نيويورك تايمز: من يتحدث باسم أميركا؟

نيويورك تايمز: من يتحدث باسم أميركا؟

تقول صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دأبت على توجيه رسائل “متضاربة”، مما يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها وينم عن صراع بداخلها، وتساءلت عمن يتحدث باسم البلاد.

وتضرب أمثلة على تضارب الرسائل ببيانات “ناسفة للمبادئ والمعايير” ظل يصدرها الرئيس، سواء تعلقت بمستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أو الوفاق مع روسيا أو الحرب التجارية مع الصين، بينما يعمل كبار مستشاريه خلف الكواليس على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه.

وتضع الصحيفة في مقال لهيئة تحريرها “النهج المتقلب” لترامب إزاء الصراع في سوريا في خانة لوحدها، فالرئيس “صعق” العالم الشهر الماضي بقراره سحب كل القوات الأميركية البالغ قوامها ألفي جندي من سوريا في غضون ثلاثين يوما، لكن سرعان ما بدأت إدارته في التراجع تقريبا عن تلك الخطوة.

وتضيف أنه بينما كان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون يزور إسرائيل في عطلة نهاية الأسبوع، طرأ تغيير في قرار الرئيس. فقد حدد بولتون شروطا للانسحاب من بينها إلحاق هزيمة قاضية بتنظيم الدولة الإسلامية، والحصول على ضمانات من تركيا بعدم استهداف حلفاء أميركا الأكراد

قوات أميركية
بعبارة أخرى حسب هيئة تحرير الصحيفة، فإن القوات الأميركية ستبقى هناك لشهور أو سنوات، أو إلى أجل غير مسمى.

وتشير إلى تغريدة لترامب أمس الاثنين، يشدد فيها على أن مواقف مساعديه “لا تختلف عن بياناتي الأصلية”. لكن من يصدق الشعب والعالم من مسؤولي الإدارة: الرئيس أم من هم دونه؟ تتساءل نيويورك تايمز.

وتقول الصحيفة إنه إلى جانب فقدان أميركا لمصداقيتها، والأضرار الجانبية التي تلحق بها جراء كل تلك الفوضى، بما في ذلك تنحي وزير الدفاع جيمس ماتيس وبريت ماكغورك المسؤول بوزارة الخارجية عن إدارة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.

وتضيف أن ماتيس وماكغورك استقالا من منصبيهما احتجاجا على أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة -ترامب- بسحب القوات من سوريا، وهو القرار الذي قد يُعد لاغيا الآن. أو ربما الأمر ليس كذلك، ذلك أن مسؤولا في الإدارة أعرب عن اعتقاده بأن قرار الانسحاب يظل قائما، وهو ما يشي بوجود صراع داخل الإدارة، وفقا للصحيفة.

تصريحات متضاربة
ومع أن هيئة تحرير “نيويورك تايمز” لا ترى ضرورة لبقاء القوات الأميركية في سوريا إلى الأبد، فإنها لا تؤيد سحبها استنادا إلى تغريدة على تويتر.

وتضيف أن هذه السلسلة من التصريحات المتضاربة من جانب مسؤولي إدارة ترامب تثير أسئلة تصفها الصحيفة بالمقلقة، مثل: من الذي يتحدث باسم الولايات المتحدة؟ وهل أحبط فريق الأمن القومي القائد الأعلى للقوات المسلحة؟

وتمضي الهيئة في مقالها إلى أن “ولع ترامب القديم بنشر أخبار زائفة” جعل أصدقاء أميركا في حيرة من أمرهم إزاء من يصدقون، وعليهم الآن أن يتعاملوا مع رئيس تتعرض قراراته على الأرجح للنقض أو إعادة التوجيه من جانب مستشاريه.

المصدر : نيويورك تايمز,الجزيرة