عندما يستغل الدين لتبرير مساوئ ترامب

عندما يستغل الدين لتبرير مساوئ ترامب

يقول الكاتب دانا ميليبانك في صحيفة واشنطن بوست إن ما قالته السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز بأن الله اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئاسة أميركا هو مجرد تبرير للسلوك المناقض للأخلاق والأعراف السياسية في البلاد.

وكانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز قد ردت على سؤال من شبكة الإذاعة المسيحية هذا الأسبوع حول ما إذا كان ترامب هو الرجل المناسب لأميركا في هذه اللحظة، بأنها تعتقد أن الله كلف جميع الناس بالقيام بأدوار مختلفة في أوقات مختلفة، وأنه أراد لترامب أن يصبح رئيسا، وهذا هو سبب وجوده في البيت الأبيض.

وقال ميليبانك إن ما قالته ساندرز أمر منطقي لأن ترامب أصبح يتصرف وكأنه يستمد سلطته من الحق الإلهي للملوك، وإنه يؤكد سلطته المطلقة بتصرفه دون الكونغرس وفي تعارض مع الكونغرس ووكالات الاستخبارات الخاصة به وسلطات إنفاذ القانون والدبلوماسيين وإرادة الرأي العام الأميركي.

ويضيف الكاتب أن المدافعين الرئاسيين يقولون إن ما قالته ساندرز هو مجرد تكرار للإشارة التوراتية إلى أن جميع الزعماء في الأرض ينصبون بإرادة الله.

ضد الديمقراطيين
لكن يبدو أن ساندرز كانت تعني، يقول ميليبانك، أن الله مع ترامب وضد الديمقراطيين، وأن ما قالته يبدو متجاوزا التعبير عن المعتقد المعلوم، كما يبدو أنها تريد التبرير للغة الكريهة التي يتفوه بها ترامب كل صباح ولهزيمة المتدينين ذوي الشخصيات الرفيعة الذين تنافسوا معه على المنصب، وتزعم أن الله اختار هذا الرجل رغم تباهيه بالتحرش بالنساء ودفع المال لنجمات الإباحية وسخريته من الميول الدينية لنائبه بينس.

ويضيف الكاتب أننا ربما لا نستطيع إدراك إرادة الله وأفعاله في البشر، لكن ترامب يجب أن يتصرف بشكل يمكننا إدراكه، ولكنه لا يفعل ذلك. فهو يتصرف كما لو أنه لا يجيب أحدا هنا في عالم البشر.

لا اعتبار لأي شيء
ويشير إلى أن ترامب يتصرف دون أي اعتبار للكونغرس، قائلا إنه سيبني جدارا بغض النظر عما يريده هذا المجلس، وإن الجدار يجري بناؤه بالفعل، ولا يتوقع الكثير من المساعدة، كما وصف مسؤولي الاستخبارات، حتى الذين عينهم، بأنهم سلبيون للغاية وساذجون و”يجب أن يعودوا إلى المدرسة”.

كذلك وصف ترامب إجراءات مكتب التحقيقات الفدرالي باعتقال صديقه روجر ستون بأنها “مخيبة جدا للآمال” وجديرة بالتحقيق. ليس ذلك فحسب، بل يرى ترامب أنه غير ملزم باعتبارات الأمن القومي، إذ ورد أنه التقى سرا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دون موظفين أو مدونين.

ويمضي الكاتب ليقول إن ترامب لا يلتزم حتى برغبة الزملاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذي مرر هذا الأسبوع إجراءً يعترض على انسحابات متسرعة من سوريا وأفغانستان.

الجزيرة