الخرطوم ـ أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا أكدت فيه ان البيان الذي نشرته السفارة الأميركية في الخرطوم بموقعها الإلكتروني باسم دول “الترويكا” يعتبر في مجمله تدخلاً فظاً في الشؤون الخاصة للسودان.
وصفت الخارجية السودانية، الأربعاء، ” بيان دول “الترويكا” بشأن حالة الطوارئ في البلاد بأنه تدخل فظ في شؤون السودان الداخلية”.
ووجهت دول غربية (الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة والنروج) انتقادات للخرطوم ندّدت فيها بـ”عودة النظام العسكري” في السودان.
وبعد إعلانه حال الطوارئ في البلاد، أصدر البشير أوامر بالسماح فقط بالتظاهرات المرخّص لها.
واعتبر عوض ابن عوف النائب الأول للرئيس السوداني الأربعاء أنّ حال الطوارئ التي أعلنها الرئيس عمر البشير الجمعة في عموم البلاد لا تستهدف إنهاء التظاهرات المطالبة بتنحّيه عن السلطة، بل التصدّي للتهريب.
وفي ردها على دول الترويكا (المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، النرويج)، قالت الخارجية السودانية إن “بيان الترويكا بني على افتراض ضمنى هو أن للدول الثلاث التي تسمى نفسها أعضاء الترويكا فوضت نفسها تفويضا خاصا للتعامل مع قضايا السودان”.
وأضافت الخارجية “هذا أمر ليس له سند من القانون الدولي أو الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وبالتالى لا يمكن القبول به”.
وأوضحت أن”الدول الثلاث كانت من الضامنين لاتفاقية السلام الشامل في 2005 بين الحكومة والحركة الشعبية، ولا يعني أن لديها تفويضا مفتوحا للتدخل في شؤون السودان الداخلية، خاصة بعد أن نفذت تلك الاتفاقية وانفصل جنوب السودان في 2011″.
وقالت الخارجية إن “البيان اختزل المبادرة السياسية الشاملة التي أعلنها رئيس الجمهورية عمر البشير الجمعة الماضية في مسألة إعلان حالة الطوارئ في كل البلاد”.
وأشارت إلى أنه “تجاهل أن إعلان حالة الطوارئ وما أعقبه من أوامر تم وفقا لدستور البلاد، كما تناسى أيضا (البيان) أن الإعلان عن حالة الطوارئ أمر معروف في القانون الدولي ويقره العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية وتمارسه العديد من الدول إذا دعت الظروف لذلك وفقا لدساتيرها والتزاماتها القانونية”.
ونوهت إلى أن زعم الترويكا بأن “أوامر الطوارئ قد جرمت الاحتجاجات السلمية فهو زعم عار من الصحة، لأنها منعت فقط التجمُعات غير المرخص بها، وذلك مما يدخل في تنظيم ممارسة هذه الحريات في كل البلدان الديمقراطية”.
واتهمت الخارجية الترويكا “بتجاهل تأكيد رئيس الجمهورية الحرص على حماية الحقوق والحريات وتحقيق العدل واستكمال التحقيقات في التجاوزات التي صاحبت التعامل مع الاحتجاجات”.
وأبدت الخارجية السودانية استغرابها وقالت إنها “كانت تتوقع أن ترحب الترويكا بالدعوة للحوار الموجهة من قبل رئيس الجمهورية لكل القوى السياسية وتشجيع الشباب على المشاركة فى هذا الحوار، وتعهده بأن يقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية والتزامه بتشكيل حكومة كفاءات لتسيير البلاد لحين استكمال استحقاقات ذلك الحوار”.
وجددت “التزامها بالانخراط الإيجابي (الحوار) مع كل أطراف المجتمع الدولي”.
وقالت إنها “تعيد التذكير بالمبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي المعاصر المُتمثلة فى احترام سيادة الدول واستقلالها وحق شعوبها في أن تُقرر كيف تدير شؤونها دون تدخل من الأطراف الخارجية”.
ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر 2018 تظاهرات شبه يومية، اندلعت إثر قرار السلطات رفع سعر الخبز في بلد يشهد ضائقة اقتصادية.
وسريعا ما تحول الاحتجاج إلى حركة تطالب برحيل البشير (75 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1989.
وبحسب حصيلة رسمية قتل 31 شخصا منذ اندلاع الاحتجاجات، لكن منظمات حقوقية تقول إن عدد قتلى الاحتجاجات 51.
العرب