استمرت اليوم المظاهرات المناهضة للحكومة السودانية بعد يوم شهد مقتل شخصين وجرح ثمانية آخرين على يد قوات الأمن بالعاصمة الخرطوم، يتزامن ذلك مع إعلان لجنة أطباء السودان المركزية إضرابا بجميع مستشفيات البلاد ومقاطعة المستشفيات العسكرية، ودعوات داخل مجلس الأمن لاحترام حق التظاهر والتحقيق في “أعمال العنف”.
فقد فضّت الشرطة السودانية اليوم تجمعا لمتظاهرين أمام أحد المستشفيات بوسط الخرطوم استمر حتى الساعات الأولى من الصباح على خلفية مقتل اثنين من المحتجين أحدهما طبيب.
وردد المحتجون هتافات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل، ورفعوا شعارات تنادي بإسقاط الحكومة وتنحّي الرئيس عمر البشير، كما طالبوا بتدخل الجيش السوداني.
كما ذكرت وكالة رويترز نقلا عن شهود عيان أن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية صوب مشيعين خارج منزل محتج، يدعى معاوية عثمان (60 عاما)، في حي بري بوسط الخرطوم توفي صباح اليوم متأثرا بجروح أصيب بها الليلة الماضية، ليرتفع عدد قتلى مظاهرات أمس إلى ثلاثة.
قتلى وإضراب
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة قد أكدت سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، بعضهم إصابته خطرة، بالرصاص الحي خلال مظاهرات الخميس في العاصمة. وذكرت في بيان لها أن السلطات منعت فرقاً طبية من دخول حي بُري لإسعاف المصابين.
كما دعت اللجنة إلى إضراب عام بمستشفيات البلاد وسحب جميع الأطباء المنتمين لها من العمل في المستشفيات العسكرية أو المملوكة لرموز وقيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وقالت إنها ستقدم الخدمة بعيداً عن “مشافي النظام”، دون مزيد من التفاصيل.
وكان “تحالف أطباء الثورة السودانية” قد دعا بدوره أمس إلى إضراب شامل في عموم مستشفيات البلاد، وقال إن الأطباء سيلتزمون بتغطية الطوارئ فقط، والوجود في الميادين لإسعاف المتظاهرين.
على صعيد آخر، قالت وكالة السودان للأنباء -في تغريدة عبر حسابها في تويتر- إن مجلس الوزراء أصدر قراراً بزيادة أجور العاملين بالقطاع العام، بعد أن انتهت المالية من الإجراءات الفنية.
وأضافت الوكالة أن “الاتحاد العام لنقابات عمال السودان” أوضح أن القرار سُلم لديوان شؤون الخدمة لإصدار المنشور المفصل لزيادات الأجور، وفقا للدرجات الوظيفية.
وأفاد مراسل الجزيرة نت بأن العضو البارز في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم محمد هاشم استقال “احتجاجا على العنف والقتل وسيلان الدماء”. وقد شغل هاشم منصب نائب رئيس المجلس التشريعي للولاية قبل أن يعمد حزب المؤتمر الوطني إلى الإطاحة به من المنصب.
استخدام للقوة
سياسيا، واجه السودان دعوات من دول غربية في مجلس الأمن الدولي لاحترام حقوق المتظاهرين والتحقيق في أعمال العنف والاستخدام “غير المقبول للقوة” من قبل قوات الأمن.
وأثارت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول مخاوف جدية بشأن أعمال العنف، في حين رأت روسيا أن الاحتجاجات “شأن سوداني” يجب عدم مناقشته في مجلس الأمن.
يشار إلى أن احتجاجات أمس كانت قد أسفرت عن مقتل شخصين – طبيب وطفل- في الخرطوم، وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن الطفل يدعى محمد عبيد، أما الطبيب فيدعى بابكر عبد الحميد، وأنهما “توفيا نتيجة إصابتهما بطلقات نارية في الرأس”.
وقد بدأت المظاهرات المناهضة لحكومة البشير يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي احتجاجا على الوضع الاقتصادي والمعيشي، وقتل خلالها 24 شخصا بحسب حصيلة رسمية، في حين تتحدث منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية عن مقتل 40 على الأقل، بينهم أطفال وأفراد طواقم طبية.
المصدر : الجزيرة + وكالات