في معركة الرئاسة 2020.. هل تطيح امرأة بترامب؟

في معركة الرئاسة 2020.. هل تطيح امرأة بترامب؟

كانت هيلاري كلينتون أول امرأة تترشح عن أحد الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة للرئاسة، وعلى الرغم من خسارتها أمام دونالد ترامب فإنها مهدت الطريق للترشح النسائي بالجملة عن حزبها “الديمقراطي” في انتخابات 2020.

فحتى الساعة تقدمت أربع مرشحات في الحزب الديمقراطي لخوض التنافس داخل الحزب على للفوز بترشيح الحزب الرسمي على السباق الرئاسي، وهن عضوة مجلس الشيوخ عن ماسيتشوستس إليزابيث وارين التي اشتهرت بمحاربتها سيطرة الشركات الكبرى على السياسة، وعضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا كاميلا هارس التي ولدت لأم هندية وأب جامايكي، واشتهرت بأسئلتها الصعبة لكل مترشح إلى منصب حكومي كبير، وعضوة مجلس الشيوخ عن نيويورك كريستين غيليبراند، وعضوة مجلس النواب عن هاواي تولسي غابارد التي تعهدت بالتركيز في حملتها الانتخابية على قضية الحرب والسلام.
وما زالت أخريات يفكرن في الالتحاق بالسباق، خاصة بعد النجاح الهائل الذي تحقق بفوز غير مسبوق للنساء في مجلس النواب، وعلى رأسهن كلينتون التي ما زالت تحسب الخطوة، ومن هؤلاء إيمي كلووباشار التي صعدت المؤشرات الأولية لصالحها في ولاية مينيسوتا التي تمثلها في مجلس الشيوخ، والكاتبة الصحفية ماريان ويليامزون، وعضوة مجلس النواب السابقة عن ولاية جورجيا ستيسي إبرامز، فهل كان لموقف ترامب السلبي تجاه المرأة دور في هذا الإقبال الكبير؟

فوز هيلاري كلينتون كأول امرأة بتزكية الحزب الديمقراطي عام 2015 للمنافسة على الرئاسة (الجزيرة)
صنع ترامب لنفسه صورا نمطية لدى الرأي العام، منها معاداته للنساء والمهاجرين في أميركا، وفي رد فعل الشارع الأميركي على تصريحاته فازت امرأتان مسلمتان بمقعدين في مجلس النواب، وكان ضمن مراسم تولي المنصب أن أقسمتا على القرآن، بل إن إحداهن -وهي رشيدة طليب- حضرت المراسم بالثوب الفلسطيني، فقد استفز بمواقفه اللاتينيين والسود والنساء والمسلمين وتوحدوا خلف خصومه.
فكرة فوز امرأة بالرئاسة لها جاذبيتها في الشارع الأميركي، وكان من أسباب تحمس الكثيرين للتصويت لهيلاري كلينتون في انتخابات 2016 ضد دونالد ترامب اعتقادهم أنه آن الأوان لتلك الخطوة.

وأدرك ترامب قبل ترشحه أنه كلما عزف على أوتار الأقليات والمهاجرين والتعبير عن توجهات اليمين الأبيض المكتومة زادت فرصه في الوصول للرئاسة، ولم يقتصر موقفه على الإفصاح عن معاداة المهاجرين خاصة المسلمين الذين اتهمهم بالإرهاب ولا بوصفه للحاضرين من المكسيك بأنهم مغتصبون للنساء وتجار مخدرات، بل طال بإهاناته وسخريته النساء، خصوصا المنافسات له.

ومن تطاوله على النساء ما قاله عام 2015 عن مرشحة منافسة هي كارلي فيورينا “انظروا إلى وجهها، هل يمكن أن يصوت أحد لهذا؟”، وفيورينا هي أول امرأة تدير شركة ضمن الشركات الخمسين الكبرى في أميركا حينها، وكان لها موقف مشهود في الدفاع عن المسلمين حين اشتدت العنصرية ضدهم بعد أحداث 11 سبتمبر.

وسخر ترامب من إليزابيث وارين (69 عاما) التي أطلق عليها اسم بوكاهونتاس كما في فيلم ديزني الشهير، وأثناء مناظرة رئاسية بينه وبين هيلاري كلينتون قبيل انتخابات 2016 نعتها بـ”امرأة مقززة”.
وتجسد عداء الأميركيات لترامب في مظاهرة النساء التي خرجت في 21 يناير/كانون الثاني 2017 في اليوم التالي لتنصيبه رئيسا للبلاد، ورفعت المتظاهرات لافتات تشير إلى الألفاظ التي هاجم بها خصومه فارتدت النساء قبعات بأذنين، في إشارة إلى القطط، مع لافتات حول معنى أن هذه القطة تعض من يقترب، وقوله لكلينتون إنها امرأة مقززة صار شعارا على قمصان وردية للنساء كتب عليها “امرأة مقززة” مساندة لكلينتون، ومعاداته للمسلمين جعلت صورة امرأة ترتدي حجابا من العلم الأميركي لافتة ترفعها النساء.

بل إن الأقليات اعتلوا المنابر وتحدثوا عن مقاومته ومقاومة كل ما يمثله، ومنهم ليندا صرصور الأميركية الفلسطينية التي لا تتوارى عن التعبير عن رأيها بشجاعة وأنها مسلمة تفتخر ولن تعتذر عن ذلك، وكانت صرصور ضمن المنظمين للمسيرة في واشنطن العاصمة.

وقد بدأت فكرة المسيرة النسائية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نتيجة الانتخابات التي تفاجأ بها كثيرون حين قالت امرأة من هاواي تدعى تيريسا شوك إن مسيرة احتجاجية نسائية ستنظم ردا على فوز ترامب، وبعد أن نقرت آلاف النساء زر الحضور بدأ الاستعداد، وكان متوقعا أن يحضر مئتا ألف في واشنطن إلا أن العدد وصل إلى خمسمئة ألف مشاركة، إلى جانب مسيرات موازية في مدن، بل تخطى عدد المشاركين في دول أخرى الأربعة ملايين، معظمهم من النساء.

من بين مجموعة المرشحات لمنافسة ترامب بعد عامين تبدو الفرصة الكبرى من نصيب كاميلا هارس أكثر من غيرها، فهي تعرف أنها الابنة البارة بالحزب الديمقراطي فلا تعارض تحكم الشركات الكبرى والبورصة وشركات التأمين مثل إليزابيث وارين.
ولا يتوقع أن تجتذب وارين الشباب اليساريين الذين تجمعوا حول بيرني ساندرز في 2016، بل إن ساندرز نفسه لن يحصل على تأييد كل من أيده في الانتخابات السابقة لوجود اختيارات أخرى أفضل من كلينتون.

أما الأكثر فرصا على الإطلاق بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي فهو جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما الذي صرح بأنه أنسب من يتولى رئاسة البلاد في الفترة الحالية، لكنه كساندرز لم يصرح بنيته الترشح حتى الآن، فعلاقاته بأقطاب الحزب وطيدة ومساندة أوباما له شبه مؤكدة.

الجزيرة