عدن – فشلت بشكل متزامن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتحريك الجمود الذي يهدد بانهيار اتفاق السويد المبرم بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، حيث أكدت مصادر سياسية لـ”العرب” عدم توصل اجتماع لجنة تبادل الأسرى والمعتقلين في العاصمة الأردنية عمّان إلى أي نتائج إيجابية، في الوقت الذي تعثّرت فيه اجتماعات لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة برئاسة الجنرال الدنماركي المعيّن حديثا مايكل لوليسجارد الذي وصل الحديدة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
وفي العاصمة الأردنية عمّان حيث تعقد اجتماعات لجنة تبادل الأسرى بإشراف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ولجنة الصليب الأحمر الدولي، قالت مصادر “العرب” إن الاجتماع الذي كان يفترض أن يناقش الترتيبات النهائية لبدء عملية تبادل الأسرى فشل نتيجة رفض الميليشيات الحوثية إجراء عملية تبادل شاملة وفقا للكشوفات المتبادلة، والإصرار على تجزئة العملية وانتقاء أسماء من ستشملهم عملية التبادل بحيث لا تتجاوز 10 في المئة من الأسماء التي تضمنتها القوائم المقدمة من الجانبين.
وأشارت مصادر سياسية إلى أن غريفيث سعى في اجتماع عمّان لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق تبادل الأسرى، انطلاقا من تصوره بأن الانفراج في هذا الملف يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على الملفات الأخرى العالقة من اتفاق ستوكهولم.
ونقلت مصادر إعلامية عن رئيس الوفد الحكومي في لجنة الأسرى، هادي هيج، تقديم الجانب الحكومي لرؤية متكاملة حول عملية تبادل الأسرى والمعتقلين قال إنّها حظيت بتأييد ممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولي الذين حضروا الاجتماع.
وفي المقابل قطعت الميليشيات الحوثية أي مساع للضغط من قبل الأمم المتحدة لتقديم تنازلات في هذا الملف، معلنة فشل الاجتماع، بحسب الموقع الرسمي للحوثيين الذي كشف نقلا عن ممثلي الجماعة في اللجنة انتهاء اجتماع الخميس دون إحراز أي تقدم.
وقال رئيس فريق الحوثيين في اللجنة عبدالقادر المرتضى، إن عملية التبادل الشامل للأسرى باتت أكثر تعقيدا، وإنهم أبلغوا الأمم المتحدة عن استعدادهم لإجراء تبادل جزئي.
وتزامن انهيار مشاورات تبادل الأسرى والمعتقلين، مع فشل آخر مُنيت به جهود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في الحديدة مايكل لوليسجارد الذي رأس اجتماعات اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار التي عقدت على متن السفينة الأممية “فوس أبولو” الراسية قبالة سواحل الحديدة.
وأكدت مصادر خاصة لـ”العرب” أن الاجتماعات لم تتمكن من تجاوز عقبة الرفض الحوثي المتكرر لتنفيذ خطة انسحاب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى كمرحلة أولى يليها الانسحاب المتزامن لقوات الطرفين إلى مناطق خارج مدينة الحديدة.
ووصف الباحث السياسي اليمني أمين الوائلي في تصريح لـ”العرب” جهود الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لإطفاء الحرائق في الحديدة بأنها أشبه بنقل عربة المطافئ إلى البحر. وأضاف “لم نكن نتوقع أكثر من هذا من البداية، الفشل واستحالة أن يلتزم الحوثي بأي اتفاق أو عهد، لكن النوايا البريطانية امتحنت عمليا على الأرض وانتجت فشلا مرئيا يكرسه غريفيث ولن يتوقف عن تنويع أساليب وآليات تدوير وإدارة الفشل بأكثر من طريقة وصيغة”.
ووفقا للمصادر يصر ممثلو الميليشيات الحوثية على البدء بانسحاب القوات مسافة 15 كم خارج الحديدة قبيل مناقشة ترتيبات إخلاء الموانئ وتسليمها لمؤسسة موانئ البحر الأحمر وإشراف الأمم المتحدة، التي من المتوقع أن تبدأ بنشر 75 مراقبا جديدا مطلع مارس القادم في ظل أنباء عن احتمال تمركز تلك القوات على متن سفينة أممية قبالة سواحل الحديدة.
واعتبر الباحث السياسي ووكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب حالة الانسداد في أفق السلام مع الحوثيين نتيجة لاستراتيجية حوثية ثابتة وعميقة تقوم على مبدأ التفاوض من أجل توظيف نتائج هذا التفاوض لبناء القوّة ثم التنصل من أي التزامات بعد ذلك واتهام الجميع بعدم التنفيذ.
ولفت غلاب في تصريح لـ”العرب” إلى أن هذا المنهج الثابت ضمن الاستراتيجية الحوثية يجد بيئة خصبة في ظل التراخي الأممي وغياب مبدأ معاقبة الطرف المعرقل.
العرب