حصار وتشريد.. أهالي حجة يطالبون بحمايتهم من الحوثيين

حصار وتشريد.. أهالي حجة يطالبون بحمايتهم من الحوثيين

“إلى هذا الحد وصلت معاناتنا، بعض الحوامل يصارعن الموت ولا يمكن نقلهن إلى المستشفيات من أجل وضع أطفالهن في ظل استمرار الحصار الذي يفرضه الحوثيون علينا في المنازل والقرى”.
هكذا رد اليمني محمد الرديني عندما سألته الجزيرة نت عن طبيعة الوضع الإنساني الذي يعيشه الناس في منطقة حجور بمحافظة حجة (شمال غربي اليمن).

ويؤكد الرديني، وهو واحد من أبناء حجور، أن الحوثيين منعوا حتى بعض الأهالي من مغادرة منازلهم التي يقطنون فيها وتتعرض للقصف، وهو الأمر الذي ضاعف معاناتهم.

وهناك الكثير من أبناء تلك القرى والمناطق لا يملكون شيئا في منازلهم بسبب الوضع العام الذي يعيشونه بعد رفضهم السماح للحوثيين بالسيطرة على قراهم، رغم أن جميع مديريات ومناطق المحافظة الأخرى تقع تحت سلطاتهم بالكامل.

ويواصل الحوثيون قصف مناطق حجور بالدبابات والمدفعية الثقيلة، وتحديدا في القرى الواقعة شرق مديرية كشر (بني النمشة وبني عرجاش وبني ريبان)، وفقا لعدد من أبناء المنطقة الذين تواصلت معهم الجزيرة نت عبر الهاتف.

ووفقا للناشط عامر السعيدي، وهو من أبناء حجور، فإن هناك بالفعل حالة رعب، خاصة بين النساء والأطفال، حيث لا توجد مراكز طبية ولا إمكانات إسعافية بسبب حصار المنطقة، وهو ما يعني أن أي جريح معرض للنزف حتى الموت.

ولم يتوقف الأهالي بما لديهم من وسائل عن إطلاق نداءات الاستغاثة للحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من أجل إنقاذهم وفك الحصار الذي يسعى الحوثيون من خلاله إلى إخضاع قبائل حجور الرافضة لتواجد الحوثيين في تلك البلدات الريفية المتفرقة.

ولا يزال الحوثيون -بحسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت- يعملون على استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة، ويستعدون لاقتحام تلك المناطق والقرى، وهو الأمر الذي يثير الخوف لدى أهالي حجور من حدوث كارثة إنسانية، وسط تصاعد موجات القصف والحصار.
انتقام ومخاوف
على بعد مسافات ليست بعيدة عن حجور، حمل النازح اليمني عبد الله أحمد أمتعته وأمسك طفليه محاولا الفرار مع عشرات الأسر النازحة من مخيم شليلة وبني الحداد، الذي تم استحداثه قبل نحو أسبوعين في مديرية حرض بالمدينة أيضا، لكن الحوثيين قاموا بقصفه وراح ضحيته أكثر من عشرين شخصا بين قتيل وجريح.

مشيا على الأقدام ولعشرات الكيلومترات، واصل النازحون السير باتجاه الحدود السعودية؛ بحثا عن مكان آمن يستقرون فيه، ولكن أحلامهم تعثرت لتستقر حال بعضهم في العراء، دون أن تحرك الحكومة اليمنية ولا التحالف ولا المنظمات الإنسانية ساكنا، وفقا لشهادات ناشطين رافقوا النازحين لتوثيق معاناتهم خلال رحلتهم وتحدثوا مع الجزيرة نت.

وإزاء هذا التصعيد المستمر ضد أبناء محافظة حجة اليمنية، وتحديدا في منطقة حجور التي عجز الحوثيون عن إخضاع قبائلها منذ ثمانية أعوام؛ يحذّر مراقبون من العواقب الانتقامية التي قد يمارسها الحوثيون بحق أبناء القبائل في حال تمكنوا من اقتحامها والسيطرة عليها.

ولذلك شرع يمنيون في إطلاق دعوات على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي لجميع المسؤولين اليمنيين، وكذلك التحالف والمنظمات الدولية، بسرعة التحرك وإنقاذ النازحين في حرض وكسر الحصار عن أهالي حجور أيضا.

وتنتشر قبائل حجور في أكثر من عشر مناطق متفرقة، وتتكون من مئتي ألف نسمة تقريبا، وسبق أن تعرضت لهجمات عسكرية من قبل الحوثيين نهاية العقد الماضي.

ولعل أبرز ما يميز منطقة حجور اليمنية هو موقعها الذي يشرف مباشرة على الساحل التهامي (غربي البلاد)، وإطلالتها كذلك على الحدود مع السعودية، إذ تعد البوابة الرئيسية لدخول أي قوات عسكرية قادمة من الساحل باتجاه مدينتي صعدة، معقل جماعة الحوثيين، ومحافظة عمران الخاضعة لسيطرتهم.

ويرى الكاتب والصحفي اليمني محمد الأحمدي أن أكثر ما يخشاه الأهالي في المناطق اليمنية التي تتعرض للقصف والحصار من قبل الحوثيين هو تعمد الجماعة كسر إرادتهم؛ فبمجرد سقوط منطقة ما بأيدي الحوثيين يعملون على توطين الأفكار والمشاريع الطائفية الخاصة بهم على كافة المستويات ثقافيا واجتماعيا وعسكريا.

ويضيف الأحمدي للجزيرة نت أن أي منطقة يسيطر عليها الحوثيون تتحول إلى ساحة مفتوحة للانتهاكات، وتبدأ مسلسلات الاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب والإعدامات الميدانية، وصولا إلى تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال.

المصدر : الجزيرة