أعلنت جماعة الحوثي أنها سحبت قواتها من ميناء الحديدة (غربي اليمن) لتبدأ بذلك أولى خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أفضت إليه مفاوضات السويد، لكن الحكومة اليمنية شككت في الانسحاب الذي تم بحضور المراقبين الأمميين.
فقد قال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع إن قواتهم بدأت الانسحاب منذ يوم الجمعة من ميناء الحديدة تنفيذا للمرحلة الأولى من إعادة الانتشار بحسب اتفاق ستوكهولم الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الجاري خلال مفاوضات بين الحوثيين والحكومة برعاية أممية.
وسحب الحوثيون مقاتلين وعربات عسكرية من الميناء الذي تدخل منه واردات غذائية ومساعدات لملايين اليمنيين، وعهدوا بإدارة الأمن فيه لقوات خفر السواحل.
ووفق محافظ الحديدة محمد عياش (المعين من الحوثيين)، فإن قوات خفر السواحل التي تسلمت مهمة الأمن في ميناء الحديدة هي نفسها التي كانت مسؤولة عن حماية الموانئ قبل الحرب.
اتهام بالالتفاف
لكن مصدرا في الحكومة اليمنية نفى انسحاب الحوثيين من الميناء، وأكد أن تصريحات الحوثيين بشأن إعادة انتشارهم هي محاولة التفاف واضحة على ما تضمنه اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة.
كما قال مسؤولون عسكريون من القوات الحكومية، التي ترابط عند الأطراف الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة، إنهم يحتاجون وقتا للتأكد من انسحاب الحوثيين بالفعل من الموانئ. وتؤكد الحكومة على ضرورة أن تشرف اللجنة المشتركة -التي تضم الحوثيين والحكومة وبعثة المراقبة الأممية- على عمليات إعادة الانتشار.
ونص اتفاق ستوكهولم على انسحاب المقاتلين من ميناء الحديدة الرئيسي وميناءين آخرين بالمحافظة (الصليف ورأس عيسى) على أن تنسحب أيضا قوات الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي من المدينة.
وأصدر مجلس الأمن قبل تسعة أيام قرارا بالإجماع زكى اتفاق ستوكهولم، ونص على نشر مراقبين أمميين، وقد انتشر المراقبون بالفعل في الحديدة.
حضور المراقبين
وقالت وكالة رويترز إن المراقبين بقيادة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامرت راقبوا انسحاب القوات التابعة للحوثيين من ميناء الحديدة.
وفي اتصال مع الجزيرة، تساءل الصحفي اليمني سامي الأهدل عما إذا كان حضور كامرت عملية الانسحاب إقرارا بأن الحوثيين ينفذون الاتفاق. وظهر كامرت خلال عملية الانسحاب مع محافظ الحديدة الحوثي محمد عياش.
وكانت الأمم المتحدة قالت إن فريق المراقبين سيضم ما بين ثلاثين وأربعين فردا غير مسلحين ولا يرتدون زيا موحدا، وستولى الفريق تقديم الدعم للإدارة وعمليات التفتيش في موانئ المحافظة، وسيعزز وجود الأمم المتحدة في المدينة.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في الحديدة الأربعاء قبل الماضي، ومنذ ذلك الحين وقعت اشتباكات محدودة، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق.
وإذا التزام طرفا الصراع بالاتفاق، فسيسمح ذلك بتدفق المواد الغذائية والمساعدات عبر الموانئ إلى الحديدة ومناطق أخرى باليمن المهددة بالجوع، فضلا عن فتح الطرق، خاصة بين الحديدة وصنعاء.
المصدر : الجزيرة + وكالات