أحداث فنزويلا.. الحكاية من البداية

أحداث فنزويلا.. الحكاية من البداية

حمل يوم وفاة رئيس فنزويلا السابق هوغو تشافيز في 5 مارس/آذار 2013، سائق الحافلات سابقا نيكولاس مادورو إلى سدة الحكم، في تلك الدولة التي تعد من بين أكثر دول أميركا اللاتينية تمدنا، كما أنها تمتلك مخزونا هائلا من النفط فضلا عن كميات كبيرة من الفحم والحديد والذهب.

ولاية رئاسية أولى
يوم 14 أبريل/ نيسان 2013 فاز مادورو في انتخابات الرئاسة، لكن البلاد دخلت في عهده حالة ركود اقتصادي، بسبب هبوط أسعار النفط الذي تزامن مع أزمة اقتصادية كان أبرز جوانبها النقص الكبير في السلع الأساسية وارتفاع معدل التضخم.

المعارضة تفوز بالانتخابات
في أواخر عام 2015، تمكنت المعارضة من الفوز في الانتخابات النيابية، وبدأ الصراع المحموم بين الرئيس والبرلمان، لكن المعارضة لم تتمكن من الإطاحة به.

الجمعية التأسيسية
وفيما بعد، دفعت مادورو خسارة الأغلبية في البرلمان إلى الدعوة في 30 يوليو/تموز 2017 إلى انتخاب الجمعية التأسيسية، التي سارت بخط مواز للبرلمان وتمتعت بصلاحيات واسعة ومفتوحة، تبدأ من تغيير الدستور وتنتهي بحل الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.

وقد تم تنصيب الجمعية الجديدة رسميا في 4 أغسطس/آب 2017، في خطوة اعتبرها معارضوه التفافا على البرلمان، وقد أسند للهيئة الجديدة مراجعة الدستور وتعديله، كما تمتعت بصلاحية حل البرلمان المنتخب.

ولاية رئاسية ثانية
وعلى عكس ما توقعه كثيرون، من أن هذا الرئيس “المثير للجدل” لن يتمكن من البقاء في سدة الحكم، فإنه رغم كل التحديات التي واجهت حكومته تمكن من الفوز في انتخابات مايو/أيار 2018 بولاية رئاسية ثانية، ووصفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلك الانتخابات بالمزورة.

ووفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن نجاح مادورو في البقاء كان بفضل محافظته على إرث سلفه تشافيز حيّا، وهي الخطوة التي لاقت ترحيبا من أولئك الذين استفادوا من خطط الحد من التمييز والفقر.

احتجاجات وهجرة
إعادة انتخاب مادورو لولاية رئاسية ثانية مدتها ست سنوات، تسبب في تكريس الانقسام في البلاد، وتصاعدت على إثر ذلك الاحتجاجات وسط أزمة اقتصادية خانقة نتج عنها تدهور في قيمة العملة وشح في المواد الغذائية

كما فرضت الخارجية الأميركية عقوبات اقتصادية عدة على إدارة الرئيس مادورو، وزادت نتيجة ذلك عمليات الهجرة عبر الحدود للدول المجاورة.

محاولة اغتيال
وفي الخامس من أغسطس/آب الماضي، قال مادورو إنه نجا من محاولة اغتيال باستخدام طائرات مسيرة مفخخة، ووقع الحادث حين كان الرئيس يتحدث أثناء حدث عسكري في العاصمة كراكاس.

واتهم مادورو كولومبيا وعناصر في الولايات المتحدة بتحريك “مؤامرة يمينية” لقتله.

وفي السياق ذاته وبعد المحاولة بأيام، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب عقدوا اجتماعات سرية العام الماضي مع ضباط متمردين من الجيش في فنزويلا، لمناقشة خطط من أجل الإطاحة بمادورو.

عملة جديدة
وفي محاولة لمواجهة أزمة التضخم -الذي توقع صندوق النقد الدولي أن يصل إلى مليون في المئة- أصدرت السلطات في أغسطس/آب الماضي عملة جديدة سمتها “البوليفارات السيادية”، حيث ألغى الرئيس مادورو خمسة أصفار من قيمة العملة القديمة “سترونغ بوليفار”، ومنحها هذا الاسم الجديد.

عزلة
وعقب أداء مادورو اليمين الدستورية لولاية ثانية أمام المحكمة العليا المؤيدة للحكومة في 10 من الشهر الجاري، أعلن جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي أن بلاده لا تعترف بسلطات الرئيس الفنزويلي، ووصفه بأنه “طاغية”.

وأضاف بولتون في بيان أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية ضد نظام مادورو “غير القانوني”، لاستعادة الديمقراطية في فنزويلا.

كما أعلن عدد من الدول قطع أو تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع كراكاس.

رئيس مؤقت
عقب ذلك، أعلن خوان غوايدو زعيم الكونغرس الفنزويلي الذي تتزعمه المعارضة إنه مستعد لتولي رئاسة البلاد بشكل مؤقت والدعوة لإجراء انتخابات، وذلك بعد يوم واحد من أداء مادورو اليمين لفترة ثانية.

وقال غوايدو إنه لن يتولى الرئاسة إلا بتأييد القوات المسلحة، ودعا أيضا إلى تنظيم احتجاجات في 23 يناير/كانون الثاني الذي يوافق الذكرى السنوية لسقوط نظام الحكم الدكتاتوري العسكري عام 1958.

إزاحة مادورو
ويوم الاثنين 21 من الشهر الجاري، قالت الحكومة الفنزويلية إنها اعتقلت مجموعة من العسكريين لسرقتهم أسلحة من موقع تابع للحرس الوطني، لاستخدامها للإطاحة بالرئيس مادورو.

غوايدو رئيسا بالوكالة
ويوم أمس الأربعاء، أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي -الذي تسيطر عليه المعارضة- خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.

وأثار الإعلان انقساما دوليا، فبينما سارعت الولايات المتحدة وعدة دول في أميركا اللاتينية للاعتراف به، أعلنت دول أخرى -على غرار روسيا وتركيا- دعمها للرئيس مادورو.

موقف الجيش
أما الجيش فقد رفض إعلان غوايدو، وقال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو إن “جنود الوطن لا يقبلون برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه ذاتيا بشكل غير قانوني، الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية”.

وعلى إثر ذلك، أمرت المحكمة العليا الفنزويلية -وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد وتتألف من قضاة يعتبرون مؤيدين للنظام- بإجراء تحقيق جنائي ضد نواب البرلمان، متهمة إياهم بـ”مصادرة” صلاحيات الرئيس مادورو.

كما أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده.

الجزيرة