غضون بضع سنوات بعد الحرب العالمية الثانية، انهار مشروع الاستعمار الأوروبي بالكامل تقريبًا. وكانت هناك أسباب كثيرة لحدوث ذلك، بما فيها صعود حركات الاستقلال في أمريكا اللاتينية، ومن ثم في إفريقيا وآسيا؛ انهيار الاقتصادات الأوروبية، والشعور بأن النظام العالمي الجديد لن يتسامح مع الاستعمار بعد الآن.

وهكذا، بقيت في العالم اثنتين من الإمبراطوريات الهائلة ذات الجذور الأوروبية فقط، هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.

9- من خلال تقسيم العالم في الحرب الباردة:

88

بعد الحربين العالميتين ونهاية الاستعمار، اختزل عدد القوى المتنافسة في النظام العالمي إلى قوتين فقط، هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. وكانت لدى كل منهما أيديولوجيات متنافسة، ومصالح متضاربة في أوروبا وآسيا، وعدم ثقة متبادلة وعميقة.

وفي حين أن كل هذه العوامل تؤدي إلى الحرب عادةً؛ إلا أن قوة الأسلحة النووية المرعبة أبقت الدولتين بعيدتين عن القتال المباشر. وبدلًا من ذلك، تنافست الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على النفوذ العالمي. وبدأتا بدعم الانقلابات، وحركات التمرد، والحكام المستبدين، والمشاركة في حروب بالوكالة في كل ركن من أركان العالم تقريبًا.

وبحلول عام 1971، وصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى طريق مسدود؛ وتظهر هذه الخريطة كيف كان العالم قد قسم تمامًا.

وفي عام 1979، قام الاتحاد السوفييتي بغزو أفغانستان. وبعد ذلك بعام، ترشح “رونالد ريغان” إلى الرئاسة، متعهدًا بهزيمة الاتحاد السوفييتي. وبالفعل، تفكك الاتحاد السوفييتي، جنبًا إلى جنب مع العديد من القوى العالمية المتحالفة معه، وهو ما ترك الولايات المتحدة بدون منازع.

10- لأن أوروبا توحدت تحت حلف الناتو الذي تهيمن عليه أمريكا:

0

في عام 1948، حاصر الاتحاد السوفييتي برلين. وفي العام التالي، انضمت القوى في أوروبا الغربية إلى الولايات المتحدة وكندا في التوقيع على معاهدة الدفاع الجماعي لمنظمة حلف شمال الأطلسي؛ بهدف ردع العدوان السوفييتي.

وتوسع الحلف خلال الحرب الباردة ليشمل تقريبًا كل دول أوروبا الواقعة غرب الكتلة السوفيتية. وقد يكون هذا الحلف هو ما أحبط اندلاع حرب أخرى في أوروبا، من خلال التعهد بأن الولايات المتحدة ستدافع عن أي عضو فيه كما لو كانت أراضيه من أراضيها.

ولم تتغير هذه الدينامية حقًا بعد انتهاء الحرب الباردة. بل توسع حلف شمال الأطلسي، وحصل على أعضاء جدد في أوروبا الوسطى والشرقية. ومن الصحيح أن حلف شمال الأطلسي يضمن استقرار أوروبا وأمن أعضائها؛ إلا أن ذلك لم يأتِ بدون تكلفة، وقد أدى هذا الحلف إلى ارتباط دول أوروبا بالقوة الأمريكية.

11- من خلال تجاوز الدول العشر التالية مجتمعة في ميزانية الدفاع:

7

الطريقة الأخرى لإظهار أمريكا باعتبارها القوة العظمى العالمية الوحيدة هي النظر إلى ميزانيتها العسكرية، التي تعد أكبر من ميزانيات الدول الـ 12 الأكثر إنفاقًا على الدفاع بعد أمريكا مجتمعة.

ويعد هذا الإنفاق الكبير على الدفاع من مخلفات الحرب الباردة جزئيًا، ولكنه أيضًا انعكاس للدور الذي أخذته الولايات المتحدة على عاتقها كضامن للأمن العالمي والنظام الدولي. وعلى سبيل المثال، منذ عام 1979، اعتبرت الولايات المتحدة حماية شحنات النفط في الخليج جزءًا من سياستها العسكرية الرسمية، وهو شيء يستفيد العالم كله منه.

12- من خلال تفوق أمريكا علميًا، وديمقراطيتها، وإبداعها، وجذبها للمهاجرين:

15

ومن الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة قوية جدًا أيضًا، هناك التفوق الأمريكي الكبير في مجال البحث العلمي؛ الذي يعزز ريادتها التكنولوجية والاقتصادية على الكثير من بقية العالم، ويعد في الوقت نفسه انعكاسًا لهذه الريادة.

وكدليل على هذا، تتقدم الولايات المتحدة بشكل هائل على الدول الأخرى في حصولها على جوائز نوبل. وقد فازت الولايات المتحدة بـ 371 من جوائز نوبل، معظمها في العلوم. وهكذا، فإن عدد سكان الولايات المتحدة يشكل 4 % من سكان العالم؛ إلا أنها أخرجت 34 % من الحائزين على جائزة نوبل.

ويأتي هذا التفوق نتيجةً للعديد من العوامل، مثل الثروة، والثقافة، والاقتصاد الذي يشجع على الابتكار، والتعليم، وبرامج البحوث، والسياسات التي اجتذبت منذ فترة طويلة المهاجرين المتعلمين تعليمًا عاليًا.

التقرير