طهران – بدأت إيران تحضر الرأي العام الداخلي لمواجهة ضغوط كبرى مقبلة جراء بدء الولايات المتحدة تنفيذ حزمة العقوبات الجديدة ضدها في نوفمبر المقبل. وتوقع مراقبون أن تجند طهران كافة المنابر لديها حتى تلك المحسوبة على الإصلاحيين في محاولة للحفاظ على اللحمة الداخلية في البلاد.
وحذّر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الثلاثاء، من اندلاع احتجاجات شعبية في البلاد، إذا أصرّ النظام على أخطائه.
وقال خاتمي في تصريحات عبر حسابه على تلغرام “إذا أصرّ النظام على أخطائه ستتحول الانتقادات إلى مظاهرات، وليس من الواضح ما الذي سيحل بمصير البلاد بعد ذلك”.
ورأى مراقبون أن المنابر الإيرانية ستطلق مواقف مختلفة في محاولة لتهدئة الشارع الداخلي وتحضير البلاد لمفاوضات جديدة على النحو الذي يطالب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ولفت خاتمي إلى أن التيار الإصلاحي الذي ينتمي إليه، يعترف بالنظام والثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979، وأكد أن مطالب الإصلاحيين تقتصر على إجراء إصلاحات ضمن النظام وليس تغييره.
وأردف “إذا تشكلت قناعة لدى المجتمع بأن الإصلاحيين ليس بوسعهم فعل شيء، فسينجر الشارع وراء الراغبين في تغيير النظام”.
ويرى خبراء في الشؤون الإيرانية أن كافة التيارات السياسية الإيرانية باتت قلقة من انهيار النظام السياسي، وأن الإصلاحيين والمحافظين يسعون كل من جهته للحفاظ على بنية النظام وصموده.
التيارات السياسية في إيران قلقة من انهيار النظام السياسي وسط تصاعد الغضب الشعبي.
وتأتي تحذيرات خاتمي متواكبة مع أخرى أطلقها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الثلاثاء، من أن العقوبات الأميركية على إيران ستكون لها “عواقب وخيمة” على النظام العالمي.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن ظريف قوله خلال زيارة لإسطنبول “للأسف تسعى دولة تخرق القانون (الولايات المتحدة) لمعاقبة دولة تلتزم بالقانون (إيران)… هذه الطريقة ستكون لها عواقب وخيمة على النظام العالمي”.
وأضاف “لم يحقق الأميركيون أهدافهم بفرض العقوبات غير المشروعة على إيران”. وقال بعد اجتماع ثلاثي مع وزيري خارجية تركيا وأذربيجان “تصدى المجتمع الدولي للعقوبات الأميركية وقاومت الدول المجاورة والأوروبية إجراءات واشنطن الأحادية”.
واعتبر المراقبون أن تصريحات خاتمي وظريف تكشف حجم القلق الذي يعتري نظام الحكم في إيران بمواليه ومعارضيه، كما تطلق تحذيرا للمتشددين داخل إيران من مغبة إغفال الحقائق الدولية المستجدة التي ستفرضها عقوبات واشنطن ضد طهران.
ومن المقرر أن يبدأ سريان مجموعة جديدة من العقوبات على قطاعي البنوك والطاقة الإيرانيين في الرابع من نوفمبر المقبل في إطار سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف مشتريات النفط الإيراني.
العرب