عدن – سارع التحالف العربي لدعم الشرعية إلى دعم التحركات البريطانية الهادفة إلى استئناف مفاوضات الحل السياسي في اليمن، في وقت توقفت فيه المعارك إلا من بعض العمليات المعزولة في مدينة الحديدة، ما يكشف عن أن التحالف العربي والقوات اليمنية المشتركة يوفران مهلة ميدانية لاختبار نوايا الحوثيين وسط تقارير عن أن المتمردين بدأوا بوضع ألغام وعبوات قرب مداخل ميناء الحديدة وفي محيطه.
وأكّدت دولة الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، تأييدها لعقد محادثات سلام يمنية في السويد في أقرب فرصة ممكنة.
وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر، الأربعاء، “نرحّب بمحادثات تقودها الأمم المتحدة في السويد في أقرب وقت ممكن”، مضيفا أن التحالف يدعو إلى الاستفادة من هذه “الفرصة” لإعادة إطلاق المسار السياسي خلال اجتماع مجلس الأمن الجمعة.
وأضاف في تغريدة أخرى “الحديدة هادئة والميناء يعمل”، مشيرا إلى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث سيزور أبوظبي هذا الأسبوع.
وقال مراقبون يمنيون إن التحالف العربي يحاول الدفع باتجاه إنهاء الحرب في اليمن من خلال توفير فرصها المناسبة مثل تحييد مصادر التمويل للجماعة الحوثية ومن أبرزها ميناء الحديدة، ما يدفعها إلى المفاوضات بجدية، مشيرين إلى أن التحالف لا يريد أن يبدو في مظهر من يعترض طريق التسوية السياسية، وأنه سيترك للقوى الدولية الداعمة مهمة الضغط على الحوثيين وجلبهم إلى المفاوضات.
لكن هؤلاء المراقبين حذروا من استخدام الميليشيات الحوثية حالة وقف إطلاق النار في الحديدة، للمضي قدما في تلغيم المؤسسات الخاصة والعامة في المدينة، كما حدث خلال الهدن السابقة التي توقف بموجبها تقدم قوات المقاومة المشتركة.
وأكدت مصادر محلية في الحديدة لـ”العرب” سماع أصوات اشتباكات متفرقة في بعض أحياء المدينة الجنوبية والشرقية حيث تلاشت خطوط التماس بين القوات المتقاتلة وأصبح من غير الممكن وفقا للمعايير العسكرية تثبيت وقف شامل لإطلاق النار، في ظل استمرار حالات القنص التي تقوم بها عناصر الميليشيات الحوثية المتحصنة في المنشآت السكنية.
وبحسب المصادر شرعت الميليشيات في اعتقال العشرات من المدنيين الذين تعتقد أنهم قد ينضمون لصفوف القوات المشتركة حال تقدمها، مشيرة إلى قيام الحوثيين بزرع الألغام والمتفجرات على نطاق واسع في المرافق الحيوية في الحديدة بما في ذلك الميناء.
وأكد الناطق باسم قوات المقاومة الوطنية العقيد الركن صادق دويد، الأربعاء، ما كشفت عنه “العرب” حول تقديم الحوثيين عرضا بتسليم ميناء الحديدة، مقابل بقائها في المدينة.
وقال العقيد دويد في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر “تتوسل الميليشيات الحوثية المجتمع الدولي إيقاف الحرب وتقدم عرضا بتسليم ميناء الحديدة مع بقائها في المدينة”.
وألمح دويد إلى التزام قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح بأي اتفاق للتهدئة العسكرية، مضيفا “المقاومة المشتركة التي تسيطر على أجزاء واسعة من المدينة، ستمنح فرصة للسلام وشرطها الرئيسي خروج الميليشيات من المدينة والميناء”.
وأعلن الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البريطانية عن نجاح الجهود التي قام بها وزير الخارجية جيريمي هانت الذي أكد في تصريحات صحافية على عزم بلاده مواصلة المباحثات مع شركائها “بشأن سبل دعم مجلس الأمن لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث في العملية السياسية، وتحسين الوضع الإنساني”.
وأشارت تصريحات الوزير إلى أن الجهود البريطانية تشمل “مباحثات حول مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن قبيل جلسة للمجلس لبحث الموضوع في الـ16 من نوفمبر الجاري”.
وقال هانت إن لقاءاته مع المسؤولين في كل من السعودية والإمارات، أفضت إلى موافقة “التحالف بقيادة السعودية على إجلاء الجرحى الحوثيين من اليمن إلى سلطنة عمان قبل انطلاق جولة أخرى من محادثات السلام المقترح عقدها في السويد في وقت لاحق من الشهر الجاري”.
وفي أول تعليق حوثي على التصريحات البريطانية، قال رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في تغريدة له على تويتر إن جماعته تدرس تصريحات الخارجية البريطانية، لافتا إلى وجود “تواصل مستمر مع المبعوث الأممي”.
وطالب القيادي الحوثي في تغريدته بحضور ممثل عن الحوثيين في جلسة مجلس الأمن القادمة، في إشارة إلى عمق الرهان الحوثي على هذه الجلسة التي ستقدم فيها لندن مشروع قرار أممي جديد حول اليمن.
العرب