لندن – تتحول القوارب ذاتية القيادة إلى “علامة تجارية” جديدة في صناعة الإرهاب الدولي، بعدما وضع الحوثيون أسس استخدامها لتهديد الملاحة البحرية في أحد أكثر المضائق المائية أهمية استراتيجية على الإطلاق.
ودق الأسلوب الجديد المستخدم في استهداف السفن الحربية والتجارية على حدّ السواء في باب المندب ناقوس الخطر في الغرف المغلقة، ضمن أكبر أجهزة الاستخبارات قوة.
وتقول تقارير إن بعض القوارب المفخخة ذاتية القيادة استخدمت في هجوم واحد، على الأقل، على المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع.
وقال العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن، إن البحرية الملكية السعودية اعترضت زورقين محملين بالمتفجرات متجهين نحو ميناء جازان الرئيسي، الذي يقع مباشرة شمال الحدود مع اليمن.
وأضاف أن البحرية اكتشفت زورقين يقتربان من الميناء، صباح الأحد، بدا أنهما يتم التحكم فيهما عن بعد. وقد تم تدمير القاربين، لكنهما تركا خلفهما علامات استفهام كبرى حول مستقبل الأمن البحري، ومدى قدرة الدول الكبرى على سد الثغرات التي تستغلها إيران في منظومة الأمن في المنطقة.
وحذر المالكي من أن قوات التحالف “ستضرب بقبضة من حديد جميع المتورطين في هذه الأعمال الإرهابية. وأن هذه الأعمال العدائية لن تمر دون أن يتم القبض على الأشخاص المخططين والمنفذين لها”.
وعلى مدار العام الماضي، اعترضت قوات تحالف دعم الشرعية اليمنية عدة هجمات بقوارب ذاتية القيادة.
ويخشى خبراء مكافحة الإرهاب من أن يكون اللجوء إلى “القوارب الدرون”، التي تركز على السفن العملاقة وناقلات النفط والسفن الحربية والموانئ الاستراتيجية، مقدمة لاستخدام الطائرات ذاتية القيادة لاستهداف المدن الكبرى.
وإلى الآن لا يملك أي تنظيم متطرف، بما في ذلك تنظيما داعش والقاعدة، الإمكانيات الكافية التي قد تمكنهما من تعطيل الملاحة البحرية الدولية. لكن يبدو أن الحوثيين، بدعم إيراني مباشر، يضعون قواعد جديدة للإرهاب الرخيص.
وتكلفة القارب ذاتي القيادة ليست مرتفعة، كما يمكن لمشغله التحكم به من مسافة آمنة دون أن يكون مضطرا للاشتباك مع الهدف. ويساعد ذلك الحوثيين في إخفاء بصمات الطواقم التي تتحكم في هذه الزوارق.
وتقول مصادر إن من يعملون في وحدات القوارب ذاتية القيادة، وطائرات الدرون أيضا، ليسوا يمنيين على الأرجح، إذ يقاتل في صفوف الحوثيين “مستشارون” من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الشيعي.
وفي يناير 2017، استهدف الحوثيون سفينة حربية سعودية باستخدام قارب يتم التحكم فيه عن بعد. وفي أبريل 2017، حاول الحوثيون تفجير محطة وقود ومحطة لتوزيع الغاز تابعة لشركة أرامكو السعودية في جازان باستخدام زورق عالي السرعة مزوَّد بالمتفجرات.
وقال الأميرال كيفن دونيغان، نائب قائد الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين في وقت سابق إن “هناك قلقا من إمكانية وصول مجموعة المتمردين اليمنيين إلى هذا النوع المتطوّر من الأسلحة”.
وأضاف “هذا الأمر ليس من السهل تطويره بهذا الشكل. من الواضح أنهم يتلقون دعما من آخرين، وهو أمر خطير”، مشيرا إلى دعم إنتاج وتصنيع الأسلحة من قبل إيران.
وأشار إلى أن القوارب المتفجرة تخلق فئة جديدة من هجمات التدمير الانتحارية، قائلا “أنت لا تحتاج إلى مهاجمين انتحاريين للقيام بهجوم انتحاري. لذا، فإن هذا النوع من الأسلحة، والذي عادة ما يستخدم شخصا انتحاريا، يمكن استخدامه الآن من دون تعريض حياة أي انتحاري للموت”.
العرب