قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستعمل كل ما يجب لكشف ملابسات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بكل تفاصيله، وإن التحقيق الدولي في القضية بات شرطا، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان النيابة العامة السعودية نتائج تحقيقاتها في القضية.
وأوضح أوغلو أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اتصل به قبل المؤتمر الصحفي للنيابة العامة السعودية بنصف ساعة، وأنه أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف أنه تركيا ستتعاون مع المجتمع الدولي لكشف ملابسات الجريمة، مؤكدا أن مقتل الصحفي السعودي وتقطيع جثته مخطط له من السعودية، وأن إجراء تحقيق دولي في الموضوع بات شرطا.
وأكد جاويش أوغلو تصميم بلاده على كشف ملابسات الجريمة، وأشار إلى أنها قدمت الأدلة لكل من أبدى رغبة في الاطلاع عليها.
في السياق ذاته، قلل مصدر تركي في تصريحات للجزيرة من تماسك الرواية السعودية الأخيرة التي وردت في نتائج التحقيق، وقال إن الفريق الذي وصل إلى إسطنبول جاء من السعودية ومعه أمر بالقتل.
التسجيلات الصوتية
وتساءل المصدر التركي: إذا كانت مهمة الفريق الذي قدم من السعودية هي التفاوض فلماذا جاء بآلات قطع ومنشار، وأضاف أن التسجيلات الصوتية التي بحوزة السلطات التركية تظهر أن جمال خاشقجي قتل خنقا.
وقال إنه لو لم تكن لدى أنقرة هذه التسجيلات، لما تغيرت الرواية السعودية نحو الاعتراف بهذه المعطيات.
وتعليقا على حديث النيابة السعودية عن تسليم صورة تقريبية للمتعاون المحلي الذي قيل إنه استلم الجثة، أضاف المصدر التركي أن من المهم أن ترسل السلطات السعودية لنا طريقة الاتصال به وهاتفه وليس صورته.
وكانت النيابة العامة قد قالت إن الفريق السعودي الذي أرسل إلى إسطنبول كان يسعى لإقناعه بالعودة، لكن قائد الفريق أمر بقتله وتم تقطيع الجثة وتسليمها إلى متعاون تركي.
11 شخصا
وقال متحدث باسم النيابة السعودية في مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس، إن النيابة وجهت التهم إلى 11 شخصا من الموقوفين في السعودية على ذمة القضية، وطالبت بعقوبة الإعدام على خمسة منهم.
وذكر المتحدث أن التحقيقات السعودية توصلت إلى أن نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية قد أمر بتشكيل فريق لإعادة خاشقجي إلى السعودية، سواء “برضاه أو بالقوة”.
وأضاف أن أسلوب الجريمة هو عراك وشجار وتقييد، ثم حقن خاشقجي بجرعة مخدرة زائدة أدت لوفاته؛ وأوضح أن الآمر بقتل خاشقجي هو قائد فريق التفاوض.
وقام الفريق السعودي -بحسب المتحدث- بتقطيع جثة خاشقجي بعد قتله ثم إخراجها من مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول حيث وقعت الجريمة، ثم تسليمها إلى متعاون محلي.
وأشار إلى أن أحد أعضاء الفريق عطّل كاميرات المراقبة في مبنى القنصلية.
المصدر : الجزيرة