موسكو ـ يجري الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني محادثات حول سوريا في مطلع العام 2019 في روسيا، بحسب ما ذكر مسؤول روسي الجمعة.
وتأتي هذه القمة في وقت تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا.
ونقلت وكالة أنباء “انترفاكس” الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله “جاء دورنا لاستضافة قمة الدول الثلاث الضامنة، بين الرئيسين التركي والإيراني ورئيسنا. وتم التوافق على عقدها في مطلع الأسبوع الأول من السنة. يتوقف ذلك على أجندة الرؤساء”.
ويأتي هذا اللقاء في إطار مفاوضات أستانا التي بدأت منذ العام 2017 حول سوريا. وترعاها الدول الثلاث، دون أي دور للولايات المتحدة. وقد تمكنت من إرساء اتفاقات وقف إطلاق نار في عدد كبير من المناطق السورية. وانطلقت هذه العملية بعدما بدأ ميزان القوى يميل بوضوح على الأرض لصالح النظام السوري الذي يحظى بدعم من موسكو وطهران. بينما تراجع الدعم الغربي للمعارضة، واقتصر الدعم التركي على مناطق معينة وعلى المساعدة في إبرام اتفاقات إجلاء من مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة السورية وتعرضت لمحاصرات خانقة من النظام.
وتقدمت عملية أستانا على حساب مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة السوريتين التي كانت ترعاها الأمم المتحدة والتي لم تنجح في إيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من 360 ألف قتيل وهجر الملايين منذ العام 2011.
وعقدت آخر قمة بين الرؤساء الثلاثة في إيران في سبتمبر.
ويتوجه وفد تركي يضم وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي آكار السبت إلى روسيا لإجراء مفاوضات حول سوريا على خلفية الانسحاب الأميركي من سوريا الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة التعليق على القرار الأميركي قائلا إنه “ينتظر أن تقترن الأفعال بالأقوال”.
وأضاف أن “الأميركيين لا ينفذون دائما وعودهم، وبعيدا عن ذلك… من الواضح أن واشنطن تريد نقل المسؤوليات على الأرض لشركائها في التحالف”.
وأعلن ترامب مؤخرا في قرار مفاجئ سحب نحو ألفي جندي أميركي من سوريا بعد تحقيقه، وفق قوله، هدف إلحاق “الهزيمة بتنظيم داعش”.
على صعيد آخر، رأى الكرملين الجمعة أن دخول الجيش السوري منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال البلاد، بعد توجيه الوحدات الكردية فيها دعوة إلى دمشق للانتشار فيها من أجل حمايتها من التهديدات التركية، أمر “إيجابي”، معتبرا أن ذلك يساهم في إرساء “الاستقرار”.
وأعلن الجيش السوري الجمعة دخول وحداته إلى منطقة منبج.
وكانت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكردية دعت “الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضاً وشعباً وحدوداً إلى إرسال قواتها المسلحة” من أجل “حماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية”.
وصعّدت تركيا خلال الفترة الماضية تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بدءاً من مدينة منبج (شمال) وصولاً إلى مناطق أخرى واسعة شمال شرق البلاد.
العرب