قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد إن بلادها لن تصدر أسلحة للسعودية مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مصير الصحفي جمال خاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولم يعثر حتى الحين على جثته.
وخلال حملة لحزبها في انتخابات محلية، كررت ميركل في مؤتمر صحفي إدانتها السابقة لمقتل خاشقجي، بعد أن اعترفت السعودية بمقتله داخل قنصليتها في اسطنبول.
وقالت “أولاً، نشجب هذا العمل بأشدّ العبارات كما أوضحنا البارحة. وثانياً، ثمّة حاجة ملحة لتوضيح ما حدث، لم يخل طرفنا بعد، ولم يُحاسب المسؤولون عن ذلك”.
وأضافت “ثالثاً، أتفق مع كل من يقولون إنه لا يمكن تصدير الأسلحة في الظروف الحالية رغم أن تلك الصادرات محدودة أصلا”.
وأوضحت ميركل أنه لا أسلحة للرياض مع وجود تساؤلات بشأن خاشقجي.
وفي وقت سابق، طالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا المملكة العربية السعودية بإيضاحات ذات مصداقية حول الملابسات الدقيقة لوفاة الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في تركيا.
وفي بيان مشترك صدر الأحد، ذكرت وزارات الخارجية بالدول الثلاث أنه “لقد علمنا بالرد السعودي على النتائج الأولية للتحقيقات، لكن من الضروري توضيح ما حدث بالضبط في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. الفرضيات التي جرى بناؤها في إطار التحقيق السعودي حتى الآن لا بد أن تدعمها حقائق ذات مصداقية”.
يشار إلى أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري للحصول على وثيقة، لكنها لم يغادرها.
وتؤكد تسريبات تركية أنه عذب وقتل بطريقة وحشية داخل القنصلية على أيدي ضباط سعوديين مقربين من ولي العهد محمد بن سلمان.
الإنكار والإقرار
وبعد 18 يوما من التشديد على أن خاشقجي غادر القنصلية بسلام، أقرت السعودية مؤخرا بأن الرجل قتل في القنصلية ولكن نتيجة شجار، بينما لم يتم العثور حتى الحين على جثته، وسط تسريبات بأن الجناة قطعوها ووضعوها في أكياس.
وعبرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن استيائها من التوضيح السعودي لما حدث مع خاشقجي، وطالبت في بيانها بتحقيق شامل وتقديم المسؤولين عن أي جرائم محتملة للمساءلة.
وأبدت الدول الثلاث رفضها لتهديد الصحفيين، وقالت في البيان إن “تخويف الصحفيين أو الاعتداء عليهم أو قتلهم، بغض النظر عن سياق ذلك، هي أمور لا يمكن قبولها، كما أنها مدعاة لأكبر درجة من القلق من قبل دولنا الثلاث”.
وأضافت الدول -في البيان- أن علاقات الدول الثلاث مع السعودية وأهميتها مرهونة بالاحترام المشترك للمعايير والقيم التي تشعر الدول الثلاث والسعودية بالالتزام نحوها بموجب القانون الدولي.
المصدر : الجزيرة + وكالات