واشنطن تسعى لاسترضاء أنقرة بملاحقة قادة الأكراد

واشنطن تسعى لاسترضاء أنقرة بملاحقة قادة الأكراد

انقرة- أعلن مسؤول أميركي الثلاثاء بعد زيارته أنقرة أنّ بلاده خصّصت مكافآت ماليّة بملايين الدولارات لمن يدلّها على مكان وجود ثلاثة من قادة حزب العمال الكردستاني المحظور.

ومن المرجّح أن يكون الاعلان عن هذه المكافآت قد جاء لإرضاء أنقرة التي تحضّ حلفاءها الغربيين منذ وقت طويل على اتّخاذ موقف أكثر تشدّداً ضدّ حزب العمال الكردستاني، الذي يُعتبر إرهابياً في نظر كلّ من تركيا والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي.

وقال ماثيو بالمر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إنّ المكافآت قد رصدت مقابل “معلومات تقود إلى التعرّف على، أو تحديد مكان وجود” كل من مراد قره إيلان وجميل بايك ودوران كالاكان.

وأضاف في بيان أصدرته السفارة الأميركية في أنقرة أنّ المكافأة المعروضة حول معلومات عن قره ايلان تصل إلى خمسة ملايين دولار، تليها المكافأة حول بايك بأربعة ملايين دولار وكالكان بثلاثة ملايين.

وقالت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء في ردها على الإعلان الأميركي، إن تركيا تنظر بإيجابية لقرار واشنطن تقديم مكافآت نظير معلومات عن ثلاثة من كبار أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور مضيفة أنها تتوقع أن ترى خطوات ملموسة في الحرب على المتمردين.

وأضافت الوزارة في بيان “نتوقع دعم هذه الخطوة بإجراءات ملموسة في سوريا والعراق فيما يتعلق بالحرب ضد حزب العمال الكردستاني والأذرع التابعة له”.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة إن تركيا ستتعامل مع الخطوة الأميركية بحذر وتتوقع أن تقطع الولايات المتحدة جميع العلاقات مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

وصنّفت وزارة الخارجية الأميركية حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية في 1997، لكنّ تركيا لم تكن راضية عن التعاون في سوريا بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب التركية التي تعتبرها أنقرة فصيلاً تابعاً لحزب العمال.

كما توتّرت العلاقات بين البلدين بعد اعتقال القسّ الأميركي أندرو برانسون في أنقرة لمدّة استمرّت نحو عامين. لكن بعد إطلاق سراح برانسون في أكتوبر والطرفان الشريكان في حلف شمال الأطلسي يظهران حرصهما على تحسين العلاقات الثنائية بينهما.

وقال بالمر إنّ “الولايات المتحدة تثمّن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي”، مشيراً إلى أنّ المكافآت رصدت في إطار برنامج وزارة الخارجية “مكافآت من أجل العدالة”.

ونشر البرنامج على حسابه في تويتر صوراً للقادة الثلاثة تحت عنوان “مكافآت مقابل معلومات”. وقال الإعلان “قدّم معلومات والدفع قد يكون ممكناً. السريّة مضمونة مئة بالمئة، وتوفير مكان إقامة آخر قد يكون ممكناً”. ويُنظر إلى قره ايلان وبايك على أنّهما زعيما حزب العمال بحكم الأمر الواقع بعد اعتقال تركيا مؤسس الحزب وزعيمه عبدالله أوجلان عام 1999.

وفي الأسبوع الماضي رفع البلدان عقوبات فرضت على مسؤولين حكوميين في أغسطس بسبب قضية برونسون. وأعلنت واشنطن الأسبوع الجاري أن تركيا ستحصل على إعفاء مؤقت من العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن بنك خلق المملوك للدولة تسير في اتجاه إيجابي. ويواجه بنك خلق احتمال فرض غرامة أميركية بسبب مزاعم عن خرقه العقوبات المفروضة على إيران.

وبدأت القوات الأميركية والتركية الأسبوع الماضي دوريات مشتركة في منبج السورية كانت الدولتان قد اتفقتا عليها لطرد المتشددين. وكانت تركيا قد قالت من قبل إن الولايات المتحدة تؤخر تنفيذ الخطة. وسيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره التركي خلال قمة بباريس في مطلع الأسبوع.

وشنّ حزب العمال الكردستاني تمرّداً ضد الحكومة التركية دام ثلاث سنوات ونصف بهدف تحقيق الاستقلال للأقلية الكردية في تركيا، قبل أن يخفض سقف مطالبه لاحقاً إلى الحكم الذاتي. وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى، وبالرّغم من إعلان حزب العمال وقف إطلاق النار عام 2015 إلاّ أنّ المواجهات بين الطرفين لا تزال مستمرة.

العرب