الانبار و كوباني وازدواجية التحالف الدولي

الانبار و كوباني وازدواجية التحالف الدولي

 

ghhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh

ان ما تشهده اراضي العراق من تقدم عسكري واستراتيجي واندفاع لمقاتلي داعش وتحديدا في محافظة الانبار يجسد حقيقة واقعية وهي عدم اكتراث واهتمام تنظيم داعش بالضربات الجوية التي يقوم بها الحشد الدولي ضد مقاتليهم واماكن وجودهم، وبالتالي فان تقدم داعش واجتياحه لاهم منطقة استراتيجية غربي العراق يشكل انتصارا له و اخفاقا للعمليات التي تقودها الولايات المتحدة في مكافحة ومواجهة الارهاب.

  ومع هذا الموقف العسكري لا نجد اهتماما اعلاميا و سياسيا و عسكريا من قبل دول التحالف المشاركة في العمل العسكري في حين نرى ان الماكنة الاعلامية وسياسيات الاعلام العالمية تسلط الاضواء على ما يجري من احداث حول مدينة كوباني الكردية الواقعة شمال سوريا حيث التمدد و السيطرة و الاستيلاء على مساحات واسعة من المدينة و محيطها ومبانيها و المناطق المهمة فيها من قبل مقاتلي داعش مع استمرار الضربات الجوية للتحالف الدولي في محاولة لايقاف زحف و تقدم تنظيم داعش ومنع سيطرتهم بالكامل على المدينة .

وفيما تحظى كوباني بتغطية  اعلامية واسعة ووجود الصحفيين  و المراسلين الاجانب بالقرب من الحدود التركية السورية لايصال الاحداث و الوقائع التي تجري في المدينة مباشرة للعالم و معرفة ما ستؤول اليه الاحداث و ردود فعل الحكومة التركية و مواجهة الارهاب و امداداته اليها عبر سيطرة داعش على منطقة الحدود التركية السورية بعد احكامها الكامل على مدينة كوباني،يتغافل الاعلام و ادواته عن متابعة تقدم داعش في الاراضي العراقية .

 وهذه الازدواجية في التعامل مع هذا التنظيم وتوجيه الضربات له في مناطق واغفال اماكن اخرى تؤكد حقيقة ان الولايات المتحدةو حلفاءها لديهم سياسة خاصة تراعي مصالحهم وتتعامل بمعطيات يفرضها عليهم الواقع الموجود على الارض،والا فان محافظة الانبار لا تقل اهمية عن مدينة كوباني فتقدم داعش و سيطرتهم على محافظة الانبار سيحقق لهم الاهداف التالية:

  • انشاء طريق استراتيجي مهم لايصال الامدادات العسكرية الى داخل اراضي السورية ومد خطوط امدادات عسكرية للزحف و التقدم تجاه مدينة بغداد
  • السيطرة على اهم المناطق الاستراتيجية و القريبة من العاصمة بغداد
  • الاستحواذ على سد حديثة وهو اكبر سدود واهمها في المنطقة
  • السيطرة على اماكن للثروات المعدنية ومنها منطقة عكاشات الغنية بالفوسفات والتي تعتبر موردا ماليا مهما لهم
  • تمكن قوات داعش من الاستيلاء على اهم المنشآت العسكرية الكبيرة مما يوفر لهم خزينة استراتيجيا مهما من الاسلحة و الذخائر
  • تمكن قوات داعش من الاستيلاء على مباني ومراكز للشرطة في نواحي و اقضية محافظة الانبار.

ان الولايات المتحدة تتجه الى قيادة معركة بطيئة و تحقيق الفوز بها على مدى الطويل لكن من دون تكلفة مادية وبشرية على حساب الارواح و الدماء التي تزهق في العراق و سوريا واستمرار نزوح الالاف من الاهالي نتيجة استمرار العمليات القسرية و ترك منازلهم واتلاف ممتلكاتهم و الاضرار بمصالحهم.

ان نتيجة اي عمليات عسكرية ونجاحها هو ما تحققه من نتائج على الارض لا ما يقوله السياسيون و الدبلوماسيين عبر قناة الاعلام و الفضائيات و مؤتمراتهم الصحفية لان الامكانات التالية لا تتحقق الا بايرادات حقيقية و ليست مزيفة فامريكا و الغرب يريدان استنزاف العرب و هدر طاقاتهم و اموالهم واننا امام مسرحية مضحكة هزيلة تقودها الولايات المتحدة لتسلب العرب بقايا اموالهم و ثرواتهم

والا ما معنى ان يوجه الرئيس الامريكي اوباما كلمة عبر منبر الامم المتحدة مخاطبا العالم قائلا: (لا تقلقوا سيتم استخدام القوة الامريكية على عدة مراحل)!

فهل هي رسالة تطمينية موجهة لتنظيم داعش؟ هذا ما سنراه في قادم الايام!

مركز الروابط للدراسات والبحوث الاستراتيجية