أوقعت أجهزة الأمن العراقية عددا من خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي في البلاد بعد تنفيذ خطط لاختراقها وتفكيكها، إمّا بالاعتقال أو القتل. واستغلّت الاستخبارات العسكرية العراقية معلومات حصلت عليها من معتقلين من عناصر “داعش”، فضلا عن الاستعانة بمتعاونين مدنيين، استطاعوا اختراق تلك الخلايا والإيقاع بها.
وبحسب مسؤول استخباري رفيع المستوى، فإنّ “الاستخبارات العسكرية العراقية استعانت بما لديها من قاعدة بيانات حول عناصر التنظيم في المحافظات التي كانت خاضعة لسيطرته، ومعلومات أخرى حصلت عليها من قبل معتقلين من عناصر التنظيم، ووضعت خططا لاختراق خلايا التنظيم”.
وقال المسؤول لـ”العربي الجديد” إنّه “تم الترتيب مع متعاونين من المدنيين، تربطهم علاقات معرفة أو قرابة مع عناصر “داعش” الذين كانوا في مناطقهم”.
وأضاف أنّ “التعامل مع هؤلاء المتعاونين تمّ بسرّية تامة، واستطاعوا اختراق عدد من الخلايا، خاصة في الموصل وصلاح الدين تحديدا”، مبينا أنّه “وفقا للمعلومات التي حصلنا عليها من المتعاونين، تمكنّا من اختراق نحو خمس خلايا، خلال الفترة السابقة، وتمت الإطاحة بها”.
وأوضح: “بعض تلك الخلايا تم تفكيكها واعتقال عناصرها، وأخرى تمت المواجهة معها وقتل أفرادها”، مبينا أنّ “هذه الاستراتيجية الأمنية أثبتت نجاحا، ونعمل على تطويرها من خلال معلومات إضافية حصلنا عليها من اعتقال عناصر تلك الخلايا”.
وتعمل القوات العراقية بمختلف صنوفها على القضاء على التنظيم الإرهابي، بعدما نشطت خلاياه في عدد من المحافظات المحرّرة، واستطاعت تنفيذ أعمال عنف فيها.
في غضون ذلك، وصلت، اليوم الأحد، قوة خاصة إلى محافظة ديالى (إلى شمال شرق بغداد) لتعقّب قادة وعناصر التنظيم.
وقال مسؤول عسكري في قيادة عمليات دجلة (وهو التشكيل العسكري المسؤول عن أمن ديالى وكركوك)، لـ”العربي الجديد”، إنّ “القوة أرسلتها بغداد إلى أطراف المحافظة، وتحديدا في المحور الشمالي الشرقي للمحافظة”.
وأوضح أنّ “القوة ستنفّذ عمليات أمنية واستخبارية لتعقّب خلايا التنظيم في مناطق تواجدها”، مبينا أنّ “القوة مدرّبة على تنفيذ عمليات التسلل الليلي لتنفيذ المهام”.
ويؤكد مسؤولون ووجهاء محليون أهمية فتح وتدعيم التعاون الاستخباري مع المواطنين، وتسخيره بما يخدم المهام العسكرية.
وقال الشيخ عادل الشمري، وهو أحد شيوخ محافظة نينوى، لـ”العربي الجديد”، إنّ “التنسيق الاستخباري مع المواطنين خطوة ستثبت نجاحا في القضاء على خلايا داعش”، مبينا أنّ “الكثير من الأهالي أدلوا بمعلومات عن عناصر التنظيم تمت الاستفادة منها عسكريا”.
وشدّد الشمري على “أهمية الحفاظ على سرّية التعاون بين المواطنين والأجهزة الاستخبارية”.
وتخوض القوات الأمنية العراقية حراكا واسعا على مستوى الداخل والجبهات، لقطع الطريق أمام محاولات تنظيم “داعش” الإرهابي تنفيذ أعمال عنف جديدة.
العربي الجديد