بغداد – لم تخل الدعوة إلى محاسبة وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم على تصريحات سياسية تخص القضية الفلسطينية من المزايدات السياسية في البلد الذي لم تكتمل فيه بعد عملية تشكيل حكومته الجديدة.
ويتوجه ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي إلى دعوة البرلمان للانعقاد للتصويت على إقالة وزير الخارجية على خلفية دعمه لمبدأ حل الدولتين لإنهاء الأزمة الفلسطينية.
ورغم نفي مكتب الحكيم تصريحات له بشأن التطبيع مع إسرائيل وتأكيده على التمسك بـ”موقف العراق من القضية الفلسطينية، والمستند إلى المبادرة العربية للسلام لعام 2002″، إلا أن الدعوات لإقالة الوزير من منصبه لم تتوقف خاصة من الخصوم السياسيين الذين لم ينالوا نصيبا من التشكيل الحكومي.
ويقول مراقبون إن الدعوات المتتالية لإقالة الحكيم تدخل في سياق المزايدات السياسية لحلفاء إيران في العراق.
وأكد وزير الخارجية العراقي في مؤتمر صحافي عقده ببغداد يوم الخميس أن العراق يؤمن بضرورة حل الدولتين، وان بغداد لعبت دورا محوريا في رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة.
واعتبرت كتل سياسية عراقية تصريحات الحكيم بمثابة اعتراف بإسرائيل، ودعا ائتلاف دولة القانون، السبت، إلى عقد اجتماع عاجل للبرلمان والتصويت على إقالة وزير الخارجية على خلفية موقفه من القضية الفلسطينية.
وقال رئيس الكتلة في البرلمان خلف عبدالصمد في بيان، “نعبر عن استغرابنا الشديد لموقف الخارجية إزاء القضية الفلسطينية التي يعتبرها العراق القضية العربية المحورية منذ عقود، ونعتبر الموقف لا يمثل الشعب العراقي ولا القوى السياسية”.
وأردف “الموقف مستهجن وشكل إهانة لكل المساعي العراقية من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني”.
ودعا عبدالصمد، رئيس الوزراء العراقي إلى “فتح تحقيق عاجل ومعرفة ملابسات التصريح الذي أدلى به الوزير”.
وتابع “إذا كان التصريح فرديا لابد من إقالة الوزير وإذا كان التصريح عبر عن موقف الحكومة العراقية فلابد من عقد اجتماع عاجل للكتل السياسية لاتخاذ موقف موحد إزاء هذا التوجه الخطير”.
بدوره، كشف النائب وجيه عباس عن تحالف البناء (150 مقعدا) في تصريح لعدد من الصحفيين في بغداد، السبت، عن جمع توقيعات لاستجواب “الحكيم” في البرلمان ومساءلته على تصريحاته بشأن حل الدولتين.
وأكدت وزارة الخارجية العراقية، الخميس، في تصريح نشرته على تويتر “موقف العراق التاريخي والمبدئي من القضية الفلسطينية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير الأرض والإنسان وإقامة دولة مستقِلة وعاصمتها القدس”.
كما أشارت إلى “دعم العراق مبادرات السلام العربية والدولية ومنها مبادرة السلام العربية التي سبق أن طرحت في قمة بيروت 2002، وأصبحت بنداً دائماً على جدول أعمال القمم العربية اللاحقة”.
العرب