ملخص:
شغلت هجرة الأفارقة إلى أوروبا بال الكثيرين في الآونة الأخيرة، إذ لا يزال الأفارقة يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر تلك الرحلة الصعبة والخطيرة في الصحاري والبحر، ويصل السواحل الليبية الكثير من هؤلاء المهاجرين القادمين من مناطق نائية في إفريقيا، حيث يستخدمون هذه الرحلات التي كانت سببًا في الكثير من الوفيات خلال الأشهر الماضية. وقد تصدرت العناوين أيضًا خلال الفترة الأخيرة هجرة الأفارقة من الجنوب إلى الجنوب، والمتجهة أساسًا إلى جنوب إفريقيا وبوتسوانا. كما أصبحت التوترات خارج نطاق السيطرة، إذ إن الجنوب إفريقيين بدأوا في مهاجمة المهاجرين الأفارقة، وصاروا يطالبون بطردهم من جنوب إفريقيا، على الزعم من منظمات مدنية وسياسية في جنوب إفريقيا وقفت في وجه هذه التوترات العنفية، فملأ الآلاف شوارعَ جوهانسبورغ وديربان للتنديد بالعنف ضد المهاجرين، وكان هذا بفضل حملة رائعة في وسائل الإعلام، وبسبب ارتفاع في نشاط منظمات المجتمع المدني ضد العنف المناهض للأجانب. ويبقى أن الكثير من سكان جنوب إفريقيا يتهمون المهاجرين بارتكاب الجرائم وبسرقة الوظائف، هذا فضلًا عن شكاوى أخرى. لكن هل توجد أسباب أخرى لهذه الأحداث الأخيرة غير التي نراها اليوم؟ ولتأطير هذا السؤال يحاول هذا المقال أن يقدم قراءة لظاهرة الهجرة نحو الجنوب.
مدخل
يغادر الكثير من الشعوب بلدانهم بحثًا عن فرص أفضل في أماكن أخرى من العالم، وقد عرفت السنوات الأربعون الماضية زيادة هائلة في عدد المهاجرين؛ حيث غادر عشرون مليون شخص بلدانهم الأصلية(1)، وتبقى منطقة جنوب الصحراء الإفريقية من بين المناطق الأكثر تضررًا بالهجرة في العالم، فالأفارقة أهل انتجاع؛ حيث إنهم يتحركون في مناطق شاسعة بفعل حاجتهم الشخصية للمناطق الرعوية وحاجة مواشيهم لذلك.
أدت معاهدة برلين سنة 1885 إلى إنشاء حدود جديدة، والتي نتج عنها اختلال في الثراء وفي توزيع الموارد الطبيعية داخل القارة؛ حيث نشبت حروب بسبب المطالبات بتعديل تلك الحدود المرسومة بصفة تعسفية من قِبل سلطات الاستعمار، إذ قد فصل المستعمر بين مجموعات متجانسة من الناحية الاقتصادية والعرقية؛ من أجل استيعاب الحقائق السوسيو/ثقافية للدول المعنية، وبُغية تجميع سكان من مجموعات عرقية محددة في دول مختلفة(2). ونتيجة لذلك بادر بعض القادة الأفارقة إلى مناقشة الحاجة إلى إعادة ترسيم الحدود في إفريقيا؛ لتخفيف المعاناة الإنسانية وتسهيل حرية تنقل الأشخاص والبضائع.
يمكن أن تُعزى تحديات الهجرة في إفريقيا إلى ضعف في نظام الهجرة، إضافة إلى البيئة الصعبة والأمراض، وقد أدى بصفة أساسية الضعف في القيادة السياسية والتخطيط إلى هجرة الكثير من شعوب الدول الإفريقية ومغادرتهم بلدانهم التي ولدوا فيها؛ بحثًا عن حياة أفضل في أماكن أخرى، حيث قضى العشرات من الأشخاص نَحْبَهم وهم يحملون معهم حلم الوصول لأوروبا؛ بسبب مغامرتهم الصعبة في الصحراء والبحر الأبيض المتوسط. وبشكل مماثل، أزهقت هجرة أخرى ليست أقل خطورة أرواح الكثير من المهاجرين الأفارقة، لكنها كانت هذه المرة في اتجاه جنوب القارة الإفريقية. وكانت جنوب إفريقيا وبوتسوانا قد استضافتا على التوالي: 510.000، 100.000 مهاجر في العام 1991 وقد ارتفعت هذه الأرقام (على التوالي) بحلول العام 2010 إلى 1.200.000، 76000 (3) وقد توافد الأفارقة إلى جنوب إفريقيا خاصة بُعيد بزوغ فجر أول حكومة ديمقراطية في جنوب إفريقيا سنة 1994. وقد كانت جنوب إفريقيا في الفترة الفضلى من نضالها ضد نظام الفصل العنصري تعتمد على مساعدة جيرانها الأفارقة، وهذا ما يفسِّر جاذبية جنوب إفريقيا بالنسبة للكثير من المهاجرين الأفارقة، حيث توافد العديد من المهاجرين غير الشرعيين إلى البلد في أعقاب الانتخابات الوطنية التي جاءت بحكومة ائتلاف نيلسون مانديلا للسلطة، وقد جاء هؤلاء الأفارقة يحملون معهم الأمل في حكومة مانديلا التي ستكون أكثر تعاطفًا معهم من الحكومات السابقة(4). وكان اللاجئون السياسيون من جنوب إفريقيا -وإن لم تكن أعدادهم كبيرة- ينتشرون في أنحاء القارة خلال حقبة الفصل العنصري، مع أن الصعوبات المرتبطة بعبور الحدود وسياسة نظام تذكرة (الذهاب فقط)، المفروضة على السود من قِبل نظام الفصل العنصري قد أدت إلى الحد من أعداد الجنوب إفريقيين الذين غادروا إلى الخارج، ورغم ذلك فقد تمكَّن الكثير منهم من عبور الحدود باتجاه المنفى السياسي.
ردة الفعل العنيفة ضد المهاجرين الأفارقة في جنوب إفريقيا
كان ينبغي على الحكومة الجديدة في جنوب إفريقيا أن تتعامل مع تحديات في غاية الصعوبة وهي ما زالت في مرحلة الطفولة السياسية، حيث صادقت تلك الحكومة على بعض المعاهدات والإجراءات الدولية وذلك في إطار جهودها لإظهار الاستعداد لممارسة السلطة وفهم متطلبات العالم والأجندة الدولية، ونتيجة لذلك بات الفقراء يشعرون بالغبن؛ حيث بدأت رَدَّة فعلهم العنيفة ضد الحكومة، كما أبدت عدة منظمات في المجتمع المدني تحديها لتعليمات الحكومة الجديدة، وكان من بين هذه المنظمات: “حملة العمل من أجل العلاج”، وهي حركة تقوم بحملة من أجل الحصول على الأدوية الرخيصة ضد فيروس نقص المناعة ومرض الإيدز.
لقد كان اندماج المهاجرين الأفارقة في جنوب إفريقيا غير متوقع، كما أنه شكَّل مفاجأة للحكومة الجديدة، إذ اتضح أن الحراسة المشددة التي كانت تقوم بها القوات الحكومية على حدود جنوب إفريقيا حينما كانت تقوم بحربها ضد ميليشيات المؤتمر الوطني الإفريقي لم تكن عائقًا فعالًا يمنع أمواج المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين من دخول البلاد(5). وفي خطوة إيجابية نحو معالجة مشاكل اللاجئين، قامت جنوب إفريقيا في العام 1993 بتغيير سياستها القديمة التي كانت تمنع الأمم المتحدة من حماية أو مساعدة اللاجئين داخل أراضيها(6). غير أنه تم -بشكل سلبي وعلى نطاق واسع- استغلال مرونة النظام الصديق للمهاجرين في جنوب إفريقيا، وبالتالي فإنه من الإنصاف القول: إن المؤتمر الوطني الإفريقي الذي كان يقود الحكومة لم يكن يتوقع الكثير من ردود الفعل من قبل الفقراء داخل جنوب إفريقيا، لكن البلاد تمزقت بفعل الاحتجاجات اليومية، وتصاعد فيها الإحباط الذي يعتقد الكثيرون أنه هو الذي أدى إلى هجمات من قِبل المهاجرين الأفارقة، حيث يروي مانديلا أبهونكان -وهو مقاول أسود من مدن الجنوب الغربي- كيف أن حلم امتلاك منزل في هيلبرو (أحد أحياء مدينة جوهانسبورغ) قد اختفى بسبب التدفق الجماعي للمهاجرين، كما يكرر نفس المشاعر الكثير من سكان المدن التي تقطنها غالبية من السود في جنوب إفريقيا، وكان ينظر إلى هيلبرو عندما كانت في عصرها الذهبي على أنها هي مانهاتن جوهانسبورغ، لكنها أصبحت اليوم ضاحية يقطنها المهاجرون الأفارقة وقد تلطخت بسبب الجريمة والانحلال البنيوي الواضح.
في سبتمبر/أيلول 2001، وقبل أيام من الهجوم على منشآت حيوية في الولايات المتحدة من قبل تنظيم القاعدة، وصلت الوفود القادمة من كل أنحاء العالم إلى جنوب إفريقيا من أجل حضور أكبر مؤتمر دولي في تاريخ جنوب إفريقيا، وهو المؤتمر الدولي للأمم المتحدة في ديربان حول العنصرية والتمييز العِرقي وكره الأجانب وكل ما له صلة بالتعصب. ولم يكن اختيار ميناء مدينة ديربان في جنوب إفريقيا لاستضافة هذا المؤتمر بسبب التنبؤ بالأحداث الأخيرة في تلك المدينة، لكن بسبب موقعها ومناخها الجميلين. بَيْدَ أن هذه المدينة أصبحت اليوم بؤرة للعنف المناهض للأجانب في جنوب إفريقيا، حيث يقول شهود عيان إنه بدأ في مدينة إزيبينكو جنوب ديربان على بُعد 20 كلم، بعد مزاعم بقتل مواطن جنوب إفريقي على يد مهاجر إفريقي نتيجة لنقاش تافه، حيث انتشرت بسرعة أخبار ذلك الجنوب إفريقي المذبوح، فاندلع العنف ضد المهاجرين الأفارقة، مع أن مواقف المهاجرين الأفارقة ليست دائمًا سلبية، لكنه كان يوجد هناك من يقوم عبر طريقة مضللة بتأجيج مشاعر الناس ضد المهاجرين الأفارقة، بمن في ذلك أشخاص يتقلدون مناصب هيكلية في القيادة الوطنية في جنوب إفريقيا.
كان الكثير من الجنوب إفريقيين قد استقبلوا بحفاوة أعدادًا من المهاجرين الأفارقة خلال الأيام الأولى التي أعقبت حقبة الفصل العنصري، لكن تغيرت المواقف تجاه المهاجرين الأفارقة؛ بسبب التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة في جنوب إفريقيا، وخاصة ما يتعلق منها بارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة وارتفاع نسبة البطالة ومستوى الجريمة، حيث يتهم الجنوب إفريقيون المهاجرين الأفارقة بالمسؤولية عن الأضرار الاقتصادية والاجتماعية شأنهم في ذلك شأن الكثيرين في أنحاء العالم ممن يعانون من هذا النوع من التحديات، وقد صُدِم العالم بالعنف الوحشي ضد المهاجرين الأفارقة في جنوب إفريقيا، والذي تم تصوير بعضه. كما ربط الكثير من المتخصصين في جنوب إفريقيا بين الطبيعة الوحشية للحملات الأخيرة ومستويات التعليم المنخفضة، والماضي السياسي، والانخفاض في الثقافة، إضافة إلى تدنٍّ في المعايير الاجتماعية، بينما يرى آخرون تشابهًا بين الأحداث الأخيرة في ديربان من ناحية الشراسة مع تلك التي حدثت في أوروبا، لكن الأحداث المناهضة للهجرة في جمهورية إفريقيا الوسطى والتي تتمثل في مناهضة المهاجرين الأفارقة هي الأشنع خلال الفترة الأخيرة من الناحية الوحشية ومن ناحية عدد النازحين، حيث إنه بحلول منتصف مايو/أيار 2015 فإنَّ 554800 شخصٍ قد نزحوا من منازلهم إلى أماكن داخل جمهورية إفريقيا الوسطى، بينما لجأ 359834 إلى دول مجاورة، حسب تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (7).
كما شهدت مناهضة المهاجرين الأفارقة في أوروبا تصاعدًا، حيث إنها ظاهرة عالمية لا تقتصر فقط على جنوب إفريقيا؛ ففي إبريل/نيسان 2006 تعرض شاب إثيوبي في السابعة والثلاثين من عمره للضرب حتى الإغماء في مدينة بوتسدام، وقد وصفت التقارير الإخبارية أن جروحه ناجمة عن الضرب المبرح(8). كما شنت حركات اليمين المتطرف في أوروبا هجمات بشعة ضد المهاجرين الأفارقة بصفة خاصة، حيث يجري كل يوم هجومان عنصريان في شمال أيرلندا، هذا فضلًا عن مخاوف من أن تصبح بلفاست عاصمة للكراهية في المملكة المتحدة(9). كما تشهد بعض البلدان النامية والمتقدمة ارتفاعًا في الحركات المناهضة للهجرة ومنظمات اليمين المتطرف، في حين أن صعود الأحزاب اليمينية في أوروبا يكون دوريًّا؛ إذ إن هذه الأحزاب تقوى خلال فترة الركود، بينما تختفي في فترات الازدهار(10). ويعتقد الكثيرون في أوروبا وفي البلدان النامية -بما في ذلك جنوب إفريقيا- أن السبب في المواقف المعادية للأجانب هو انعدام الفرص الاقتصادية والشحُّ في فرص العمل.
والخلاصة أن القيادة السياسة في إفريقيا تواصل فشلها، حيث يقضي السياسيون معظم وقتهم في التحايل لإطالة فترة توليهم للمناصب بدلًا من إعطاء الأولوية للمسائل التي تفيد في تطوير المجتمعات الإفريقية؛ حيث تتباهى إفريقيا بوجود عشرة زعماء منها ضمن اللائحة العالمية لعشرين زعيم دولة لأطول فترة في السلطة. كما كان ينبغي على هيئة برلمان عموم إفريقيا والسلام والأمن الإفريقية التي كان يقودها بصفة دورية الرئيس السابق لجنوب إفريقيا ثابو مبيكي أن تنعكس إيجابيًّا على مصائب القيادة السياسية في إفريقيا، فقد أُنشئت هذه الهيئة باعتبارها آلية إفريقية للرصد الذاتي، كما أنها أنشئت في العام 2003 من قِبل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وهي أداة اتفق عليها بصفة طوعية ومتبادلة، لكنها فقدت زخمها بعد أن غادر ثابو مبيكي السلطة في العام 2009. ويعيش الكثير من الدول الإفريقية اليوم إمّا في الحروب أو في الأنظمة الشمولية، كما أن الهجرة الجماعية الأخيرة للأفارقة عبر موانئ ليبيا في اتجاه أوروبا قد سلطت الضوء على فشل في القيادة السياسية في إفريقيا. وللأسف، فإنّ الاتحاد الإفريقي الذي كان من المفترض عليه أن يأخذ دورًا رياديًّا في هذا الصدد قد تخلف مرة أخرى للوراء في التعامل مع هذا التحدي ومع مخاطر الهجرة الإفريقية إلى الشمال والجنوب؛ حيث إن اللامبالاة وعدم الكفاءة هما ما يدفعان -حقيقة- الكثير من الأفارقة هنا وهناك إلى تعريض حياتهم للمخاطرة.
أخيرًا، أظهر الجنوب إفريقيون القدرة على التصحيح الذاتي، وهذا تطور مهم في قارة ينتهي فيها غالبًا هذا النوع من الأحداث بقرارات سياسية عُليا من قبل هيئات مثل الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، حيث ملأ الآلاف شوارع جوهانسبورغ وديربان للتنديد بالعنف ضد المهاجرين، وكان هذا بفضل حملة رائعة في وسائل الإعلام، وبسبب ارتفاع في نشاط منظمات المجتمع المدني ضد العنف المناهض للأجانب.
______________________________________
تمبيسا فاكودي – باحث بمركز الجزيرة للدراسات.
ملاحظة: ترجم التقرير إلى العربية محمد النما الشيخ – إعلامي ومترجم موريتاني.
الإحالات
1. Clara Fischer and Ruth Vollmer, Brief 39, Migration and Displacement in Sub Saharan Africa, The security-migration, Nexus II, https://www.bicc.de/uploads/tx_bicctools/brief39.pdf , accessed 20 May 2015
2. ADEPOJU, A., 1979. ‘Migration and socio-economic change in Africa’. International Social Science Journal XXXI (2)
3. Adrian Kitimbo, Is it time for open boarders in Southern Africa, Brenthurst Foundation, إضغط هنا , accessed 20 May 2015
4. Liz Sly, South Africa is the new lure for continent’s refugees, CHI, TRIB, 1994
5. Kevin Tessier, The Challenge of immigration policy in the new South Africa, Indiana Journal of Global Legal Studies, Vol 3, Issue 1, Article 14, http://www.repository.law.indiana.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1067&context=ijgls , accessed 20 May 2015
6 ibid, 20 May 2015
7. Khanyo Olwethu Mjamba, 10 of Africa’s longest serving presidents, African Identity, http://thisisafrica.me/10-africas-longest-serving-leaders/ , accessed 20 May 2015
8. Sam Houskeeper, Alexi Stocker and Val Zuckerman, Right-wing resurgence haunts Europe, Politics and Policy, http://politicsandpolicy.org/article/right-wing-resurgence-haunts-europe , accessed 20 May 2015
9. Chris Kilpatric, Two racist attacks everyday in Northern Ireland’s race-hate crime surge, Belfast Telegraph,
http://www.belfasttelegraph.co.uk/news/northern-ireland/two-racist-attacks-every-day-in-northern-irelands-racehate-crime-surge-30202329.html ; accessed 20 May 2015
10. Hannes M. Einsporm, A forgotten crisis: Displacement in Central African Republic, Migration Policy Institute, http://www.migrationpolicy.org/article/forgotten-crisis-displacement-central-african-republic , accessed on 20 May 2015
11. Obi Akwani, Racism against blacks is a growing trend in Europe, IM Diversity, http://imdiversity.com/villages/global/racism-against-blacks-is-a-growing-trend-in-europe/ , accessed 20 May 2015.