فتح مقاتلون موالون للحكومة اليمنية جبهة قتال جديدة ضد الحوثيين بمحافظة حجة شمالي غربي البلاد، ووصف محللون هذه الجبهة بأنها لا جدوى منها ولن يستفيد منها إلا تجار الأسلحة والزعماء السياسيون الذين يعيشون في الخارج.
وأشار مراسل لموقع “ميدل إيست آي” في تقرير له من صنعاء، إلى أن مقاتلين موالين لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بقيادة زعيم عشائري محلي يسعى إلى طرد الحوثيين فتحوا هذه الجبهة، مما أدى إلى فرض حصار أسفر عن مقتل أكثر من مئة مدني. ويُعتقد أن آلاف المدنيين محاصرون بعد معركة دامت شهرا بين الجانبين.
وأضاف المراسل أنه وبالإضافة إلى الأعداد الكبيرة للقتلى بمنطقة الهجر، حوصر العديد من الأشخاص الآخرين داخل منازلهم، وظلوا يقتاتون على الطعام المخزن فقط للبقاء على قيد الحياة. وأفاد المحللون بأنه من الصعب أن ينتصر المئات من المقاتلين في مواجهة الآلاف من الحوثيين، كما وصفوا هذه المعركة بأنها “جبهة قتال سخيفة” لن يستفيد منها سوى تجار الأسلحة والزعماء السياسيين الذين يعيشون خارج البلاد.
رسالة القتال
وأوضح المراسل أنه في وقت سابق من هذا الشهر، عمد الزعيم العشائري المحلي الشيخ أبو مسلم الزعكري، وهو أحد القادة السلفيين بالمنطقة الذين يعارضون الحوثيين، إلى تجنيد مجموعة من المقاتلين من الهجر للعودة إلى ديارهم ومواجهة المتمردين.
ووجه الزعكري رسالة لكل سكان الهجر الذين يقاتلون مع الحوثيين في جميع الجبهات للعودة إلى منطقتهم للدفاع عن نسائهم وأطفالهم وكرامتهم.
وأورد المراسل أن المعارك كانت محدودة في بداية الشهر، لكنها انتشرت تدريجيا في قرى عدة داخل المنطقة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، شن التحالف الذي تقوده السعودية غارات جوية استهدفت الحوثيين في المنطقة تسببت في اندلاع القتال بمكان قريب، رغم الهدوء الذي شهدته الأوضاع في الأيام الأخيرة.
من جهة أخرى، أكد زعيم حوثي بمحافظة حجة يُدعى أبو سمود للمراسل أن المعارك مستمرة في الهجر، وأن جماعته امتنعت عن اقتحام المنطقة من أجل حماية المدنيين، مضيفا أنهم يمنحون المقاتلين الموالين للحكومة فرصة لتهدئة الأوضاع أو الاستسلام. وإن لم يفعلوا ذلك، فسوف يلجأ الحوثيون للقوة.
مصير أسوأ
وأفاد المراسل بأن المحللين الذين يدعمون الحكومة اليمنية شجعوا الزعكري ومقاتليه على الاستمرار في القتال، إلا أن المراقبين الموالين للحوثيين نصحوا المقاتلين بالاستسلام لأنهم سيُهزمون من الحوثيين الذين يحيطون بالمنطقة من كل الجهات.
وقال أحد المحليين في صنعاء إن كلا الطرفين المتحاربين يقود البلاد نحو الأسوأ ويطلق جبهات قتال جديدة دون تخطيط مسبق.
واتهم الزعماء الموالون لهادي الذين يعيشون خارج البلاد والذين لا يزال بعضهم يشغل مناصب في الحكومة اليمنية، باستغلال الجبهات القتالية المحلية على غرار منطقة الهجر لتلقّي الأموال من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
المصدر : ميدل إيست آي