قال الجيش الباكستاني اليوم السبت إن سبعة أشخاص على الأقل -بينهم جنديان- قتلوا في تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات حرس الحدود الباكستانية والهندية في إقليم كشمير المتنازع عليه.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف المدفعي المتبادل بين جيشي الهند وباكستان على جانبي خط الهدنة، استمر الليلة الماضية بضع ساعات، بُعيد إعادة إسلام آباد الطيار الهندي الذي أسرته إلى نيودلهي.
وقال بيان صادر عن هيئة العلاقات العامة للخدمات الداخلية -وهي الجناح الإعلامي للجيش- إن القوات الهندية أطلقت النار على طول خط المراقبة، وهو حدود فعلية تفصل بين قسم خاضع للإدارة الهندية وآخر تسيطر عليه باكستان من إقليم كشمير، وأضاف أن “الهند استهدفت عمدا السكان المدنيين”
في المقابل، قالت السلطات الهندية في الشطر الهندي من كشمير، إن القصف الباكستاني أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين.
وقال مسؤول بالشرطة إن امرأة وطفليها قُتلوا في منطقة “بونش” في الشطر الهندي من كشمير، خلال قصف ليلي من قبل قوات باكستانية على طول خط المراقبة، فيما أصيب الأب بجروح خطيرة.
وقد تسبب القصف المدفعي المتبادل بين جيشي الهند وباكستان -الذي تركز خلال الأيام الماضية على جبهة كشمير- في معاناة مضاعفة للسكان المحليين، ولا سيما من تقع منازلهم بالقرب من خط الهدنة الفاصل بين شطري كشمير، وأجبر القصف مئات منهم على النزوح، بينما تعطلت مصالح آلاف آخرين.
وأثار هذا التصعيد قلق قوى عالمية منها الصين والولايات المتحدة اللتان حثتا الهند وباكستان على ضبط النفس لتجنب نشوب صراع آخر بين الجارتين اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا.
وتصاعد التوتر بين البلدين سريعا بعد تفجير سيارة ملغومة في 14 فبراير/شباط، أسفر عن مقتل أربعين من قوات الأمن الهندية على الأقل في الشطر الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير.
واتهمت الهند باكستان بتوفير ملاذ لجماعة جيش محمد التي كانت وراء هذا الهجوم، وهو ما نفته باكستان، وتوعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي برد قوي.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد ساعات من تسليم باكستان الطيار الهندي الذي كان أسيرا لديها إلى بلاده، حيث جرت عملية التسليم في منطقة حدودية في لاهور بإقليم البنجاب.
وكان الطيار الهندي قد وقع في الأسر الأربعاء الماضي، بعد إسقاط طائرته في كشمير الباكستانية خلال هجوم على معسكر لمسلحين، ردا على تعرض قوات هندية في كشمير الهندية لهجوم انتحاري الشهر الماضي.
ومنذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، تدعي كل من الهند وباكستان أحقيتهما في إقليم كشمير، وتسيطر كل دولة على جزء من الإقليم، وكانت الدولتان خاضتا من قبل حربين في إطار الصراع بينهما على الإقليم.
المصدر : الجزيرة + وكالات