وصف خبراء في القانون انشغال الرئيس دونالد ترامب بمحاولة الانقلاب على التحقيقات التي يجريها المدعي الاتحادي الخاص روبرت مولر بأنها أسوأ مما فعله الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون فيما عُرف حينها بفضيحة ووترغيت.
وذكرت غارديان أن التقرير -الذي تستعد وزارة العدل الأميركية لإعلانه بشأن التدخل الروسي المزعوم بانتخابات الرئاسة عام 2016 والتواطؤ المحتمل مع حملة ترامب- يُعد مفاجأة أخرى لرئيس “واقع أصلا في حبائل” تحقيقات عديدة أخرى تتعلق بحملته الانتخابية وإدارته وأفراد عائلته.
وتقول الصحيفة البريطانية إن تركيز ترامب -منذ توليه زمام الحكم بالبلاد- على تحقيقات مولر تسبب في سلسلة من الإجراءات قد تعرض للخطر رئاسته واحتمالات فوزه بولاية ثانية.
وتنسب إلى خبراء قانونيين القول إن الخطوات التي دأب ترامب على اتخاذها لتقويض التحقيقات الجارية -التي اكتنفت العامين اللذين قضاهما بالسلطة حتى الآن- ترسم صورة لرئيس هو “أسوأ عدو لنفسه”.
ويرى أندي رايت -المستشار السابق للرئيس السابق باراك أوباما- أن من الواضح تماما من كافة الأدلة أن ترامب “لديه النية لعرقلة هذه التحقيقات” واصفا محاولاته في هذا الصدد بأنها “إساءة استخدام للسلطة”.
وبحسب غارديان، فإن أعضاء الحزب الديمقراطي انتقدوا في حينه قرار ترامب عزل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، ورأوا أنه يعيد إلى الأذهان إقدام الرئيس نيكسون عام 1973 على إقالة أرشيبولد كوكس المحقق الخاص بفضيحة ووترغيت.
وتعتبر ووترغيت أكبر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة. وكان نيكسون قرر التجسس على الحزب الديمقراطي المنافس بنصب أجهزة تنصت على مقره بمبنى ووترغيت في واشنطن.
وأدت الفضيحة إلى استقالة نيكسون من منصبه في الثامن من أغسطس/آب 1974 ليصبح الرئيس الوحيد المستقيل في تاريخ البلاد.
ورغم أن ترامب لم يتعرض لإجراء عقابي ذي شأن من قبل الكونغرس في أعقاب الإطاحة بكومي -تقول غارديان- فإن تصرفه ذاك بمثابة الدافع لتعيين مولر للإشراف على التحقيقات في التدخل الروسي المزعوم.
المصدر : غارديان