ذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن ظهور مرتزقة روس في العاصمة السودانية الخرطوم، من خلال التقارير الإعلامية والصور؛ تثير المخاوف من أن الكرملين يعمل على دعم نظام الرئيس عمر حسن البشير، في ظل الاحتجاجات التي باتت تطالب بإسقاط نظامه، لكن وزارة الخارجية نفت مشاركة الروس في فض الاحتجاجات.
وتقول الصحيفة إن تلك التقارير والصور جاءت مع تصاعد الاحتجاجات ضد الحكومة التي تواجه أكبر تهديد منذ أن وصل النظام إلى الحكم قبل ثلاثين عاما.
وتتابع الصحيفة أن انتشار قوات روسية تأتي في ظل مساعي روسيا لتطوير العلاقات التجارية والأمنية مع السودان، مشيرة إلى أن موسكو أجازت إنشاء مشاريع الطاقة الذرية في الكونغو ونيجيريا والسودان.
ونقلت مواقع سودانية عن مراقبين وشهود عيان أن شاحنة روسية الصنع تحمل رجالا من ذوي البشرة البيضاء يرتدون الزي الأخضر المموه، ظهرت في إحدى أحياء الخرطوم.
ويعتقد بعض المراقبين أن هؤلاء الجنود متعاقدون عسكريون روس من مجموعة “فاغنر” المنوط بها حراسة الذهب السوداني واليورانيوم ومناجم الماس، بالإضافة إلى منشآت الطاقة الذرية، كما ذكرت وسائل الإعلام الروسية في وقت سابق أن “فاغنر” تدرب القوات المسلحة السودانية.
وعملت تلك القوة على تدريب القوات الخاصة التي وصلت الخرطوم قبل أيام، وجرى تسكينها في مناطق بجبل أولياء وغرب أم درمان، ومهمتها التدخل لأي طارئ في ما يتعلق بالاحتجاجات الأخيرة.
وبحسب مجلة “سمول وور”، فإن “فاغنر” شركة مقاولات عسكرية روسية خاصة مسجلة في “هونغ كونغ”، كما تذكر المجلة أنها ليست مستقلةً بشكل كامل، بل هي امتداد للمخابرات العسكرية الروسية.
وجدير بالذكر أنه سبق للرئيس السوداني عمر البشير طلب الحماية من روسيا في مواجهة الولايات المتحدة، حيث جاء ذلك في مستهل زيارة قام بها البشير إلى روسيا، والتقى فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.
لكن روسيا نفت –على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا- ما تناقلته وسائل الإعلام البريطانية بشأن عمل شركات أمنية روسية في السودان، ومساعدتها السلطات في فض الاحتجاجات، ووصفتها بأنها “أخبار وهمية”.
وأشارت إلى أنه، حسب معطيات الخارجية الروسية، فإن الشركات الأمنية الروسية في السودان هي شركات خاصة، لا تربطها علاقة بالحكومة الروسية.
وأضافت أن وظيفتها محددة، وهي تحضير الكوادر لقوات الأمن في جمهورية السودان.
واندلعت المظاهرات في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي احتجاجا على تدهور الأحوال الاقتصادية، ورفع المتظاهرون لاحقا سقف مطالبهم بالدعوة إلى رحيل نظام البشير.
المصدر : مواقع إلكترونية,تايمز