بيروت – أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران حسن نصر الله أن عقدتين ما زالتا تحولان دون تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد أشهر من الجدل السياسي لكن هناك جهودا استثنائية لحلها.
ولم يتمكن الساسة اللبنانيون من الاتفاق على حكومة جديدة منذ انتخابات أجريت في مايو حيث تختلف مواقف الفرقاء السياسيين بشأن توزيع الحقائب الوزارية وبشأن تولي أحد الاشخاص السنة المقربين من حزب الله منصبا وزاريا مما يزيد اقتصاد البلاد اضطرابا.
وقال نصر الله في مقابلة مع قناة الميادين “يجب أن تشكل الحكومة ولا خيار غير ذلك, ولكي لا أكون متفائلا أو متشائما هناك مساع جدية, في شغل ليل نهار”.
وأضاف “ما زال هناك عقدتين, في توزير الوزير من اللقاء التشاوري وفي توزيع الحقائب. العقدتان مازالتا موجودتين لكن خلال الايام القليلة الماضية وليلة الجمعة والسبت حصل جهدا استثنائيا وفي محاولة لإيجاد حلول لهاتين العقدتين, هل نصل إلى نتيجة أو لا ؟ هذا يحتاج إلى دعاء.”
وكان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الأسبوع الماضي بعد اجتماعه مع شخصيات سياسية بارزة قد أشار إلى أن الأمور بدأت “تتبلور ايجابيا” وأعرب عن أمله في حل القضية الأسبوع المقبل.
وحذّر نصر الله في المقابلة التلفزيونية إسرائيل من “التمادي” في ضرباتها على سوريا، وذلك بعد أسبوع من استهدافها مواقع سورية عدة، منبّهاً من أخذ المنطقة إلى “مواجهة كبرى” لم يستبعد أن تصل إلى تلّ أبيب.
نصر الله: “في أي لحظة يمكن أن يُتّخذ قرار بتعاط مختلف مع الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، من جانب القيادة السورية ومحور المقاومة”
وإذ اعتبر نصر الله أنّ القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليل الأحد-الاثنين مناطق عدة في سوريا هو “تطوّر خطير”، وجّه “رسالة لنتانياهو، بأن يكون حذراً في التمادي في ما يقوم به في سوريا”، مضيفاً “لا تخطئ التقدير ولا تأخذ المنطقة إلى حرب أو مواجهة كبرى”.
وحذّر الأمين العام لحزب الله من أنّه “في أي لحظة يمكن أن يُتّخذ قرار بتعاط مختلف مع الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، من جانب القيادة السورية ومحور المقاومة” الذي يضمّ إلى دمشق حزب الله وداعمته طهران.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان ردّ الفعل قد يطال تل أبيب، أجاب نصر الله “في لحظة من اللحظات كلّ شيء ممكن”.
وتحدث نصر الله عن متغيّرات عدّة تملي هذا القرار من بينها اقتراب دمشق وحلفائها من حسم “المعركة الداخلية” مع إحكام سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد، بالإضافة إلى “تحسّن” قدرة الدفاع الجوّي السوري الذي يتصدّى للضربات الإسرائيلية بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري وأخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيين في سوريا، استهدف آخرها قبل أسبوع، وفق الجيش الإسرائيلي، مخازن ومراكز استخبارات وتدريب تابعة لفيلق القدس الإيراني، إضافة إلى مخازن ذخيرة وموقع في مطار دمشق الدولي.
وقال نصر الله الذي يقاتل حزبه إلى جانب الجيش السوري بشكل علني منذ العام 2013 “نستطيع أن نتحدّث عن انتصار كبير وعظيم جداً وأصبحنا في المرحلة الأخيرة”، موضحاً أنّ الأولوية هي للحل السياسي في ما يتعلّق بالمناطق الخارجة عن سيطرة دمشق.
وفي أول تعليق له بعد اكتشاف إسرائيل لأنفاق تمتّد من لبنان إلى أراضيها، لم يؤكّد نصر الله أو ينف حفر حزبه لهذه الأنفاق وما إذا كانت هناك أنفاق أخرى لم يتم اكتشافها بعد، لافتاً إلى أنّ هذه المسألة يجب أن تبقى “غامضة”.
وقال نصر الله “اكتشف الإسرائيلي بعد سنوات طويلة عدداً من هذه الأنفاق، وهذا الأمر لم يكن مفاجئاً لنا، والمفاجئ أنّ هذه الأنفاق طال وقتها حتى اكتشفها الإسرائيلي”.
وأضاف أنّ أحد هذه الأنفاق “يعود عمره إلى 13 أو 14 عاماً”، ساخراً من كون “المخابرات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال 14 عاماً لم تكتشف وجوده داخل أرضها” ما “يدلّ على فشل استخباراتي” إسرائيلي.
وأطلق الجيش الإسرائيلي في 4 ديسمبر عملية “درع الشمال” لتدمير أنفاق اكتشفها تمتدّ عبر الحدود من لبنان واتّهم حزب الله بحفرها. وأعلن قبل أسبوعين تدمير ستة أنفاق، يمتد آخرها لعشرات الأمتار داخل إسرائيل وتمّ حفره على عمق 55 متراً.
وقال نتانياهو قبل أسبوعين خلال جولة قرب الحدود مع لبنان “لقد منعنا خطة حزب الله العملانية لاستخدام الانفاق لإدخال ما بين ألف وألفي مقاتل إلى الجليل والاستيلاء على قرى، وسنواصل القيام بذلك”.
وفي المقابلة التلفزيونية ردّ نصر الله على نتانياهو متسائلاً “هل سيعتمد حزب الله على أربعة أنفاق لإدخال الآلاف من مقاتليه من أجل عملية الجليل؟” لافتاً إلى أنّ أيّ عملية باتّجاه الجليل “تحتاج إلى كلّ الحدود ونحن نقرّرها في حال حصول حرب علينا”.
وإسرائيل ولبنان عملياً في حالة حرب. وخاض حزب الله الذي يتلقّى المال والسلاح من طهران وتسهّل سوريا نقل أسلحته وذخائره، حرباً ضدّ إسرائيل في العام 2006 اندلعت إثر خطفه جنديين إسرائيليين بالقرب من الحدود مع لبنان. وردّت إسرائيل يومها بهجوم مدمّر، إلا أنّها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، ما أظهر الحزب في نهاية الحرب داخلياً في موقع المنتصر.
العرب