الإرهاب الأبيض.. قصص مسكوت عنها من القتل والدماء

الإرهاب الأبيض.. قصص مسكوت عنها من القتل والدماء

دون تردد أو شعور بالذنب، أفرغ الأسترالي برينتون تارانت رصاصات بندقيته الآلية في أجساد المصلين الأبرياء بمدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، ودافعه في ذلك “حماية العرق الأبيض” ممن يسميهم الغزاة.

حصيلة الهجوم الدامي كانت خمسين قتيلا وعشرات الجرحى، بعضهم ينازع الموت. وبينما يخيّم الحزن على أنحاء متفرقة من العالم، فإن أطوار هذه المذبحة ودوافعها -وإن كانت صادمة- فهي ليست معزولة؛ فالتاريخ الحديث يوثق هجمات مشابهة ارتبطت بـ”المتفوقين البيض”.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، تمكّن المتطرفون البيض خلال أقل من عقد من ارتكاب عدد من الجرائم البشعة في حق من يهددون العرق الأبيض، حسب اعتقادهم.

وفي قارات مختلفة نفذ هؤلاء هجماتهم عبر إطلاق النار والطعن والتفجيرات والهجمات بالسيارات، مهددين بذلك حياة اليهود والمسلمين والمهاجرين واللاجئين والحركات النسائية والسياسيين اليساريين.

ولا ينتمي المهاجمون لمجموعة واحدة بيضاء متفوقة، إلا أن ما يجمعهم هو تبني الخطاب العنصري المعادي، وعادة ما يشير مرتكب هجوم واحد إلى أسماء من سبقوه في تنفيذ هجمات مماثلة، مثل تارانت الذي قال إنه استوحى هجومه من أندرس بيرينغ بريفيك مرتكب هجمات النرويج عام 2011.

وفي ما يلي تاريخ هجمات السنوات الأخيرة المرتبطة بالتفوق الأبيض:

يوليو/تموز 2011.. هجمات النرويج
هجوم نفذه المتطرف النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك وقع يوم 22 يوليو/تموز 2011، وقتل فيه نحو 77 شخصا وأصيب نحو مئة، معظمهم فتيان من الناشطين السياسيين أنصار التعدد الثقافي، بدافع “منع غزو المسلمين”.

بدأ هجوم النرويج المزدوج بتفجير سيارة مفخخة في قلب حي الوزارات بأوسلو قرب مقر رئيس الوزراء، ثم انتقل المنفذ -وهو مواطن مسيحي أصولي- إلى مخيم صيفي في جزيرة أوتويا القريبة ليحصد بسلاح ناري أرواح عشرات الشباب من حزب العمال الحاكم (المتسامح تجاه الهجرة والأجانب).

أغسطس/آب 2011.. معبد السيخ
استهدف مسلح أميركي أربعة أشخاص داخل معبد للسيخ -في بلدة أوك كريك بولاية ويسكونسن- واثنين خارجه، قبل أن يلقى مصرعه برصاص الشرطة إثر تبادل لإطلاق النار.

منفّذ الهجوم هو أحد النازيين الجدد المعتقدين بتفوق العرق الأبيض على ما سواه من الأعراق، يتابع بانتظام المواقع الداعمة للعنصرية. وأكد شهود عيان أن المهاجم كان لديه وشم في ذراعه كتب به “11-9” في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

سبتمبر/أيلول 2013.. مغني الراب
قام عضو بارز بحزب “الفجر الذهبي” المنتمي لتيار النازية الجديدة في اليونان بطعن مغني الراب والناشط المناهض للفاشية بافلوس فيساس حتى الموت في مدينة بيرايوس اليونانية.

أبريل/نبسان 2014.. المركز اليهودي
قام زعيم سابق لمنظمة “كو كلوكس كلان” (التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض) بإطلاق النار على المركز اليهودي ومنزل التقاعد في مدينة “أوفرلاند بارك”، بولاية كانساس بالولايات المتحدة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، أحدهم يبلغ من العمر 14 عاما.

يعتقد المهاجم أن اليهود يدمرون العرق الأبيض، لكن لم يكن أي من ضحاياه من اليهود، وقال إنه يعتبر اثنين منهم متواطئين مع الشعب اليهودي.

يونيو/حزيران 2015.. كنيسة السود
بدافع القلق مما أسماه “جرائم السود بحق البِيض” قام منفذ العملية -الذي يؤمن بنظرية تفوق العرق الأبيض- بقتل تسعة أشخاص أثناء جلسة لدراسة الكتاب المقدس بكنيسة تاريخية لذوي البشرة السوداء في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا الأميركية.

أكتوبر/تشرين الأول 2015.. مدرسة السويد
استهدف مهاجم ملثم مدرسة ثانوية محلية في مدينة ترولهاتان بالسويد، بها نسبة عالية من الطلاب المهاجرين. وقالت الشرطة إنه طعن الطلاب والمدرسين واستهدف ذوي البشرة الداكنة.

أدى الهجوم إلى وفاة ثلاثة، منهم أحمد حسن (15 عاما) الذي ولد في الصومال وانتقل للعيش في السويد.

يونيو/حزيران 2016.. نائبة بريطانية
أطلق المهاجم توماس ماير -أحد المؤمنين بنظرية تفوق العرق الأبيض والمهووسين بالنازيين والفصل العنصري بجنوب أفريقيا- النار على النائبة عن حزب العمال بالبرلمان البريطاني جو كوكس، وطعنها حتى الموت، بسبب دعمها بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.

يناير/كانون الثاني 2017.. مسجد كندا
ردا على تغريدة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو التي ذكر فيها أن اللاجئين محل ترحيب في كندا، وأن “التنوع قوة”، قام المهاجم ألكسندر بيسونيت بقتل ستة أشخاص أثناء صلاة العشاء بأحد مساجد مقاطعة كيبيك الكندية، وإصابة 19 آخرين في حادث إطلاق للنار.

عُرف عن المهاجم -الذي قال إنه كان يخشى أن يقتل اللاجئون أسرته- بنشاطه العدواني ضد المسلمين واللاجئين ووجهات النظر النسوية على الإنترنت.

مارس/آذار 2017.. استهداف عشوائي
قام القاتل -وهو من قدامى المحاربين بالجيش الأميركي- باستهداف عشوائي لرجل أسود البشرة يدعى تيموثي كوفمان في الشارع بمدينة نيويورك، معتبرا الأمر “عملية تدريب” على هجوم أكبر.

ويؤمن المهاجم كسابقيه بتفوق العرق الأبيض أيضا، وسبق أن حث النساء البيض على إنجاب أكبر عدد من الأطفال.

مايو/أيار 2017.. مشادة وعداء
أقدم رجل في مدينة بورتلاند الأميركية على قتل رجلين وطعن ثالث على متن قطار، عندما حاولوا الدفاع عن امرأتين مسلمتين كان القاتل يهاجمهما بألفاظ عنصرية. وخلال المحاكمة اعتبر القاتل أن ما قام به ليس إرهابا وإنما وطنية.

يونيو/حزيران 2017.. عملية دهس
“أريد قتل كل المسلمين، لكنني أنجزت جزءا فقط مما يتعيّن عليا فعله”. هكذا تكلم المهاجم دارين أوزبورن، عقب قيامه بدهس مصلين خارج مسجد بمنطقة “فينزبري بارك” بالمملكة المتحدة، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 12 آخرين.

أغسطس/آب 2017.. هوس بهتلر
قام مهاجم مهووس بالزعيم النازي أدولف هتلر خلال مراهقته، ومؤمن بتفوق العرق الأبيض، بعملية دهس استهدفت محتجين مناوئين للنازية في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأميركية، مما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة العشرات.

أكتوبر/تشرين الأول 2018.. قتل السود
استهدف المهاجم سيدتين من ذوي البشرة السوداء في أحد المحلات الكبرى بولاية كنتاكي الأميركية، مما أدى إلى مقتلهما، وبحسب شاهد عيان فقد قال أثناء تنفيذه العملية إن “البيض لا يقتلون البيض”.

نوفمبر/تشرين الثاني 2018.. قتل جماعي
نفّذ القاتل عملية إطلاق نار جماعي استهدف كنيس شجرة الحياة اليهودي في مدينة بتسبيرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا.

اتهم القاتل اليهود بما سماه محاولة جلب المسلمين “الأشرار” إلى الولايات المتحدة، وعبر حساباته على مواقع التواصل كان ينشر رسائل عنصرية متطرفة.

الجزيرة