اعتبر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء أن رفض البرلمان البريطاني الاتفاق المبرم بين لندن وبروكسل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست)، يزيد من مخاطر الخروج منه دون اتفاق.
وصوّت أمس 432 نائبا ضد الاتفاق مقابل 202 فقط، في أسوأ هزيمة برلمانية تمنى بها حكومة في تاريخ بريطانيا الحديث، مما أثار اضطرابا سياسيا قد يؤدي إلى خروج البلاد من الاتحاد دون ترتيب أو حتى عدم الخروج.
ومع اقتراب موعد الخروج المقرر في 29 مارس/آذار، تحاول المملكة المتحدة التوصل لقرار بشأن كيفية الخروج من المشروع الأوروبي الذي انضمت له عام 1973، أو حتى بشأن ما إذا كانت ستنسحب من التكتل أصلا.
المواقف
رئيس المفوضية الأوروبية جاون كلود يونكر دعا بريطانيا إلى توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك الكثير من الوقت.
وأضاف أن اتفاق الخروج هو تسوية منصفة ويشكل أفضل اتفاق ممكن، ويحد من آثار بريكست المسيئة على المواطنين والشركات في مجمل أنحاء أوروبا، مؤكدا أنه يشكل الحل الوحيد لضمان خروجٍ منسقٍ لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتابع أن “مخاطر خروج بريطانيا بشكل غير منظم تزايدت مع التصويت”، مشيرا إلى أن المفوضية الأوروبية ستواصل أعمالها بشكل طارئ للمساعدة في ضمان أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدا بشكل كامل لذلك.
رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، تساءل قائلا “إذا كان من المتعذر التوصل إلى اتفاق، ولا أحد يريد أن يكون هناك أي اتفاق، إذن من سيتحلى بالشجاعة لقول ما السبيل الوحيد الإيجابي؟”.
كبير المفاوضين الأوروبيين بشأن “بريكست” ميشال بارنييه، اعتبر اليوم أن مخاطر خروج بريطانيا دون اتفاق “لم تكن أعلى مما هي عليه الآن”.
وكان قد صرح الثلاثاء أن “الحكومة البريطانية يعود إليها الآن قول ما المرحلة المقبلة؟ الاتحاد الأوروبي سيبقى موحدا ومصمما على التوصل إلى اتفاق”.
وفي ألمانيا، اعتبر وزير الخارجية هيكو ماس أن تأخير موعد بريكست إلى ما بعد 29 مارس/آذار “لن يكون له أي معنى” بعد تصويت البرلمان البريطاني.
من جهته، اعتبر أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “أنه يوم مرير لأوروبا. جميعنا مستعدون بشكل جيد، لكن بريكست قاسيا سيكون الخيار الأقل جاذبية للاتحاد الأوروبي وبريطانيا”.
وأعربت أنغريت كرامب كارنباور زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي -والخليفة المحتملة لميركل- عن “الأسف العميق” للقرار البريطاني.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر أن “الضغط بات لديهم” في إشارة إلى البريطانيين، مؤكدا على أهمية التفاوض معهم حول فترة انتقالية، لأن البريطانيين لا يمكنهم تحمل أن تتوقف الطائرات عن الإقلاع أو الهبوط على أراضيهم، كما أن متاجرهم تؤمن إمدادات بنسبة 70% من أوروبا القارية.
الوزيرة الفرنسية المكلفة بالشؤون الأوروبية ناتالي لوازو، قالت إن إرجاء موعد بريكست المقرر في 29 آذار/مارس “ممكن قانونيا وتقنيا” إذا طلب البريطانيون ذلك.
وفي إيرلندا، أكدت الحكومة أنها ستكثف استعداداتها لاحتمال حصول بريكست دون اتفاق، وقال بيان صادر عن دبلن “للأسف، نتيجة تصويت الليلة تزيد من مخاطر بريكست غير منظّم. وبالتالي، فإن الحكومة ستستمر في تكثيف استعداداتها لمثل هذه النتيجة”.
رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي أكد أن بلاده ستواصل العمل مع مؤسسات الاتحاد ودوله، في انتظار أن توضح الحكومة البريطانية نواياها للمرحلة المقبلة.
المستشار النمساوي سيباستيان كورتز اعتبر أنه لن تكون هناك إعادة تفاوض على اتفاق الخروج في مطلق الأحوال.
وليس بعيدا عن ذلك، رأى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن “خروجا غير منظم سيكون سلبيا للاتحاد الأوروبي وكارثيا على بريطانيا”.