نددت روسيا اليوم الجمعة بقرار الولايات المتحدة تعليق معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، معتبرة أن واشنطن تتنصل من التزاماتها الدولية، بينما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا بانتهاك المعاهدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن المسألة ليست في “تحميل روسيا المسؤولية (…) بل في إستراتيجية الولايات المتحدة للتنصل من التزاماتها القانونية الدولية في مختلف المجالات”.
وأضافت زاخاروفا أن الولايات المتحدة لم تقدم أي دليل يثبت وجود انتهاك روسي، مشددة على أن روسيا “لا تزال موافقة على إجراء حوار حول المعاهدة”.
وحذرت المتحدثة من تخلي الولايات المتحدة عن المعاهدة قائلة “إن موسكو تحتفظ بحقها في الرد بالشكل المناسب”.
وفي السياق، حذر الكرملين من أن الخطوة الأميركية تعد تمهيدا لسباق تسلح عالمي جديد يهدف إلى استنزاف روسيا اقتصاديا.
في المقابل، قال ترامب إن بلاده ستعلق التزاماتها بمضامين معاهدة حظر الصواريخ القريبة والمتوسطة المدى غدا، وستعلم روسيا وأطراف المعاهدة الأخرى بإشعار رسمي بالانسحاب بعد ستة أشهر عملا بالمادة 15 من المعاهدة.
وأضاف “لقد عرضت روسيا المصالح الأمنية للولايات المتحدة للخطر ولم يعد من الممكن التقيد بمضامين المعاهدة بينما تنتهكها روسيا دون خجل. إذا لم تعد روسيا للامتثال الكامل بالمعاهدة في غضون ستة أشهر (…) ستكون المعاهدة لاغية”.
وقبل ساعات عقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مؤتمرا صحفيا قال فيه إن بلاده ستعلق التزاماتها بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى اعتبارا من السبت، تمهيدا للانسحاب في غضون ستة أشهر، واعتبر أن روسيا عرضت مصالح الولايات المتحدة الأمنية للخطر.
وأعلن حلف الناتو دعمه موقف الولايات المتحدة بتعليق مشاركتها في المعاهدة، ودعا روسيا إلى إزالة منظومتها الصاروخية والتقيد بمقتضيات المعاهدة خلال الأشهر الستة المقبلة، فضلا عن الالتزام بمقتضيات معاهدة الأسلحة النووية.
أما الاتحاد الأوروبي فحث الولايات المتحدة وروسيا على احترام كامل مقتضيات معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والقصيرة، وقال إنه لا يرغب في أن تتحول القارة الأوروبية إلى ساحة مواجهات بين واشنطن وموسكو.
المصدر : الجزيرة + وكالات