الرياض – أبدت المملكة العربية السعودية رضاها التام عن نتائج منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي تعوّل عليه لجذب استثمارات رغم محاولات التشويش على المؤتمر وربطه بقضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في تركيا.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في اليوم الثالث والأخير من المنتدى الاستثماري إن المؤتمر “حدث رائع ونحن راضون جدا”.
وأعلنت الرياض في اليوم الأول للمؤتمر عن التوصل إلى اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات عالمية في مجالات النقل والطاقة وغيرها، بقيمة قدّرتها بأكثر من 50 مليار دولار.
وسئل الخميس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لمشروع بناء مدينة “نيوم” الضخمة التي أعلن عنها في نسخة العام الماضي من المنتدى، عن نتائج المؤتمر في ظل الانسحابات، فقال “لقد عقدنا عشرات الاجتماعات هنا خلف الأبواب المغلقة”.
وتابع “سمعنا عبارات نحن ملتزمون، ولنمضي قدما (…) مجال العمل الذي نحن فيه لم يتأّثر”. وقال إن مشروع نيوم مازال ماضيا مع الشركاء المحتملين على الرغم من تداعيات قضية خاشقجي.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعلن عن مشروع نيوم العملاق الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار في العام الماضي. ويجري تشييد المشروع في شمال غرب المملكة.
استثمارات قادمة
نقل تلفزيون الإخبارية الحكومي السعودي عن وزير الطاقة خالد الفالح قوله الخميس إن السعودية تتوقع جذب استثمارات بأكثر من 1.6 تريليون ريال (427 مليار دولار) بحلول 2030 وذلك في إطار مساعيها لتعزيز الصناعة.
وقال الفالح إن “برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية هو البرنامج الأكبر والأهم وله الأثر الفائق على الاقتصاد السعودي”، حيث قدر الوزير حجم الثروة المعدنية للمملكة بما يتجاوز 1.3 تريليون ريال.
كما قالت الهيئة السعودية العامة للاستثمار إن حكومة المملكة وقعت صفقات قيمتها 4.4 مليار دولار لتطوير قطاعي الإسكان والإنشاءات.
وتشمل الصفقات الموقعة خلال مؤتمر الاستثمار اتفاقا مع شركة الإنشاءات الأميركية كاتيرا لمساعدة برنامج سعودي لدعم الإسكان على استخدام وسائل البناء الحديثة.
ووقعت مجموعة باور تشاينا انترناشونال الصينية مذكرة قيمتها 2.7 مليار دولار مع وزارة الإسكان السعودية لبناء 17 ألف منزل على مدى الأعوام الستة القادمة، حسبما ذكرت هيئة الاستثمار.
واتفقت مجموعة ساني، وهي شراكة سعودية صينية، على التعاون مع الحكومة في التطوير العقاري.
وسعت المملكة من خلال استضافة المنتدى الذي أطلق عليه اسم “دافوس في الصحراء” تيمنا بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، للعام الثاني، إلى استقطاب استثمارات جديدة في إطار خطتها لتنويع الاقتصاد المرتهن للنفط.
لكن قضية خاشقجي طغت على أعمال المنتدى، خصوصا بعدما أعلنت شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية عديدة مقاطعته على خلفية القضية.
اعتذار الشركات
مؤتمر واعد
مؤتمر واعد
قال الفالح إن الشركات التي تغيبت عن حضور المؤتمر اتصلت لاحقا لتعتذر عن عدم حضورها. وأضاف الوزير السعودي أن الولايات المتحدة “ستظل جزءا أساسيا من الاقتصاد السعودي لأن ما يربطنا من مصالح أكبر مما يتم إضعافه من خلال الحملة الفاشلة لمقاطعة المؤتمر”.
وأبلغ الفالح قناة الإخبارية الرسمية قائلا “كل الشركات التي غابت تتصل بنا باستمرار خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، يعتذرون ويعبرون عن أسفهم ويعدون أن يقدموا خلال الأسابيع القادمة لفتح مكاتب واستعادة العلاقات إلى طبيعتها”.
وكانت السعودية قد أكدت السبت الماضي أن خاشقجي قُتل من طريق الخطأ في قنصليتها في اسطنبول خلال “شجار” مع عناصر أتوا للتفاوض معه حول عودته إلى المملكة على اعتبار انه مقيم في الولايات المتحدة، وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أوامر ملكية تقضي بإعفاء مسؤولين في جهاز الاستخبارات من مناصبهم.
ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مقتل الصحافي بـ”الحادث البشع”، متعهّدا بتقديم المجرمين والمذنبين للعدالة “لأخذ العقاب الرادع” بالتعاون مع أنقرة.
وكان الأمير محمد يتحدث الأربعاء في المنتدى الاقتصادي الذي ينظمه صندوق الاستثمارات العامة برئاسته في فندق “ريتز كارلتون”.
العرب