أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده على إثر إعلان زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد واعتراف كل من الولايات المتحدة وكندا ومنظمة الدول الأميركية به.
وقال مادورو أمام حشد من أنصاره تجمعوا عند القصر الرئاسي “أمام الشعب والأمة والعالم أعلن باعتباري الرئيس الدستوري قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة الأميركية الإمبريالية”.
وتابع الرئيس الفنزويلي “تقود الحكومة الإمبريالية للولايات المتحدة عملية لفرض تعيين حكومة دمية تخدم مصالح واشنطن”. وأضاف “لكن الأمر بيد الشعب الذي يختار رئيسه”.
واستطرد الرئيس الاشتراكي قائلا “لديهم الرغبة في أن يحكموا فنزويلا من واشنطن”، ملقيا باللائمة وراء مثل هذه التحركات على “الحماقة الشديدة من (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب ضد فنزويلا”.
ومنح مادورو موظفي البعثة الدبلوماسية الأميركية مهلة 72 ساعة لمغادرة فنزويلا.
من جهته، أكد وزير الدفاع في فنزويلا عدم اعتراف الجيش بخطوة غوايدو الذي نصب نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد.
وفي كلمة أمام آلاف المتظاهرين المطالبين برحيل مادورو رفع غوايدو يده اليمنى وأدى القسم رمزيا، وأكد أن الدستور يكفل له ذلك إلى حين الدعوة لإجراء انتخابات جديدة.
وأضاف “أعلم أنه ستكون هنالك تداعيات لذلك، ولكن لتحقيق هذه المهمة (إسقاط مادورو) وصياغة الدستور الذي نحتاج إليه فإننا نحتاج إلى اتفاق ودعم كل الفنزويليين”.
وقد أمرت المحكمة العليا الفنزويلية -وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد وتتألف من قضاة يعتبرون مؤيدين للنظام- بإجراء تحقيق جنائي ضد نواب البرلمان متهمة إياهم بـ”مصادرة” صلاحيات الرئيس مادورو.
واشنطن تعترف
وعلى الفور قال البيت الأبيض -في بيان- إنه يعترف بغوايدو.
وبحسب البيان، فإن الجمعية الوطنية الفنزويلية المنتخبة من قبل الشعب التي يرأسها خوان غوايدو أعلنت أن تنصيب نيكولاس مادورو قبل أسبوعين رئيسا لفنزويلا لفترة ثانية غير شرعي، وأن منصب الرئاسة شاغر بناء على ذلك.
ودعا الرئيس ترامب الدول الغربية إلى الانضمام إليه في الاعتراف بغوايدو، وقال إن إدارته ستستخدم كافة إمكانات قوتها الاقتصادية والدبلوماسية من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا، كما دعا مادورو إلى التنحي.
بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “الجيش الفنزويلي إلى دعم الديمقراطية في البلاد”، وأكد بومبيو -في بيان- أن واشنطن مستعدة لتوفير مساعدات إنسانية لشعب فنزويلا متى اقتضت الضرورة.
وحذرت الولايات المتحدة من أن “كل الخيارات” ستكون مطروحة إذا استخدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوة في المواجهة مع قادة المعارضة.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية للصحفيين “إذا اختار مادورو وزمرته الرد بعنف وإذا اختاروا إيذاء أي عضو من أعضاء الجمعية الوطنية فكل الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالإجراءات التي يتعين اتخاذها”.
ولم يستبعد المسؤول -طالبا عدم الكشف عن اسمه- تدخلا عسكريا من نوع ما، ومع ذلك ركز على ما قال إنها ستكون تدابير اقتصادية قوية ضد مادورو.
كما أعلنت منظمة الدول الأميركية (تضم 35 دولة في أميركا الشمالية والجنوبية) اعترافها بالرئيس المؤقت.
وقال رئيس المنظمة لويس ألماغرو عبر تويتر “تهانينا للرئيس المؤقت لفنزويلا غوايدو، أنت تحظى باعترافنا لكي تمضي قدما في سبيل استعادة الديمقراطية”.
من جانبه، قال مسؤول في وزارة الخارجية الكندية إن بلاده ستحذو حذو الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأميركية والبرازيل وباراغواي في الاعتراف بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد.
وبينما قالت فرنسا إنها تتشاور مع شركائها الأوروبيين قبل إعلان موقفها من تطورات فنزويلا أعرب رئيس المفوضية الأوروبية دونالد تاسك عن أمله في أن “تدعم كل أوروبا القوى الديمقراطية في فنزويلا”.
وأكد تاسك أنه “على عكس مادورو فإن البرلمان الفنزويلي وخوان غوايدو يملكان السلطة الديمقراطية التي منحها مواطنو فنزويلا”.
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى “الإنصات لصوت الشعب الفنزويلي”، وطالب بانتخابات “حرة”.
دعم لمادورو
في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة المكسيكية إن بلاده تؤيد نيكولا مادورو رئيسا لفنزويلا، مؤكدا “نعترف بالسلطات المنتخبة وفقا للدستور الفنزويلي”.
من جهته، قال أندريه كليموف نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي إن روسيا تعترف بمادورو رئيسا لفنزويلا ولن يكون هناك أي تغيير في موقفها. وأكد كليموف أن مادورو تم انتخابه بشكل قانوني رئيسا لفنزويلا.
ودفعت كل من الحكومة والمعارضة في فنزويلا بمؤيديها إلى الشارع وسط أجواء بالغة التوتر بعد يومين على تمرد لعسكريين تم قمعه.
ومساء الثلاثاء قتل أربعة أشخاص على الأقل في اضطرابات سبقت مظاهرات طالبت باستقالة رئيس البلاد نيكولاس مادورو.
وأدى مادورو اليمين الدستورية قبل أيام بعد فوزه بفترة ولاية جديدة مدتها ست سنوات في انتخابات أجريت في 20 مايو/أيار 2018، لكن منافسيه الرئيسيين رفضوا نتائج الانتخابات معتبرين أن مخالفات واسعة النطاق شابتها.
المصدر : الجزيرة + وكالات